روسيا و«الناتو».. صراع مفتوح - طلعت إسماعيل - بوابة الشروق
الجمعة 10 مايو 2024 12:06 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

روسيا و«الناتو».. صراع مفتوح

نشر فى : الإثنين 17 أكتوبر 2022 - 9:35 م | آخر تحديث : الإثنين 17 أكتوبر 2022 - 9:35 م
«الحرب الحقيقية بين روسيا والغرب، وأوكرانيا ما هى إلا ساحة لإدارة الصراع» بين موسكو من جهة والعواصم الغربية من جهة أخرى، الذى يرافقه تلويح مبطن بل وصريح فى بعض الأوقات بإمكانية اللجوء إلى أسلحة نووية تكتيكية، يهدد استخدامها بتوسعة رقعة الشطرنج بين اللاعبين، قبل أن يضع الكرة الأرضية فى فوهة بركان حممه ستكون وبالا على الجميع.
فمنذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا فى شهر فبراير الماضى، وحتى الأمس القريب مرت العمليات العسكرية بين كر وفر قبل أن تحكم موسكو قبضتها على أربع مناطق أوكرانية وتضمها إليها، وسط استنكار غربى وصل إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، التى وافقت، قبل أيام خلال جلسة طارئة، بأغلبية 143 دولة على قرار يدين الضم الروسى «غير القانونى».
الجلسة الطارئة تلك سبقها بأيام تصعيد ميدانى خطير، بدأ بتفجير هائل بشاحنة ألحق أضرارا جسيمة بجسر كيرش الاستراتيجى الذى يربط بين روسيا وشبه جزيرة القرم، التى ضمتها موسكو إلى أراضيها عام 2014، قبل أن ترد القوات الروسية، وبعد 48 ساعة فقط، على تفجير هذا الجسر بوابل من الصواريخ طالت العاصمة الأوكرانية كييف، وعدة مدن بينها لفيف فى الغرب، مستهدفة مقارَّ أمنية وبنى تحتية للاتصالات ومحطات الكهرباء، بل ومقر الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى نفسه.
هذا التصعيد الميدانى رافقه تصاعد فى نبرة الوعيد بين الروس والبلدان الغربية وصل إلى حد تهديد مسئول السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى جوزيب بوريل بالقضاء على الجيش الروسى إن استخدم أسلحة نووية ضد أوكرانيا، فيما أعلنت روسيا أنها ستجرى قريبا تدريبات واسعة النطاق لقواتها النووية، بالتزامن مع تدريبات مشابهة قال حلف «الناتو» إنه سيجريها بدءا من هذا الأسبوع وحتى نهاية شهر أكتوبر الجارى.
وتتسارع الأحداث بتحذير الأمين العام لحلف «الناتو» ينس ستولتنبرج روسيا من «عواقب وخيمة» فى حال شنت هجوما نوويا على أوكرانيا وقال: «لن نتحدث عن الطريقة التى سنرد بها بالضبط، لكن هذا بالطبع سيغير طبيعة النزاع بشكل جذرى». وأضاف: «أى استخدام لأسلحة نووية أصغر سيكون أمرا خطيرا جدا».
بدوره حذر الرئيس الروسى فلاديمير بوتين من أن الصدام المباشر بين جيوش حلف الناتو والجيش الروسى سيؤدى إلى كارثة عالمية، معتبرا أى دخول لقوات «الناتو» إلى أوكرانيا وحدوث صدام مباشر مع القوات الروسية يشكل «خطوة خطيرة للغاية من شأنها أن تؤدى إلى كارثة شاملة».
هذه الحرب الكلامية بين الناتو وروسيا، والتلويح بخيارات نووية واللجوء إلى تدريبات تكتيكية، ذَكَّرانى بنقاش جرى داخل المقر الرئيسى لحلف الناتو فى العاصمة البلجيكية فى مطلع مارس 2017 بين وفد ضم 18 من الأكاديميين والدبلوماسيين السابقين والصحفيين المصريين (كنت واحدا منهم)، وعدد من مسئولى الحلف حول الرؤية الاستراتيجية الجديدة لـ«الناتو» فى التعامل مع التحديات والأزمات التى طرأت على عدد من المناطق، بينها شرق أوروبا وجنوب المتوسط والشرق الأوسط.
يومها انصب اهتمام ممثلى الحلف على ثلاث قضايا رئيسية يتفرع عنها عدد من القضايا المكملة والثانوية، واستحوذت المخاوف من التهديدات الروسية للحدود الشرقية لدول الحلف بعد ضم موسكو لشبه جزيرة القرم فى مارس 2014 على الاهتمام الأول، قبل قضية الإرهاب عابر الحدود، والقلق الكبير من تداعيات تدفق المهاجرين غير الشرعيين واللاجئين إلى البلدان الأوروبية.
التهديد والوعيد المتبادل بين روسيا والغرب، والذى فجره الغزو الروسى ردا على رغبة أوكرانيا فى الانضمام إلى «الناتو»، الذى تعتبره موسكو خطا أحمر لأمنها القومى، جذوره أقدم من لحظة اندلاع الحرب فى فبراير الماضى، بل إن سعى بلدان الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة لاستنزاف روسيا وإضعافها يسبق بكثير دخول القوات الروسية الأراضى الأوكرانية، فقد كان تتويجا لنوايا ظلت مكبوته قبل أن تشتعل نيران صراع سيبقى مفتوحا إلى أمد غير منظور.
التعليقات