أوهام النصر ونبوءات السلام فى إسرائيل - خالد أبو بكر - بوابة الشروق
الجمعة 10 مايو 2024 4:51 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أوهام النصر ونبوءات السلام فى إسرائيل

نشر فى : الثلاثاء 24 أكتوبر 2023 - 7:50 م | آخر تحديث : الثلاثاء 24 أكتوبر 2023 - 9:33 م

يكاد يجمع المحللون العسكريون الغربيون على أن اجتياحا بريا لغزة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلى لتحقيق الهدف الذى وضعته حكومة بنيامين نتنياهو بالقضاء على حماس وتدمير قدراتها العسكرية يعد أمرا صعبا وذا كلفة باهظة، ولن يحرر الأسرى الإسرائيليين الذين يصل عددهم إلى نحو 210 أسرى، بل إن الكلفة البشرية التى ستتكبدها القوات البرية المهاجمة فى قتال المدن من بيت لبيت ومن شارع لشارع ستكون أكبر من أن تتحملها إسرائيل، إذا أضفت إليها الخسائر التى تكبدتها بالفعل منذ 7 أكتوبر حتى اليوم.


ما يدفع المحللون إلى دعوة إسرائيل لعدم الاجتياح البرى بخلاف الخسائر غير المسبوقة المتوقعة للمدنيين الفلسطينيين جراء هذه العملية، المخاوف من توسع رقعة الصراع بدخول حزب الله وإيران على خط الأزمة، وهو ما سوف يزيد من الصعوبات أمام الجيش الإسرائيلى الذى سيكون مطالبا بالعمل على جبهتين، فضلا عن أن الصواريخ خصوصا من جبهة لبنان ستهدد العمق الإسرائيلى بقوة.


انطلاقا من تلك الصعوبات العملياتية التى ينطوى عليها الاجتياح البرى لغزة يدعو الخبراء إسرائيل للبحث عن «رواية النصر» الذى يمكن تسويقها للشعب الإسرائيلى لإنهاء الحرب دون التضحية بالمزيد من الخسائر البشرية الإسرائيلية فى العملية البرية التى يتحدث عنها قادة إسرائيل. فى هذا السياق قال جوناثان سباير، المحلل الإسرائيلى ــ البريطانى، لمجلة فورين بوليسى فى عددها الصادر فى 17 أكتوبر الحالى: «إن المسار الأفضل لإسرائيل هو الاستمرار فى مهاجمة غزة من الخارج ونسج رواية النصر». مشيرا إلى أن جميع الأطراف يمكنها أن تظهر أنها حصلت على شىء ما وتنهى المواجهة الحالية.. فيمكن لإسرائيل تسجيل الهجوم على شبكة أنفاق حماس (من الجو) على أنه إنجاز كبير، ثم تستجيب لدعوات وقف إطلاق النار. وبوسع حماس أيضا أن تشعر بالاطمئنان، بعد أن صعدت فى تقدير العديد من الفلسطينيين بسبب ردها على تدنيس المسجد الأقصى بعملية 7 أكتوبر.


شموئيل بار، وهو ضابط سابق فى المخابرات الإسرائيلية قال أيضا لـ«فورين بوليسى»، إن «أولئك الذين يدعون إلى الاجتياح البرى لنزع سلاح حماس قد يغيرون وجهة نظرهم إذا قيل لهم إن آلاف الجنود الإسرائيليين سيموتون أيضا.. لا أحد يريد حقا شن هجوما بريا... الأشخاص الوحيدون الذين يدعون إلى شن هجوم برى هم اليمين الدينى المتطرف الذين لا يعرفون ماذا يعنى ذلك، لأنهم لم يخدموا فى الجيش قط».


على ذات المنوال قال بروس هوفمان، وهو زميل بارز فى مكافحة الإرهاب والأمن الداخلى فى مجلس العلاقات الخارجية لمحطة MSNBC الأمريكية فى 19 أكتوبر الحالى: «إن وقوف إسرائيل بقوة فى مكانها وعدم الغزو من شأنه أن يجنبها مغبة اندلاع حريق إقليمى، فيمكن لإيران الانخراط فى الحرب، إما بشكل مباشر أو غير مباشر عبر وكلاء مثل حزب الله.. وليس هناك عيب فى ترك قوات الجيش الإسرائيلى محتشدة حول غزة دون التصعيد أكثر. إن القيام بذلك يمكن أن يمنح الجيش وقوات الاستخبارات المزيد من الوقت لتحديد مكان الرهائن وربما تبادلهم دون وقوع خسائر كبيرة فى صفوف الجيش الإسرائيلى أو الرهائن.


هذا عن أوهام النصر.. فماذا عن نبوءات السلام؟
فى 13 سبتمبر الماضى أجرت صحيفة «دير ستاندرد» النمساوية حوارا مطولا مع يوسى بيلين، الذى كان نائبا لوزير الخارجية فى حكومة إسحاق رابين، بمناسبة مرور 30 عاما على توقيع اتفاق أوسلو، وفى نهاية تقييمه لمسار أوسلو والأخطاء التى وقع فيها الجانبان الإسرائيلى والفلسطينى، بدا أكثر تفاؤلا بقوله: «يقول الكثيرون إن حل الدولتين قد مات، لكن هذا هراء.. هذا يعنى أن المستوطنين قد حققوا هدفهم ببناء العديد من المستوطنات بحيث لا يمكن أن يكون هناك حل الدولتين فى المستقبل» ثم أطلق نبوءة نادرة بشأن مستقبل الصراع بقوله: «إن الحكومة اليمينية الإسرائيلية الحالية سوف تنهار.. والحكومة القادمة ستكون حكومة يسار الوسط. وستبدأ على الفور المفاوضات مع الفلسطينيين». ويستطيع المراقب المحايد أن يقول إن عملية السابع من أكتوبر، رغم الثمن الفادح الذى دفعه وسيدفعه الشعب الفلسطينى من ورائها إلا أنها حققت هدفا مهما وهو «كسر نظرية أمن المستوطنات والمستوطنين الإسرائيليين»، وأنها سهلت مهمة إخلاء هذه المستوطنات على أى مفاوض إسرائيلى جاد فى الوصول إلى سلام دائم وعادل فى إطار حل نهائى للقضية، فلا أظن أن الكثير من المستوطنين سيروق لهم العيش على الأرض التى اغتصبوها بعد صدمة السابع من أكتوبر.

التعليقات