إرث جيمي كارتر.. بدون سلام فإن إسرائيل دولة فصل عنصري - صحافة عالمية - بوابة الشروق
الأربعاء 8 مايو 2024 10:30 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

إرث جيمي كارتر.. بدون سلام فإن إسرائيل دولة فصل عنصري

نشر فى : الجمعة 24 فبراير 2023 - 8:40 م | آخر تحديث : الجمعة 24 فبراير 2023 - 8:40 م
فى ضوء تدهور الحالة الصحية للرئيس الـ39 للولايات المتحدة، جيمى كارتر، وتلقيه خدمة رعاية المسنين، نشرت صحيفة The Washington post مقالا للكاتب إيشان ثارور، تناول فيه جهود كارتر أثناء فترة رئاسته وما بعد ترك منصبه لإرساء السلام وحل الصراع العربى الإسرائيلى. وصف كارتر صراحة إسرائيل بأنها دولة فصل عنصرى، كما حذر قبل سنوات مما يحدث الآن (وصول متطرفين إلى الحكم فى إسرائيل) ذاكرا أن ذلك يقضى على الحل الوحيد لإنهاء الصراع.. نعرض من المقال ما يلى.
رغم استمرار رئاسته لفترة واحدة فقط، إلا أن إرثه امتد إلى ما بعد ذلك. الرئيس الأمريكى، جيمى كارتر، 98 عاما، أطول رؤساء الولايات المتحدة عمرا يعيش الآن أيامه الأخيرة. وأدت الأخبار التى تفيد بأنه يتلقى حاليا خدمة رعاية المسنين، إلى استرجاع مسيرته الحقوقية لإحياء ذكراه قبل وفاته.
كارتر ترك ذكرى لا تخلو من الخطأ والصواب؛ الأولى تمثلت فى برجماتيته الاقتصادية لمواجهة التضخم فبدلا من خنقه، خلقت ركودا. الثانية نراها فى أشهر جهوده لصنع السلام والتى بدأت فى عام 1978 فى كامب ديفيد، حيث توسطت إدارته فى محادثات سلام بين إسرائيل ومصر فى عهد الرئيس أنور السادات. المعاهدة الناتجة، التى أنهت عقودًا من العداء بين البلدين، لا تزال ركيزة أساسية للاستقرار الإقليمى والمصالح الأمريكية فى الشرق الأوسط. كما ساعدت فى ضمان السيطرة العسكرية الإسرائيلية على الأراضى التى احتلتها فى الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967، بما فى ذلك الضفة الغربية.
فى عام 2002، حصل على جائزة نوبل للسلام لجهوده الدئوبة لإيجاد حلول سلمية للنزاعات الدولية، وتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون فى كل قارة، وكذلك التنمية الاقتصادية والاجتماعية. فى السنوات التى أعقبت تركه منصبه، كرس كارتر الكثير من عمله لمناصرة قضية السلام والديمقراطية فى جميع أنحاء العالم. قاد المركز الذى يحمل اسمه جهود مراقبة الانتخابات فى عشرات البلدان، وساعد فى توجيه الدول نحو المصالحة بعد الحروب الأهلية.
• • •
يمكن، إذن، الاعتراف بأن كارتر بمفرده فعل لأمن إسرائيل أكثر مما فعل أى رئيس أمريكى آخر. ومع ذلك، ما زال كارتر مذمومًا فى إسرائيل وبين أوساط المؤيدين الأمريكيين لإسرائيل. إذ على عكس جميع رؤساء البيت الأبيض، نظر كارتر صراحة إلى المستوطنات اليهودية فى الضفة الغربية المحتلة على أنها انتهاك للقانون الدولى، وعائق أمام إنشاء دولة فلسطينية مستقلة، وشن حملة ضدهم بعد تركه منصبه. فى عام 2006، نشر كارتر كتابًا بعنوان «فلسطين.. سلام لا فصل عنصرى»، حذر فيه من أن الفصل العنصرى يحرم ملايين الفلسطينيين من نفس الحقوق التى يتمتع بها جيرانهم الإسرائيليون، وتوسيع المستوطنات يزيد من تجريد الشعب الفلسطينى من ممتلكاته.
على مدى عقود، كان يجادل بأن المستوطنات عقبة فى طريق حل الدولتين والحل السلمى للصراع. لم يكن يتوانى فى تحذير الجميع من أن إسرائيل تتخذ منعطفًا خاطئًا على طريق الفصل العنصرى. للأسف، خلص بعض النقاد إلى أنه كان معاديًا لإسرائيل أو أسوأ من ذلك.
رد الفعل على كتابه (فلسطين.. سلام لا فصل عنصرى) كان قاسيا. استقال أربعة عشر عضوًا من مجلس إدارة مركز كارتر؛ ووبخه علانية نواب الحزب الديمقراطى مثل الرئيس بيل كلينتون ورئيسة مجلس النواب السابقة نانسى بيلوسى. اتهم بمعاداة السامية وبأنه يقارن النظام العنصرى فى جنوب أفريقيا بالديمقراطية الأكثر تفضيلًا للولايات المتحدة فى الشرق الأوسط. وحتى يومنا هذا، يصف نقاد كارتر الكتاب بأنه غير تاريخى ومغرض.
رأى كارتر أن مصطلح الفصل العنصرى وصف دقيق لما يجرى فى الضفة الغربية؛ بمعنى رغبة أو جشع أقلية من الإسرائيليين فى الأرض الفلسطينية. وهو الآن بالمناسبة رؤية منظمات حقوق الإنسان الأكثر نفوذا فى العالم، فضلا عن مجموعات حقوقية رائدة داخل إسرائيل.
الفصائل المتطرفة المؤيدة للمستوطنين والمناهضة للعرب أصبحت الآن تجلس على مقعد الحكم فى إسرائيل. لقد أطلقوا بالفعل برنامجًا من شأنه أن يضفى مزيدًا من المصداقية على ادعاء «الفصل العنصرى» ــ إذ يروجون فى برنامجهم للتفوق اليهودى الحصرى على كامل العرب الفلسطينيين، بينما يدفعون بمناورات وزارية وتشريعية قد تؤدى إلى بدء ضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية بحكم القانون الإسرائيلى.
حذر كارتر من هذا الانجراف لسنوات، بما فى ذلك فى عام 2020 عندما نشرت إدارة ترامب خطة السلام أو ما عرفت باسم «صفقة القرن»، هى مهملة الآن، وألغت بشكل أساسى إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة. إذ من أهم بنود الخطة ضم إسرائيل لغور الأردن وقيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح فى شرق القدس وإلغاء حق عودة اللاجئين واللاجئات. قال كارتر فى بيان «الخطة ستقضى على الحل الوحيد القابل للتطبيق لهذا الصراع الطويل الأمد».

ترجمة وتحرير: ياسمين عبداللطيف زرد
النص الأصلي

التعليقات