x قد يعجبك أيضا

انتكاسة كبيرة للجهود الرامية لإيصال الأخبار الخارجية إلى كوريا الشمالية

نشر في: الأربعاء 26 نوفمبر 2025 - 12:11 م
سول - (أب)

تبث "لي سي يونج" وزملاؤها، لمدة ساعتين يوميا أخبارا خارجية لا تخضع للرقابة في كوريا الشمالية السلطوية، ويمكن أن يجري حبس مستمعيها في حال ألقي القبض عليهم وهم يستمعون إليها.

وحاولت إذاعة فري نورث كوريا "كوريا الشمالية حرة" ومقرها العاصمة الكورية الجنوبية سول لمدة عقدين إيصال أخبار حقيقية لمواطني كوريا الشمالية البالغ عددهم 26 مليون نسمة.

ولكن "لي" تقول الآن إنها تشعر بالأزمة في عملها، حيث توقف عمل شبكات كبرى ممولة حكوميا في الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية هذا العام بسبب تخفيضات التمويل وتغير السياسيات.

وقالت "لي"، المنشقة عن كوريا الشمالية والتي تترأس محطة إف إن كيه الإذاعية الصغيرة غير الحكومية: "شعورنا بالاستياء تجاه حكومتي الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية يتزايد في ظل تعليقهما للشبكات الإذاعية".

وأضافت: "نحن نخشى أننا تخلينا عن مواطني كوريا الشمالية".

ويشار إلى أن قنوات كبرى توجه بثها إلى كوريا الشمالية توقفت عن العمل.

ويذكر أنه في كوريا الشمالية، تبث أجهزة الإذاعة والتلفزيون القنوات الحكومية فقط.

ولكن المنشقين قالوا إنهم قاموا بتعديل أجهزة الراديو الخاصة بهم أو استخدموا أجهزة مهربة من أجل الاستماع للبث الأجنبي ليلا لأخبار لا ترغب حكومتهم في الاستماع إليها، وهذا يتضمن الآراء الخارجية عن سلالة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون الحاكم وأنماط الحياة الغربية الأكثر ثراء وحرية وقصص نجاح المنشقين.

ولكن موقع إلكتروني أكاديمي يركز على كوريا الشمالية، ويطلق عليه "38 نورث" (38 شمال)، قال الشهر الماضي، إن مثل هذا البث الإذاعي الخارجي الموجه إلى كوريا الشمالية تراجع بنسبة 85% بعد خفض الحكومتين الأمريكية والكورية الجنوبية التمويل.

واضطرت إذاعتا صوت أمريكا وآسيا الحرة، الممولتان من الحكومة الأمريكية، لوقف بثهما الإذاعي باللغة الكورية بعدما وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مارس الماضي أمرا تنفيذيا بتفكيك الوكالة التي تشرف أو تقدم التمويل للشبكات الإعلامية.

وقال ترامب، إن الشبكات لديها تحيز ليبرالي أو مسرفة.

وعلقت الحكومة الليبرالية الكورية الجنوبية بقيادة الرئيس لي جاي ميونج، البث الإذاعي عبر الحدود في محاولة لخفض العداء مع كوريا الشمالية.

وأغلقت حكومته مكبرات الصوت على الحدود التي تبث أغاني كورية جنوبية وأنباء عالمية، كما منعت النشطاء من إرسال بالونات تحمل منشورات دعائية عبر الحدود.

وتعد محطة "إف إن كيه"، الآن من ضمن عدة منظمات مدنية صغيرة أو دينية مازالت تبث إلى كوريا الشمالية.

وقالت "لي"، رئيسة المحطة، إن إذاعتي صوت أمريكا و آسيا الحرة كانتا أكبر من محطتها، التي بها خمسة عاملين فقط، جميعهم منشقين من كوريا الشمالية.

وأضافت: "نشعر بالحزن الشديد، ونشعر بالارتباك ولا ندري ما إذا كان يتعين أن نقول للكوريين الشماليين أن هذه الإذاعات التي علقت أعمالها توقفت عن العمل مؤقتا وستستأنف عملها بالتأكيد، أم أننا الوحيدون من القلائل الذين نجوا".

وعلى الرغم من انتكاسة جهود نشر الأخبار الخارجية في كوريا الشمالية، دشن لي يونج هيون، المنشق الذي عمل محاميا في كوريا الجنوبية، هذا الشهر موقعا إلكترونيا وتطبيقا على الهاتف المحمول؛ بهدف توفير وسيلة بديلة لكي يحصل الكوريون الشماليون على المعلومات الخارجية.

وقال "لي"، إن موقع" كوريا انترنت ستوديو" سوف يستهدف أولا عشرات الآلاف من الكوريين الشماليين الذين يعيشون في الخارج، ومن بينهم العاملون والطلاب والدبلوماسيون وأفراد أسرهم.

ويستخدم الكثير من هؤلاء الكوريون الشماليون في الخارج الهواتف المحمولة المتصلة بالإنترنت العالمي، وهى الميزة التي لا يحظى بها المواطنون في كوريا الشمالية.

وأوضح "لي"، أنه يعتقد أن كوريا الشمالية ستخفف في النهاية قيودها الصارمة على الإنترنت بصورة محدودة، بحيث يمكنها أن تتيح للشركات الصينية والروسية والفيتنامية والشركات الأجنبية الأخرى أن تفتح مكاتب لها في كوريا الشمالية.

ويشار إلى أنه منذ عام 2020، أقرت كوريا الشمالية قوانين أكثر قمعية لتشديد مكافحتها للتأثيرات الثقافة الأجنبية، خاصة من كوريا الجنوبية.

ويتردد أن قانون رفض الأيدلوجية والثقافة الرجعية يفرض عقوبة السجن لفترة تصل إلى 10 أعوام مع الأشغال الشاقة على الذين يشاهدون ويمتلكون وينشرون الأفلام والموسيقي الأجنبية، ولفترة تصل إلى خمسة أعوام على الذين يستخدمون الإذاعات والقنوات التلفزيونية غير المصرح بها.

وقال المسئولون الكوريون الجنوبيون، إن كوريا الشمالية أغلقت مكبرات الصوت الخاصة بها على الحدود، وتوقفت عن إرسال رسائل تشويش تستهدف الإذاعات الكورية الجنوبية.

ولكن كوريا الشمالية، مازالت ترفض استئناف المفاوضات المتوقفة منذ فترة مع كوريا الجنوبية والولايات المتحدة.

قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك

بوابة الشروق 2025 - جميع الحقوق محفوظة