أظهرت العديد من الدراسات أن زيادة عدد الخطوات اليومية تقلل من خطر الإصابة بأمراض مثل الخرف والسكري من النوع الثاني وأمراض القلب، لكن لم يكن واضحًا ما إذا كانت طريقة توزيع هذه الخطوات على دفعات قصيرة أو في جلسة مشي طويلة تؤثر في النتائج الصحية.
وتشير دراسة حديثة نُشرت في مجلة "حوليات الطب الباطني" (Annals of Internal Medicine)، إلى أن المشي لمسافات أطول في المرة الواحدة يمكن أن يكون أكثر فائدة للصحة من توزيع نفس عدد الخطوات على فترات قصيرة خلال اليوم.
ويقول الباحثون إن المشي المتواصل لمدة 15 دقيقة أو أكثر يساعد في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، ويخفض احتمال الوفاة المبكرة بشكل ملحوظ.
تفاصيل الدراسة
قاد البحث بورخا ديل بوزو كروز، عالم الأوبئة في الجامعة الأوروبية بمدريد، وشارك فيه أكثر من 34 ألف شخص في المملكة المتحدة، ارتدوا أجهزة لقياس عدد خطواتهم لمدة أسبوع تقريبًا.
وقسم الباحثون، المشاركين إلى مجموعات حسب طريقة مشيهم، بعضهم كان يمشي لفترات قصيرة ومتقطعة على مدار اليوم، بينما كان آخرون يمشون لفترة متواصلة أطول مرة واحدة على الأقل يوميًا، وتمت مقارنة النتائج الصحية بين المجموعتين مع الحفاظ على أن يكون العدد الإجمالي للخطوات متقاربًا.
أبرز النتائج
أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يمشون أكثر من 15 دقيقة متواصلة يوميًا كانوا أقل عرضة للوفاة لأي سبب بنسبة 80%، وأقل عرضة للإصابة بأمراض القلب بنسبة 70% خلال فترة متابعة امتدت لعشر سنوات تقريبًا.
أما من اعتادوا على المشي القصير والمتقطع، فكانت احتمالات تعرضهم لمشكلات صحية أعلى، وكان متوسط أعمار المشاركين 62 عامًا، ومعظمهم في صحة جيدة نسبيًا عند بدء الدراسة.
تفسير العلماء
يشير الباحثون إلى أن هذه النتائج تُظهر ارتباطًا قويًا بين المشي المتواصل وتحسن الحالة الصحية، لكنها لا تثبت أن المشي الطويل هو السبب المباشر لذلك.
كما يشير بعض الخبراء إلى أن هناك عوامل أخرى قد تؤثر في النتائج، مثل طبيعة الأحياء التي يعيش فيها المشاركون أو ممارستهم لأنشطة بدنية أخرى.
وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، أوضح الدكتور ريشي وادهيرا من كلية هارفارد للصحة العامة، أن الدراسة اعتمدت على بيانات أسبوع واحد فقط، وهو ما قد لا يعكس العادات الحقيقية للمشاركين، كما يحتمل أن يكون من يمشون لفترات أطول في الأصل أكثر صحة ونشاطا من غيرهم.
نصائح الخبراء
رغم ذلك، يتفق الأطباء على أن المشي بجميع أشكاله مفيد، وأن كل خطوة مهمة، وتنصح هانا أريم، عالمة الأوبئة في معهد ميدستار لأبحاث الصحة في واشنطن، بالقيام بخطوات صغيرة لتحسين العادات اليومية، مثل: النزول من الحافلة قبل المحطة، ركن السيارة بعيدًا قليلًا عن المكان المقصود، التنزه مع الأصدقاء أو أفراد العائلة بانتظام.
وتضيف أن "حتى القليل من المشي أفضل من لا شيء، وكلما زادت المدة، كانت الفائدة أكبر"، وبالتالي لا توجد طريقة واحدة مثالية للمشي، لكن الدراسة توضح أن المشي المتواصل لفترات أطول يمنح الجسم فرصة أكبر للاستفادة الصحية، لذلك، في المرة القادمة التي تخرج فيها للمشي، حاول أن تستمر قليلًا فقد تكون تلك الدقائق الإضافية مفتاحًا لقلب أقوى وصحة أطول عمرًا.