صراحة مدام عويضة - منى أبو النصر - بوابة الشروق
السبت 18 مايو 2024 7:27 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

صراحة مدام عويضة

نشر فى : الخميس 2 مارس 2017 - 1:55 ص | آخر تحديث : الخميس 2 مارس 2017 - 1:55 ص

1- تقف مدام عويضة أعلى الشرفة متشحة بالسواد "تولول" على زوجها "عويضة بيه" الذي رحل...وما أن يسري مفعول "الحبايتين"، حتى تبدأ مدام عويضة في وصلة تعديد على "ميلة بختها"، وبعلو صوتها تودع جنازته "في ستين داهية" موصية بتشديد دفنه "إقفلوا عليه بالضبة والمفتاح"!

2- على "أرض النفاق" حرّض يوسف السباعي المجتمع على تعرية نفاقه، حتى وإن كان ذلك بوساطة "كيميائية" سحرية، كان من بين توليفته لذلك حبوب للشجاعة والصراحة، حرضه على الكشف عن ثلثي الجبل المدفون بكل قبحه، واكتشف أن الفضيلة المستعارة التي ألقى بها في النهر حملت معها كثيرا من الغُمة بدلا من "يوتوبيا" الأخلاق الذي كان يتصور أنه سيجبر المجتمع عليه.

3- تحوّل الشاب السعودي زين العابدين توفيق، 29 عاما، فى يوم وليلة إلى صيد ثمين للإعلام، بعد أن أصبح صاحب أشهر موقع فى الوطن العربي "صراحة"، الذي دشنه في البداية للتعرف على رأي موظفيه فيه دون خشية أو نفاق، لخلق نقد بناء بين الموظفين أنفسهم والمستخدمين بصفة عامة، وكانت فكرة "صراحة" تراوده لتحقيق هذا الهدف، وأطلق الموقع على سبيل التجربة الشخصية قبل أن يشتعل فى العالم العربى فى أقل من شهرين .
4- تهافتت الصحافة لمعرفة قصة هذا الشاب؟ ثم تطور الأمر لمتابعة شبه يومية من المواقع لعدد الزيارات للموقع، تماما كأسهم البورصة وتعاملاتها اليومية، ففي قراءة مبكرة سجل الموقع 56 مليون زائر، قافزا إلى 95 مليون زيارة، ولم تمر أيام حتى صرح عابدين أن عدد مشاهدة الصفحات وصل لـ 270 مليون مشاهدة، بينما تخطى عدد المستخدمين 20 مليون مستخدم فى الوطن العربى، والعد لازال تصاعديا.
5- قاومت ككثيرين في البداية فكرة التسجيل في هذا الموقع، ثم التحقت به، من باب الفضول كالكثيرين أيضا، تجربة ترفيهية ربما، فاصل لطيف ربما تلتقي فيه كلمات مديح طيبة من أصدقاء مجهولين، هكذا كانت تجربتي الخاصة، لكن لم تكن تلك تجربة الآلاف الذين قادتهم "صراحة" لنفق مظلم، "صراحة" أو "قبح" يتلقاه الكثيرون وهو يفتحون صندوق رسائلهم، ما بين تحرش لفظي وسب علني، وتدخل سافر في الحياة الشخصية.

6- وجدت الصحافة في ذلك مادة خصبة، تقرأ عناوين على شاكلة "طبيب نفسي:بعض مستخدمى موقع "صراحة" لديهم انحراف سلوكى ومعقدين"، أو "رسائل لاعبي الأهلي للبدري على موقع "صراحة"، و" موقع "صراحة" خطر على الأمن القومي"، و"خبير علم اجتماع: يدمر الأسرة المصرية"، مادة للاستهلاك الإعلامي، وكأن الخراب الذي يحذرون منه مفاجأة، أعطاه ستار "صراحة" فقط الفرصة للتعبير بشكل يليق بمجتمع أميل للمواربة والكذب و"اللف والدوران" كأسلوب حياة.

7- الصراحة من وراء ستار إلكتروني تحت شعار "اجعل نقدك بناء" منحت فرصا للملايين للتعبير عن مشاعرهم المسكوت عنها وأمراض نفوسهم العضال، كذلك، بداية من "الحب من غير أمل"، مرورا بألوان دراما الحب، وحتى الانتقامية منه، والدموية أيضا، وصلت لحد اعترافات الخيانة، والتحذير من انتقام قادم، والدعاء بالموت والمرض، رعب حقيقي خلف ستار "صراحة"، انتهازا لعدم الكشف عن هويتهم، ومواكبة لهذه المهزلة إشاعات تسري في الوقت نفسه بقيام الموقع نفسه بابتزاز أصحاب الرسائل المجهولين بالكشف عن هويتهم الحقيقة! قطار سريع للموت..

8- إدمان الإفتراضية والفرار من المواجهات الحقيقية، بات مثار ذعر، تحذير بخراب البيوت ونسف العلاقات، يوازي افتراضية "فانتازية" في نهايات "أرض النفاق"، عندما ألقى مسعود "فؤاد المهندس"، بشكارة "خلاصة الأخلاق"، فسرت الصراحة إلى جوف الجميع، وعطست مدام عويضة، وبكل صراحة ولولت "أنا عارفة كنت عايشة معاك العمر ده كله إزاى! مفيش مصيبة إلا ما عملتها..مفيش شغالة إلا ما عاكستها!".

وبعدما نهرها الحضور، عطسوا وشاركوها الصراحة ذاتها بالدعاء" إلاهي يجحمه مطرح ما راح..كلب وراح !" عندها سحب صاحب وكر "الأخلاق" صديقه الفضولي مسعود بهدوء وفزع: عاجبككده..رُحنا في داهية"!
منى أبو النصر صحفية مصرية
التعليقات