محللون إسرائيليون يسخرون من تصريحات إسرائيلية حول «ردع» غزة - صحافة عربية - بوابة الشروق
الأربعاء 8 مايو 2024 3:51 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

محللون إسرائيليون يسخرون من تصريحات إسرائيلية حول «ردع» غزة

نشر فى : الأربعاء 11 أكتوبر 2023 - 11:25 م | آخر تحديث : الأربعاء 11 أكتوبر 2023 - 11:25 م
نشرت جريدة النهار اللبنانية تقريرا حول إجماع المحللين فى الصحف الإسرائيلية الصادرة الأحد الماضى، على أن الهجوم الواسع والمفاجئ الذى نفذته «حماس»، يدلّ على انهيار التصورات الأمنية والسياسية الإسرائيلية تجاه غزة، كما سخروا من تصريحات صادرة عن مسئولين سياسيين وعسكريين حول تأكيدهم على «ردع» غزة... نعرض ما جاء فى التقرير فيما يلى.
لفت المحللون إلى خطورة الوضع الذى تتواجد فيه إسرائيل الآن. إذ كتب المحلل العسكرى فى صحيفة «يديعوت أحرونوت»، يوسى يهوشواع، أن «طيارين كثيرين لم يمتثلوا فى الخدمة العسكرية فى الاحتياط منذ شهور. وأهالٍ يعلنون أنهم سيرفضون إرسال أولادهم إلى خدمة قتالية، فى دولة يُمنح فيها الجمهور الحريدى إعفاء شامل من المشاركة فى العبء، أو تشكل خطرا عليهم فى المستوطنات وضريح يوسف (فى نابلس)».
وأضاف أنه «عدا الخلافات السياسات الشديدة، فإن القوى البشرية فى الجيش الإسرائيلى تدهورت لأسباب اقتصادية وثقافية أيضا: ضباط بمستوى عال تركوا الجيش لصالح السوق الخاصة، ومحفزات أبناء الشبيبة لم تعد كما كانت، بالرغم من صورة الوضع الإيجابية التى تعالت من فوج التجنيد فى الصيف».
واعتبر يهوشواع أن «الضربة التى أنزلتها حماس على إسرائيل» كشفت خدعة نفذتها الحركة منذ أسبوعين، من خلال تنظيم مظاهرات عند السياج الأمنى المحيط بالقطاع، «وهذه المظاهرات كانت تحت السيطرة، وشعبة الاستخبارات (العسكرية الإسرائيلية) أوصت بالمصادقة على إدخال عمال وبذلك انتهت الأحداث. هذا ما حدث كما يبدو، ودفع الجيش إلى القول إلى المستوى السياسى إنه كان على حق وأن حماس لا تريد الحرب. ويتضح الآن أن الحركة التى تسيطر على غزة أدخل الجيش فى سبات».
وأشار يهوشواع إلى أن أنظار إسرائيل تتجه نحو لبنان أيضا، تحسبا من انضمام حزب الله إلى المعركة، وكذلك إلى الضفة الغربية، «ورغم أن صعوبة الوضع واضحة فى الجبهة الجنوبية، لكن على الجمهور أن يدرك أن الجبهة الشمالية ستكون أصعب، وأصعب بكثير».
• • •
قارن المحلل العسكرى فى صحيفة «هاآرتس»، عاموس هرئيل، بين الهجوم الفلسطينى، والهجوم المصرى والسورى فى بداية حرب أكتوبر 1973. وأضاف أن «التصور الإسرائيلى بخصوص غزة انهار، فى (مجالات) السياسة، نشر القوات من أجل الدفاع وفى جهوزيتها للمفاجأة، وبالطبع بغياب مطلق لإنذار استخباراتى. وفى الليلة بين يومى الجمعة والسبت (الفائتين) نامت القيادة الأمنية والسياسية مطمئنة فى بيتها. ولم يتم تعزيز القوات لأنه لم ترِد إنذارات. وكانت الفكرة السائدة لفترة طويلة أن حماس يستعد لتدريبات حربية أخرى فقط».
وأشار هرئيل إلى الادعاءات الصادرة عن شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وهيئة الأركان العامة بأن حماس مرتدعة من إسرائيل فى أعقاب نتائج المعارك السابقة ولا تفكر بحرب، «وفى الواقع، مئات، إن لم يكن آلاف من عناصر حماس استعدوا لهجوم مفاجئ طوال أشهر، من دون أن يتسرب شىء حول ذلك. واستمروا فى إسرائيل طوال هذا الوقت بالتردد إذا كانوا سيزيدون عدد العمال الغزيين الذين يسمح لهم بالعمل داخل الخط الأخضر».
• • •
من جانبه، أشار المحلل السياسى فى صحيفة «معاريف»، بِن كسبيت، إلى سياسة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ملمحا إلى أنها ليست واقعية. «من أراد (التطبيع مع العاصمة السعودية) الرياض، حصل على الجهاد. ومن خاف من شن عملية برية فى غزة، شنت غزة عملية برية ضده. ومن وصف نفسه بأنه «قوى مقابل حماس»، وجد نفسه ضعيفا مقابل حماس قوية. ومن أعتقد أنه سيتمكن من زيادة قوة حماس كى يضعف السلطة الفلسطينية، وجد نفسه أمس ضعيفا مقابل كليهما».
وقارن كسبيت أيضا بين حرب 1973 والهجوم من غزة: «فى حينه، دار الحديث عن دولتين (مصر وسوريا) قويتين لديهما جيشان نظاميان هائلان، آلاف الدبابات، سلاح جوى، استخبارات ودعم من دولة عظمى. واليوم يدور الحديث عن منظمة إرهابية نصفها بأنها «زائلة»، بدون سلاح جو، بلا مدرعات، بلا بنية تحتية، محاصرة ومعزولة، مقابل آلة الاستخبارات والاغتيالات (الإسرائيلية) الأكثر تطورا فى العالم. وبعد هذا كله، هم الذين انتصروا».
وأضاف أنه «بمفاهيم عالم الرياضة، تعين على حماس أن تعتزل الليلة الماضية. فلن تسجل رقما قياسيا أعلى. وهم بحثوا عن صورة انتصار ووجدوا معرض صور كامل. لقد أنزلوا دولة عظمى على ركبتيها وذُهلوا من نجاحهم».
وتابع كسبيت أن «جميع التصورات تقريبا انهارت. والتصور أنه بالإمكان كنس القضية الفلسطينية تحت العباءات المذهبة لأمراء النفط فى الخليج، أفلس. فالقضية الفلسطينية لم تختف. على العكس، بين حين وآخر تقفز إلى زيارتنا فى الصالون. وتبدد أيضا التصور الذى بموجبه كلما سمحنا لعمال أكثر من غزة بالخروج إلى العمل فى إسرائيل سيستقر الوضع».
ولفت إلى فشل «العائق» الذى أقامته إسرائيل بينها وبين قطاع غزة. «استثمرنا مليارات، اخترعنا مجسات، حفرنا مئات الأمتار، سكبنا عشرات أطنان الأسمنت ورفعنا جدرانا وأبراجا. ونسينا قانون الغاب الأبسط: لا يوجد أى جدار يلجم اليائس، والمصرّ والمعزول. وكل العوائق ستقتحم فى النهاية، مهما كانت قوية. والنهاية كانت بالأمس (يوم السبت الماضى)».
التعليقات