السفير دياب اللوح في اليوم العالمي للتضامن مع فلسطين: مصر كانت وستظل سندا للشعب الفلسطيني

نشر في: السبت 29 نوفمبر 2025 - 9:27 م
ليلى محمد

شارك سفير دولة فلسطين لدى مصر، السفير دياب اللوح، في فعالية اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، التي نظمتها الجمعية المصرية للأمم المتحدة، اليوم السبت، في مقر الجمعية بالقاهرة.

افتتح الفعالية السفير عزت البحيري بالتأكيد على أن هذه المناسبة ليست ذكرى عابرة، بل محطة سنوية لتجديد الالتزام الدولي بالعدالة وإنصاف الشعب الفلسطيني، مع التشديد على الدور التاريخي والمحوري لمصر في دعم فلسطين سياسيًا وإنسانيًا.

وأشاد السفير دياب اللوح في كلمته بأن إحياء يوم التضامن هذا العام يحمل دلالة مختلفة، إذ يأتي في ظل منعطف سياسي دولي شديد الحساسية بعد عدوان غير مسبوق على قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، وما صاحبه من محاولات إسرائيلية ممنهجة لإعادة تشكيل الواقع بالقوة العسكرية.

وأشار السفير إلى أن القضية الفلسطينية تواجه اليوم حربًا متعددة الأبعاد، لا تقتصر على العمليات العسكرية فقط، بل تمتد إلى السياسات الاستيطانية، وتهويد الأرض، وتحويل القدس إلى مدينة معزولة عن محيطها الفلسطيني، وإضعاف مؤسسات الدولة الفلسطينية الناشئة.

وشدد على أن السلام الحقيقي لا يمكن أن يتحقق بغياب القدس عن المعادلة أو بمحاولات فرض حلول جزئية أو مؤقتة لا تعترف بكامل الحقوق السيادية الفلسطينية.

وأكد السفير أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى لفرض وقائع عبر تقسيم الجغرافيا الفلسطينية وتحويلها إلى كنتونات منفصلة، وهو ما يمثل مساسًا جوهريًا بأسس القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية. وأضاف أن أي عملية سياسية لا تعيد وحدة الأرض الفلسطينية بين غزة والضفة والقدس، وتضع حدًا للاستيطان والوجود العسكري الإسرائيلي، ستظل حلولًا ناقصة تكرّس الأزمة ولا تنهيها.

وفي تأكيد واضح للثوابت، شدد اللوح على أن الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 ليست خيارًا تفاوضيًا، بل حقًا قانونيًا ثابتًا، وأنه لا بديل عن القدس الشرقية عاصمة سياسية وسيادية للدولة، وأن حق اللاجئين في العودة ليس مجرد حق إنساني، بل حق سياسي أصيل لا يسقط بالتقادم.

وأشاد السفير بالدور المصري، مؤكدًا أن مصر نجحت في كسر محاولات التهجير ورفض تصفية القضية خارج أرضها، وأن التحرك المصري كان عنصرًا حاكمًا في منع تمرير سيناريوهات الترانسفير القسري وإعادة التموضع الديمغرافي في قطاع غزة.

وأضاف أن الموقف العربي والإسلامي والدولي المؤيد لحل الدولتين اتسع بفضل الجهد المصري الذي شجع الشركاء الإقليميين والدوليين على الانخراط فيه، مشيرًا إلى أن صدور قرار مجلس الأمن 2803 وما تضمنه من إقرار بحق تقرير المصير الفلسطيني يمثل تحوّلاً سياسيًا يجب البناء عليه.

وأوضح السفير أن إعادة الإعمار يجب أن تقترن بمسار سياسي يفضي إلى إنهاء الاحتلال، وأن مؤتمر إعادة إعمار غزة في القاهرة يجب أن يتحول إلى منصة دولية تُدشن من خلالها مرحلة ما بعد الحرب، على أساس الاعتراف بالسيادة الفلسطينية الكاملة وبدء عملية سلام حقيقية لا إدارة أزمة جديدة.

وأكد أن فلسطين تتعامل بـ"انفتاح سياسي محسوب" مع أي مبادرات دولية لوقف الحرب، لكنها ترفض أي مقاربات تنتقص من السيادة، ولا تقبل إدماج غزة في حلول أمنية منفصلة عن السلطة الفلسطينية، وترفض إقامة دولة ناقصة أو بحدود مؤقتة، وتتمسك بأن الحل يجب أن يكون على أرض فلسطين فقط.

واختتم السفير اللوح كلمته مؤكدًا أن السلام والاستقرار في الشرق الأوسط لا يُبنى بالقوة، بل بالعدالة وإنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته، مؤكدًا أن فلسطين ستكون شريكًا مسؤولًا في بناء أمن المنطقة بمجرد حصولها على حريتها وسيادتها.

كما أعرب عن تقدير فلسطين الكبير لمصر، مؤكدًا أن العلاقة بين البلدين لم تكن يومًا مجرد بروتوكول سياسي، بل عمقًا استراتيجيًا مشتركًا ومصيرًا متصلاً، مجددًا التحية للشهداء والجرحى والأسرى.

قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك

بوابة الشروق 2025 - جميع الحقوق محفوظة