لماذا يلجأ الجيل الثانى من المسلمين فى الغرب لداعش؟ - خالد أبو بكر - بوابة الشروق
الجمعة 3 مايو 2024 8:36 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لماذا يلجأ الجيل الثانى من المسلمين فى الغرب لداعش؟

نشر فى : الأحد 19 يونيو 2016 - 9:20 م | آخر تحديث : الأحد 19 يونيو 2016 - 9:20 م
جددت العملية الإرهابية التى نفذها الشاب ذو الجذور الأفغانية، عمر متين الذى بايع تنظيم «داعش» الإرهابى بإطلاق النار الأكثر دموية فى تاريخ الولايات المتحدة فى ملهى ليلى للمثليين فى أورلاندو بولاية فلوريدا، وأدى لمقتل 49 شخصا ــ الحديث عن أزمة الجيل الثانى للمسلمين فى أوروبا وأمريكا، وأعادت هذه العملية طرح هذا السؤال الحائر: لماذا يقدم شباب صغير السن على التطرف فى بلاد الغرب الأوروبى والأمريكى؟

من المحاولات المهمة للإجابة عن هذا السؤال الكبير، كتاب عنوانه «مسلمو أوروبا الغاضبون: ثورة الجيل الثانى»، الصادر عن جامعة أكسفورد فى ديسمبر 2011، والذى أُعيد طبعه مرة أخرى فى ديسمبر 2015، للكاتب «روبرت ليكن»، مدير برنامج الهجرة والأمن القومى بمركز نيكسون فى واشنطن. الفكرة الرئيسية لهذا الكتاب تنطلق من أن تنامى ظاهرة هجرة المسلمين دون حدوث اختراق ملموس على صعيد اندماجهم داخل المجتمعات الأوروبية، جعل الجيل الثانى من المهاجرين المسلمين«الأكثر عُرضة للفكر المتطرف».

وفى سياق أسباب ميل قطاعات من هذا الجيل إلى العنف يضع الكاتب يديه على سبب آخر مرتبط بأزمة الهوية التى يعانى منها هؤلاء الشباب، للدرجة التى جعلته يشير إلى وجود ما يُسمى بـ«الرجل الهامشى» Marginal Man، الذى يجد نفسه عالقا بين ثقافتين، لا يجد لنفسه موطئ قدم فى أى منهما، حيث يشعر بالاغتراب عن العالم الذى يعيش فيه.

بجانب الاغتراب وأزمة الهوية عدد الكتاب جملة أخرى من العوامل التى تؤدى إلى لجوء الجيل الثانى من المهاجرين المسلمين إلى العنف فى أوروبا، جاء على رأسها وجود صراع للأجيال داخل المجتمعات الإسلامية فى البلدان الأوروبية، فضلا عن عدم قدرة الخطاب الدينى للأئمة فى المساجد على التعبير عن هموم الجيل الجديد، إلى جانب انتشار المواقع الإلكترونية التى تدعو للتطرف على شبكة الإنترنت، ووجود ما يُطلق عليهم مُيسرو التطرف، الذين يوفرون لهؤلاء الأفراد الساخطين على أوضاعهم فرص الانتقال إلى مناطق الصراع فى أفغانستان وباكستان والصومال، وأخيرا سوريا والعراق، التى من خلالها يستطيعون الوصول إلى معسكرات التدريب التى تديرها الجماعات الإرهابية مثل «القاعدة» وأخيرا «داعش».

ونوه الكتاب إلى أن بريطانيا فشلت فى التحول إلى مجتمع متعدد الثقافات يتعايش فيه المسلمون، وهو ما أدى إلى وجود مجموعات عرقية معزولة عن بعضها البعض، حتى وإن كان أفرادها يتمتعون بحرية تبنى أنماط عيش مختلفة. ويشير الكاتب إلى مجموعة من الظواهر الأخرى داخل بريطانيا، ومنها ما يُسمى بـ«لندنستنان»، وهو المصطلح الذى تستخدمه وسائل الإعلام للإشارة إلى الوجود المتزايد للمتشددين الإسلاميين فى لندن.

ويؤكد الكاتب على أن النموذج الفرنسى فى التعامل مع المهاجرين المسلمين ركز على اتخاذ إجراءات أمنية مشددة ومتابعة استخباراتية مستمرة لهؤلاء المهاجرين، ولكن هذا التعامل الأمنى لم يساعد باريس على حل معضلة اندماج المسلمين فى المجتمع الفرنسى، لتصبح الأقل تقدما فى هذا الشأن. والدليل على ذلك الاضطرابات التى تندلع من حين إلى آخر بين الجيل الثانى من المسلمين الذين يقطنون فى بعض الضواحى الفرنسية.

ويحذر «ليكن» من أن ألمانيا ستمثل ساحة الجهاد الأوروبى فى المستقبل، نظرا لأنها حليف «الناتو» الأكثر هشاشة، وبها أعداد كبيرة من الجيل الثانى من المهاجرين المسلمين الذين يعتبرون الأكثر عُرضة لتأثيرات التنظيمات الجهادية.
ويشدد الكاتب فى النهاية على أهمية التمييز بين عامة المسلمين، والمتطرفين ومثيرى الشغب منهم، فهذا التمييز هو جوهر أى سياسة ناجحة فى مكافحة الإرهاب.
التعليقات