حكومة الولايات المتحدة تدعو علانية إلى تدمير روسيا - العالم يفكر - بوابة الشروق
السبت 11 مايو 2024 8:29 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حكومة الولايات المتحدة تدعو علانية إلى تدمير روسيا

نشر فى : السبت 2 يوليه 2022 - 7:55 م | آخر تحديث : السبت 2 يوليه 2022 - 7:55 م

نشر مركز Global research مقالا بتاريخ 27 يونيو للكاتب دراجو بوسنيتش، تحدث فيه عن دعوة لجنة حكومية أمريكية علنا إلى تقسيم روسيا، من خلال دعم الحركات الانفصالية داخل روسيا وخارجها، وذلك فى جلسة عقدت بالكونجرس أواخر الشهر الماضى. الكاتب رأى أن هذا النقاش وقح وهزلى للغاية؛ لأنه يناهض الإمبريالية الروسية ويغض الطرف عن الإمبريالية الغربية والأمريكية.. نعرض من المقال ما يلى.

فى 23 يونيو الفائت، عقدت وكالة حكومية أمريكية تحت اسم لجنة الأمن والتعاون فى أوروبا، والمعروفة باسم لجنة هلسنكى، جلسة بالكونجرس بعنوان «إنهاء استعمار روسيا». وافتتح الممثل الديمقراطى من ولاية تينيسى ستيف كوهين العرض التقديمى الذى ادعى خلاله أن روسيا «ليست أمة صارمة، بالمعنى الذى عرفناه فى الماضى». كيسى ميشيل، كتب مقال رأى فى مجلة «ذى أتلانتيك» الشهر الماضى بعنوان «إنهاء استعمار روسيا»، كانت مقالته الدافع للجلسة الإعلامية المثيرة للجدل. وفقا لميشيل، فإن «إنهاء استعمار روسيا» لا يتعلق فقط بـ «تقسيم» و«تفكيك» الاتحاد الروسى، بل يتعلق بـ «التزام حقيقى بمناهضة الإمبريالية».

حث المشاركون فى حلقة النقاش الولايات المتحدة على تقديم المزيد من الدعم (مما يدل بوضوح على وجود دعم فعلى حاليا) للحركات الانفصالية داخل روسيا وفى الشتات، وذكروا بالتحديد الشيشان، وتتارستان، وداغستان، وشركيسيا كمرشحين محتملين لـ «إنهاء الاستعمار». تمت مناقشة سيبيريا بشكل منفصل، ووفقا للجنة، سيتم تقسيمها إلى عدة جمهوريات. خلال الحرب الباردة، قامت الولايات المتحدة، وهى قوة إمبريالية رئيسية، برعاية العديد من الجماعات الانفصالية داخل الاتحاد السوفياتى. وبالتالى، فهذه بالتأكيد ليست المرة الأولى التى تتبنى فيها شخصيات بارزة فى الغرب السياسى موقفا متشددا تجاه الاتحاد الروسى، بحثا عن طرق لتفكيك العملاق الأوراسى، تماما كما فعل الغرب السياسى الشىء نفسه مع يوغوسلافيا منذ أكثر من 30 عاما.

الشىء المختلف بشكل كبير فى الوقت الحاضر هو الدعوة العلنية والمفتوحة بشكل صارخ للقيام بذلك. بصرف النظر عن كونها مثيرة للجدل وخطيرة للغاية، نظرا لأن روسيا ليست دولة أخرى عاجزة، يمكن للغرب السياسى أن يدمر ويقتل الملايين من سكانه دون عقاب، ولكنه قوة عسكرية عظمى يمكنها بسهولة تحويل منافسيها إلى أرض قاحلة فى دقائق. يجب «إنهاء استعمار» روسيا هو نفاق، خاصة فى وجود ركيزة الاستعمار (الجديد)، الولايات المتحدة نفسها. فمنذ نشأتها المؤسفة، قامت الولايات المتحدة الإمبريالية بغزو وفكك العديد من البلدان، مما أدى إلى تحويلها إلى أنقاض وتحويلها إلى دول شبه فاشلة على الدوام.

بعد تفكيك الاتحاد السوفيتى، كان نائب الرئيس ديك تشينى سيئ السمعة يسعى لتقسيم روسيا وتفكيكها إلى عدة دول أصغر. فى عام 1997، نشر مستشار الأمن القومى الأمريكى السابق فى عهد ريجان، زبيغنيو بريجنسكى، مقالا فى مجلة فورين أفيرز، اقترح إنشاء «روسيا كونفيدرالية فضفاضة تتألف من روسيا الأوروبية، وجمهورية سيبيريا، وجمهورية الشرق الأقصى». وهكذا، مرة أخرى، هذه ليست حالة جديدة. كانت الشخصيات السياسية البارزة من الولايات المتحدة تدافع عن هذا منذ عقود. المشكلة هى، بينما كانوا يفعلون ذلك على أساس شخصى وليس بصفتهم مسئولين حكوميين، فى هذه الحالة بالذات، لدينا لجنة حكومية أمريكية تدعو علنا إلى الحرب، حيث لا يمكن تفسير تصريحاتهم العدوانية الصارخة إلا على هذا النحو.

صرح ميشيل، المؤلف الذى ألهمت مقالته حلقة النقاش، أن «روسيا تواصل الإشراف على ما هو فى نواح كثيرة إمبراطورية أوروبية تقليدية، فقط بدلا من استعمار الأمم والشعوب فى الخارج». وأعرب عن أسفه لفشل الولايات المتحدة فى استخدام تفكك الاتحاد السوفيتى لتفكيك روسيا نفسها، واشتكى من أن الدعم الغربى للحركات الانفصالية فى الاتحاد الروسى «لم يكن كافيا».

ومرة أخرى، أصر ميشيل على أن الاجتماع لم يكن مجرد دعوة إلى «تقطيع أوصال وتقسيم» روسيا، ولكن كان من المفترض أن يكون الدافع وراءه «معارضة حقيقية للاستعمار والإمبريالية». إن الفكرة ذاتها التى يدعمها ميشيل «معارضة حقيقية للاستعمار والإمبريالية» هى فكرة هزلية للغاية، حيث قضى سنوات فى تشويه سمعة الحركة المناهضة للإمبريالية فى الولايات المتحدة، بينما يسخر ويستخدم المصطلح لشيطنة حكومات كوبا وفنزويلا، نيكاراجوا وبوليفيا، وقد أمضت كل منها عقودا فى محاربة عدوان أمريكى حقيقى للغاية. ومع ذلك، فإن ميشيل يصنف نفسه بوقاحة كواحد من أكثر مؤيدى العالم صراحة لشكل فريد من «مناهضة الإمبريالية» والذى يحدث فقط لتعزيز مصالح الغرب السياسى الإمبريالى الحقيقى، ولا سيما الولايات المتحدة.

بطبيعة الحال، لم يذكر أى من المشاركين شيئا عن حقيقة أن السكان الروس، على الرغم من أنهم يتألفون أساسا من أصل روسى، لا يزال لديهم نحو 20 ٪ من مجموعات عرقية أخرى عديدة (التتار، بوريات، كالميكس، الباشكير.. إلخ) والهوية الإقليمية (القوزاق)، الذين كانوا يعيشون جنبا إلى جنب لأكثر من ألف عام، أى مدة أطول من وجود الولايات المتحدة!.

النص الأصلى: هنا

التعليقات