تصدر اسم أم كلثوم منصات التواصل الاجتماعي، عقب إتاحة الإعلان الرسمي لفيلم "الست"، وإعلان موعد طرحه في السينمات، في 10 ديسمبر القادم، وانقسم المتابعون بين مُهاجم ومدافع عن الفيلم وصوت ثالث يدعو للحكم بعد المشاهدة.
دائما كانت كوكب الشرق مثيرة للجدل عند صناعة أي عمل فني عن حياتها، فهي رمز ضخم، ومسيرة فنية قوية، عاصرت أبرز الشعراء والملحنين، وعايشت تقلبات سياسية فارقة في حياة مصر، لذلك تقديم سيرة غيرية أو ذاتية عنها أمر شديد الصعوبة، وفي كل عمل يظهر إلى النور يحدث جدل كبير تجاه العمل، وقد قُدم بالفعل مسلسل وفيلم ومسرحية "سفيرة من طماي" عنها في الثمانينيات والتسعينيات.
والاهتمام بأم كلثوم ليس قاصرا على حدود مصر فقط، وإنما صناعة أعمال فنية عن حياتها قد تخطى الحدود، وفي ثمانينيات القرن الماضي أُعلن عن فيلم تسجيلي أمريكي عنها، ووفقا لما ورد في خبر منشور بتاريخ 21 يناير 1987، سوف ينتج الأمريكي مايكل داريو فيلما عن حياة أم كلثوم ومن إخراج أسعد خيلدا، وهو أمريكي من أصل عربي، وسوف يلقي التعليق الصوتي للفيلم الممثل المصري العالمي عمر الشريف.
وبعد 10 سنوات تقريبا خرج الفيلم للنور، ولكن من إخراج ميشال جولدمان، وهي مخرجة ومنتجة متخصصة في السينما التسجيلية، كان العرض الأول للفيلم في مهرجان نيويورك السينمائي في عام 1996، وجاب الكثير من البلاد فيما بعد، حيث عرض في عام 2014 في الجامعة الأمريكية بالكويت، وعرض في مصر عام 2008، بمكتبة الإسكندرية.
يستعرض الفيلم الوثائقي لمحات عن حياة أم كلثوم كطفلة ريفية أصبحت أسطورة في الغناء تجمع بين الثراء والشهرة، ويتعمق في حياتها ويربط بين حياتها وموسيقاها وبين تاريخ مصر وسياستها خلال حقبة شهدت تغييراً هائلاً، عبر عشرات التسجيلات واللقطات الأرشيفية والصور، والخبراء في الموسيقي والثقافة والسياسة، وأشرفت كمستشارا على الفيلم الدكتورة فرجينيا دانيلسون، والتي ألفت كتاب خصيصا عن أم كلثوم بعنوان "صوت مصر.. أم كلثوم والأغنية العربية والمجتمع المصري في القرن العشرين"، وبالفعل كما أعلن الخبر سابقا، كان عمر الشريف هو الراوي الصوتي للفيلم.
يبدأ الفيلم بمقاطع من جنازة أم كلثوم، التي خرج فيها 4 ملايين شخص، ومن ضيوف الفيلم التسجيلي: الكاتب سعد الدين وهبة، والمخرج توفيق صالح، الإعلامية آمال فهمي، الصحفي محمد عودة، الدكتورة فرجينيا دانيلسون، كما يتضمن الفيلم لقاءات مسجلة على المقاهي مع مصريين.