قذائف واشنطن في غزة - طلعت إسماعيل - بوابة الشروق
الجمعة 10 مايو 2024 7:16 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

قذائف واشنطن في غزة

نشر فى : الإثنين 1 يناير 2024 - 6:25 م | آخر تحديث : الإثنين 1 يناير 2024 - 6:25 م

تظل واشنطن الشريك والمحرض على العدوان الإسرائيلى على غزة، ليس فقط باستخدام الفيتو فى مجلس الأمن الدولى لإحباط أية محاولة تستهدف الوقف الفورى لإطلاق النار فى القطاع ومنع قتل المزيد من الفلسطينيين العزل بالقنابل والغارات الإسرائيلية، لكن بمد تل أبيب بكل ما تحتاجه من قذائف وذخائر يمكنها الفتك بآلاف الأطفال والنساء والعجزة من كبار السن وحتى المرضى فى المستشفيات!
وقبيل توديع عام 2023 واستقبال 2024، بأيام معدودات اختارت واشنطن الوقت عينه الذى كان مجلس الأمن الدولى يناقش فيه الوضع المأساوى فى غزة وامتداد الجرائم الإسرائيلية إلى الضفة الغربية، (الجمعة 29 ديسمبر) لتعلن أنها وافقت «بشكل طارئ»، من دون المرور بالكونجرس، على بيع قذائف مدفعية لإسرائيل بقيمة 147.5 مليون دولار، بعد أن وافقت الحكومة الأمريكية فى 9 ديسمبر بشكل طارئ أيضا (!!) على بيع إسرائيل ما يقرب من 14 ألف قذيفة دبابة عيار 120 ملم لاستخدامها فى حربها على قطاع غزة.
وكالة التعاون الأمنى الدفاعى الأمريكية قالت فى بيان إن إسرائيل طلبت إضافة صمامات ومفجرات وقذائف عيار 155 ملم إلى طلب البيع السابق، ما يزيد كلفته الإجمالية المقدرة من 96.51 مليون دولار إلى 147.5 مليون دولار.
وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن حاول تبرير بيع هذه القذائف للجيش الإسرائيلى من دون الرجوع للكونجرس بأن «هناك حالة طوارئ تتطلب هذا البيع الفورى للحكومة الإسرائيلية»، قائلا إن تلك الذخيرة ستأتى من مخزونات الجيش الأمريكى.
بلينكن الذى تفاخر بيهوديته فى بداية العدوان على غزة، الذى أعلنت بلاده مساندتها غير المحدودة لحماية إسرائيل ولو على جثث الأطفال الفلسطينيين، حاول تجميل وجه واشنطن بمقولة أشبه بـ«الكليشيه» الجاهز والمعاد استخدامه، ومن دون أن يسمى إسرائيل مباشرة، بقوله إنه «يتعين على كل الدول استخدام ذخائر تتوافق مع القانون الإنسانى الدولى»!!
إسرائيل ترتكب المجازر بسلاح وذخائر أمريكية وبلينكن يطالب «كل الدول» باستخدام «ذخائر تتوافق مع القانون الإنسانى الدولى»!! هذا هو التبجح بعينه عندما يعلم المسئول الأمريكى أن كل الأسلحة الأمريكية استخدمتها آلة الحرب الإسرائيلية فى ارتكاب مئات المجازر والمذابح بحق المدنيين فى غزة ثم يطالب «كل الدول» بتوافق القتل مع القانون الإنسانى الدولى!
إسرائيل تقتل الأطفال الفلسطينيين بشكل وحشى، وبلينكن يقول إن تل ابيب ستستخدم السلاح الأمريكى فى «ردع التهديدات الإقليمية وتعزيز دفاعاتها».. هل رأى أحد كذبا وتدليسا، ونفاقا أكثر من ذلك؟!
يحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من اتساع نطاق الصراع فى المنطقة مع استمرار العدوان الإسرائيلى على غزة، فتسارع الولايات المتحدة لصب مزيد من الزيت على النار المشتعلة بمد إسرائيل بالمزيد من الأسلحة والذخائر ويكتفى وزير خارجيتها بكلمات جوفاء عن «القانون الدولى الإنسانى» الذى نام فى أدراج القوى الكبرى كالولايات المتحدة التى تمنع تفعيله طالما يخدم ربيبتها إسرائيل التى قال الرئيس الأمريكى جو بايدن «إن لم تكن موجودة لخلقناها»!
تنشط مصر وأطراف دولية أخرى فى محاولة لوقف إطلاق النار فى غزة وإنهاء الحرب، وتتحدث أطراف فلسطينية وعربية، وحتى فى إسرائيل عن الخروج من دوامة الحرب الظالمة على الفلسطينيين، لكن يبدو أن الولايات المتحدة التى أدمنت خوض الحروب أو التحريض عليها منذ الحرب الفيتنامية ومرورا بأفغانستان والعراق وحتى الصراع فى أوكرانيا، لا تريد أن يضع العدوان الإسرائيلى أوزاره فى غزة!
يشعر الرئيس الأمريكى الذى يستعد لخوض انتخابات رئاسية مشكوك فى فوزه بها، أنه فى مأزق، مع تآكل الدعم الدولى له ولإسرائيل، لكنه بدلا من تصحيح الوضع والضغط على تل أبيب لوقف عدوانها على الفلسطينيين، يعمق مأزقه بتقديم السلاح والذخائر للإسرائيليين، فهل يحق له الحديث عن تأثره بمعاناة الأطفال الفلسطينيين؟!
أوراق بايدن أصبحت مكشوفة، ومشاركته إسرائيل فى العدوان وصمة عار ستلاحقه وإن طال الزمان.

التعليقات