الإبراشى موحد القطرين - حسام السكرى - بوابة الشروق
الأحد 5 مايو 2024 8:40 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الإبراشى موحد القطرين

نشر فى : الأحد 17 أغسطس 2014 - 8:20 ص | آخر تحديث : الأحد 17 أغسطس 2014 - 8:20 ص

تقتضى الحكمة ألا يكون أول مقال فى عمودى الأسبوعى على صفحات الشروق عن مسألة خلافية، بما يهدد بخسارة قطاع واسع من القراء، خاصة أن مصر الآن تنقسم إلى قطرين رئيسين أحدهما قطر أهل الـ«مع»، والآخر قطر أهل الـ«ضد».

وخلافا لما حدث، أيام جدنا الأكبرالملك مينا موحد القطرين، يعيش أهل المع والضد، فى سعادة وحبور، على أرض واحدة اسمها مصر، يمارسون فيها الحق الإنسانى الطبيعى فى العنف، والتظاهر، والقمع، وانتهاك حقوق الإنسان، وكل الأنشطة، التى يتخللها أحيانا بعض العمل، أو الرقص فى الميادين، عندما تكون هناك مناسبة تقتضى ذلك. (العمل أو الرقص)

ومن أكبر المسائل الخلافية بين أهل القطرين، الموقف مما حدث فى ميدان رابعة العدوية منذ عام. فرغم أن هناك اتفاقا بين الجانبين على أن عددا هائلا من المدنيين قد قتل، إلا أن أهل الضد يسمونه مذبحة، فيما يراه أهل المع، فى أفضل الروايات، ضرورة كان يصعب تجنبها.

تبنى أى من وجهات النظر الدارجة حول الحدث يهدد بتصنيفى من البداية مع جانب، وخسارة محققة للآخر. بل وربما أخسر الاثنين وينتهى الأمر بتصنيفى ضمن طائفة من يشكلون خطرا، على ما يسمى اصطلاحا بـ«الاصطفاف الوطنى».

لذا رأيت أن الفطنة تقتضى الانضمام إلى أى مبادرة تهدف للم الشمل، ومنها ما أعلنه وائل الإبراشى الإعلامى المعروف، فى برنامجه «العاشرة مساء». إذ قال إنه سيطالب بأن يصبح يوم فض اعتصام رابعة، احتفالا باستعادة هيبة الدولة.

لاشك لدى فى أن هذا سيكون سبقا لا يجارى، وتأكيدا لريادة مصر السياحية. فلم يحدث تاريخيا أن تفتقت الأذهان فى أى بلد، عن فكرة تحويل حدث يطلق عليه البعض «مذبحة»، إلى احتفالية. وحتى الصين التى أبهرت العالم لم تتمكن من «اختصار» مواطنيها بنفس العدد وفى بضع ساعات فى الاحتفالية المعروفة باسم «تيانمن سكوير».

لو حصل الإبراشى على موافقة الرئيس، سننصب الملاهى فى الميدان، وننقل وقائع الاحتفال للعالم كله. سنقدم عروضا تمثيلية تعيد إلى الأذهان كيفية حدوث الفض، وتحاكى عمليات قنص المدنيين فى الميدان. سنعرض مسرحيات تحكى قصة ما حدث فى ميدان رابعة من مختلف زوايا النظر، بما يعكس رؤى أهل المع وأهل الضد، فيجذب أهل القطرين للاحتفالية، ويعكس قدرتنا كشعب على تقبل الاختلاف. كل هذا سيروق للسياح الذين سيتوافدون على مصر فى وقت الاحتفالية، ليثبت لهم بالدليل القاطع تقبلنا كشعب لـ«الآخر»، وتقديسنا لتباين وجهات النظر.

المهم فى هذا كله ألا نظلم أبناء ضحايا رابعة وذويهم، وألا نحرمهم من نصيبهم فى الخير الذى سيتدفق على مصر. فلولا الضحايا الذين سقطوا، لما تمكنا من إقامة مثل هذا الحدث الرائع. لذا ينبغى أن يتحولوا إلى مساهمين بما يسمح لهم باقتسام الأرباح مع «رابعة للمهرجانات والأعمال الفنية».

ولو تعذر هذا، يتعين على الأقل، أن نسمح لأبناء القتلى بدخول ملاهى رابعة مجانا. أما أقارب الضحايا من الدرجة الأولى، فلهم حق الاستمتاع بوقائع المهرجان، بنصف تذكرة.

الإقبال الواسع من أهل الـ«مع»، واهل الضد على «احتفالية رابعة» سيصبح رمزا وعلامة، على توحد المصريين حول احتفالية واحدة مبهجة. وسيكون لنا ساعتها أن نطلق، وبحق، على صاحب المبادرة الأصلى: «وائل الإبراشى.. موحد القطرين».

التعليقات