ادعموا قادة الفصائل فى سيناء - خالد أبو بكر - بوابة الشروق
الأحد 5 مايو 2024 8:21 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ادعموا قادة الفصائل فى سيناء

نشر فى : الإثنين 6 أبريل 2015 - 9:25 ص | آخر تحديث : الإثنين 6 أبريل 2015 - 9:25 ص

سئل أول رئيس وزراء لإسرائيل ديفيد بن جوريون «ما هو أخطر منصب فى إسرائيل؟» وكان رده: «قائد الفصيلة»؛ فهو الذى يحمى الحلم الصهيونى»، وإذا سألتنى اليوم: من هو أهم شخص فى الحرب التى تخوضها مصر ضد الإرهاب فى سيناء؟ لأجبت على الفور: «قائد السرية وقائد الفصيلة»، ذلك أنهما من توكل إليهما مهام مواجهة العدو وجها لوجه.. أول من يدفعون مع رجالهم ضريبة الدم دفاعا عن مصر، فمهما كانت دقة الخطط التى يضعها الجنرالات الكبار فلن يكتب لها النجاح دون الشجاعة التى يتحلى بها هؤلاء القادة الصغار فى تنفيذها.

قادة السرايا والفصائل الذين تتراوح رتبهم بين الملازم والملازم أول والنقيب شباب مصرى فى العشرينيات من أعمارهم، ويتحملون عبء الوجود على الخطوط الأمامية فى الحرب على الإرهاب، ومع تقديرنا لجهد وتضحيات الجميع، فإن هؤلاء الشباب وجدوا أنفسهم والمؤسسة العسكرية والأمنية التى ينتمون إليها يقاتلون بمفردهم دون أى دعم من بقية مؤسسات الدولة، التى تخلت عن سيناء وكأن الحرب تدور فى أرض أخرى خارج مصر، ما يؤشر على وجود خلل واضح للحكومة فى إعداد الدولة لهذه الحرب، والاعتماد فقط على جهد القوات المسلحة والشرطة أو ما يعرف مجازا بالحل الأمنى.

لم يقل لنا المهندس إبراهيم محلب، ماذا قدمت حكومته لدعم الحرب على الإرهاب، علما بأنها تعلق كل إخفاقاتها فى تقديم الخدمات للمواطنين على شماعة هذه الحرب، لم يحدثنا عن تصوره لمواجهة الإرهاب رغم جولاته المكوكية التى يعلن فيها دوما «أن مصر جميلة.. وكله تمام»، تعليقا على كل المشكلات من أسطوانة البوتاجاز إلى نظافة الشوارع.

إعداد الدولة للحرب علم واسع له أصول، وهو من أضخم الأعمال الاستراتيجية التى تقوم بها الدول؛ لأنه يتطلب جهودا واستعدادات وإمكانات جبارة ومستمرة، لا تتوقف عند حد معين، ولا تقتصر على قطاع بعينه من قطاعات الدولة، بل إنها تمتد لتشمل كل ما تملكه الدولة من قوات عسكرية، وقدرات اقتصادية، وقدرات بشرية، ورصيد علمى ومعرفى، وقيادة سياسية مدركة لحجم الأخطار، ومن تضافر هذه العوامل مجتمعة تستطيع الدولة ردع الخطر والعدوان فى أية لحظة، وتحقيق النصر بأقل خسائر وفى أسرع وقت ممكن.

وهنا يأتى السؤال: هل تم إعداد الدولة المصرية للحرب على الإرهاب؟ هل تم تحديد أسباب التوتر الحاصل فى مثلث (العريش ــ رفح ــ الشيخ زويد) فى الجزء الشمالى الشرقى من سيناء؟ هل قامت الدولة بأى جهد يذكر فى تحصين سكان هذه المناطق ضد التعاطف مع الإرهابيين؟

أعتقد أن الدولة فشلت فى هذا الجانب، فدعم سكان هذا المثلث الذى قدر له أن يكون مسرحا لمواجهة الإرهاب أمر حتمى، ورغم ذلك لم يحدثنا مسئول عن خطة حكومية محترمة وواقعية لتنمية هذه المنطقة تبعث الأمل فى نفوس أهالينا الصابرين المرابطين فى ديارهم التى تحاصرها ألسنة النار من كل اتجاه، والذين يتعرضون للطعن فى وطنيتهم، رغم أنهم اختبروا ونالوا أعلى الدرجات فى الدفاع عن وادى ودلتا النيل عندما ضاعت الأرض بعد حرب سنة 1967.

لم نسمع عن قيام جهات أكاديمية بإجراء دراسات عن الأحوال الاجتماعية والنفسية والاقتصادية لأهل سيناء، وأفضل الطرق للتعامل معهم وفق خصوصياتهم الثقافية، هل بادر المركز القومى للبحوث الاجتماعية بإجراء مثل هذه الدراسات وتقديمها لصانع القرار، أو حتى للجنرالات الذين يضعون الخطط العسكرية ليوصوا بها رجالهم عند التعامل مع هؤلاء المواطنين المصريين؟ لم يقم المركز بذلك، ومثل الحكومة ترك الحرب لقادة الفصائل، مكتفيا بإجلاس باحثيه فى طراوة التكييفات.


kaboubakr@shorouknews.com

التعليقات