نصيحة بن جوريون: لو أننى عربى ما اتفقت مع إسرائيل - خالد أبو بكر - بوابة الشروق
السبت 4 مايو 2024 9:01 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

نصيحة بن جوريون: لو أننى عربى ما اتفقت مع إسرائيل

نشر فى : الأحد 22 مايو 2016 - 9:35 م | آخر تحديث : الأحد 22 مايو 2016 - 11:50 م
(1)

«ذكر ناحوم جولدمان، الذى تولَّى رئاسة المؤتمر اليهودى العالمى فى الفترة بين عامى 1953 و1977، فى كتابه التناقض اليهودى The Jewish Paradox طبعة 1978 فى الصفحة 99، أن ديفيد بن جوريون (أول رئيس وزراء لإسرائيل) قال له: «ما الذى يدفع العربى إلى السلام؟ لو أننى زعيم عربى ما اتفقت أبدا مع إسرائيل. حقا لقد وعدنا الله بها (يقصد أرض فلسطين)، ولكن ما قيمة ذلك بالنسبة إليهم؟ إن إلهنا غير إلههم. إننا أبناء إسرائيل، ولكن ذلك منذ 2000 سنة، ولا يعنى شيئا بالنسبة لهم.

لقد كان هناك عداء ضد السامية، النازيون، هتلر، معسكرات أوشفيتز Aushwitz النازية.. ولكن هل كان ذلك خطأهم؟ إنهم لا يرون إلا شيئا واحدا. لقد حضرنا إلى هنا وسرقنا وطنهم. فلماذا يقبلون ذلك؟».

(2)

إن الاعتراف هو سيد الأدلة. وقد اعترف بن جوريون بأنهم سرقوا أرضنا، وأنهم باقون فيها اعتمادا على أن الله وعدهم بها كما يدعون. فكيف يمكننا أن نتفاوض معهم، وعلام نتفاوض؟ على أن يعيدوا الأرض؟ وهذا لن يقبلوه طوعا. أم علينا أن نتنازل لهم عن أرضنا، وهذا ما لا نقبله. إن الخلاف بيننا وبين من يحتلون أرضنا هو خلاف لا يمكن حله بالمفاوضات إلا بين قاهر ومقهور. ولا يستطيع أى طرف أن يدعى بأنه قهر إرادة الطرف الآخر حتى الآن. (...) فما هو إذن المشروع الإسرائيلى، أو الخيار الإسرائيلى إذا جاز لنا أن نستخدم هذا التعبير؟ والحقيقة التى يجب أن نعرفها أنه لا يوجد خيار إسرائيلى. فإن إسرائيل كانت ومازالت حريصة على ألا ترتبط بأى شىء.

إنهم يرفعون شعار المفاوضات دون أى شروط مسبقة. ولكنهم فى ظل هذه المفاوضات يستطيعون أن يتفاوضوا لمدة عشرين سنة أو حتى مائة سنة دون أن يصلوا إلى اتفاق يتعارض مع مخططاتهم، ودون أن يقطعوا المفاوضات.

ولكننا إذا درسنا تاريخ الصهيونية وقرأنا كتبهم وراجعنا التصريحات التى يصدرها زعماؤهم، والتصرفات والإجراءات التى يتخذونها منذ قيام دولة إسرائيل، فإنه يصبح من السهل علينا أن نعرف أهدافهم.

(3)

إن إسرائيل لم تترك أمامنا أى خيار إلا أن نتنازل لها عن حقوقنا فى الأرض والسيادة، وأن نوقع لها على ما تريد، وإنى أتساءل ما هى الخسارة التى ستلحق بنا إذا نحن لم نوقع لها اليوم على ما تريد؟. ستبقى احتلالها للأرض العربية؟ ولكن أيهما أفضل؟ أن تبقى إسرائيل فى الأرض العربية دون الحصول على وثيقة تنازل منا، أم أن تبقى فى الأرض العربية بموجب صك تنازل عن حقوقنا فيها؟ لا شك أنه فى غيبة المقدرة العسكرية لاسترداد الأرض العربية، فإن احتلال إسرائيل للأرض دون الحصول على اعتراف منا بذلك هو أفضل من أن يكون احتلالها بموجب وثيقة تنازل؛ لأن عدم الاعتراف يبقى أمامنا حق اللجوء إلى الخيار العسكرى عندما تتحسن قدراتنا العسكرية.

(4)

إن العرب الذين ينادون اليوم بأن نقبل أى فتات تلقى به إسرائيل إلينا هم دعاة هزيمة يجب ألا نلتفت إلى أقوالهم. إن من يفرط فى أرضه كمن يفرط فى عرضه، ولا خير فى أى منهما. إن الخيار العسكرى هو الخيار الوحيد أمامنا. وإننا نملك جميع عناصر النصر. لقد وهبنا الله الأرض والثروات الطبيعية والقوة البشرية والعقيدة الدينية. إننا نتفوق بإمكانياتنا على إسرائيل تفوقا ساحقا فى كل شىء. وإذا كنا قد عجزنا حتى الآن عن استغلال تلك الإمكانيات وتوجيهها ضد إسرائيل فإن ذلك يرجع إلى بعض الأمراض العابرة التى لا بد أن تزول عاجلا أو آجلا».
(5)

ملحوظة: النص السابق هو جزء من كتاب «الخيار العسكرى العربى» للفريق سعد الشاذلى، رئيس أركان القوات المسلحة المصرية فى حرب أكتوبر 1973م.
kaboubakr@shorouknews.com
التعليقات