تصميمات مريم.. حكاية مهندسة معمار حولت مريلة المطبخ إلى فستان شديد الأناقة

نشر في: الأربعاء 26 نوفمبر 2025 - 10:45 ص
أدهم السيد

استغلت مريم، المهندسة المعمارية، وقت فراغها من عملها لتؤسس وتبتكر في مجال آخر بعيد كل البعد عن دراستها؛ إذ توصبت إلى فكرة ثورية من شأنها أن تغير النظرة لملابس الطبخ الخاصة بسيدات المنزل، لتنجح في تصميم "مرايل" تجمع بين الأناقة التي تجمل صورة السيدات، وبين المتانة التي توفر الراحة أثناء عمل المنزل، بهدف تحويل "مريلة المطبخ" إلى قطعة فنية تحسن الحالة المزاجية للسيدات داخل المطبخ، بما ينعكس على جودة الطعام المنزلي.

تقول مريم محيي الدين، مهندسة معمارية، إنها فكرت في تصميم المرايل كهواية لها في وقت الفراغ، بسبب تجاربها الشخصية في عمل المطبخ؛ حيث تفتقر المرايل المحلية في مصر لمظاهر الأناقة، بينما تفتقد المرايل المستوردة الأنيقة لبعض الأساسيات التي توفر الراحة وتضمن متانة المريلة أثناء عمل المطبخ، لتكون الفكرة تصميم نوع جديد يجمع بين الأناقة والجودة التي تحافظ علي ملابس المطبخ لفترة طويلة.

ولادة الموهبة وسط جائحة كورونا

ذكرت مريم، أن بداياتها مع هواية حياكة القماش كانت خلال جائحة كورونا، حين توقف أغلب الناس عن مزاولة الوظائف المكتبية واتجه البعض لتعلم الهوايات الفنية، حيث تعرفت بالصدفة على فن التفصيل عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وأشارت، إلى أهمية جهود الجهات الحكومية في نشر الوعي بالحرف اليدوية؛ إذ استطاعت تعلم فن التفصيل من خلال دورة تدريب مجانية تابعة لوزارة القوى العاملة، والتي أضافت لها المهارات اللازمة لفكرة مرايل المطبخ التي لم تكن قد بدأتها بعد.

فن التغيير

تشير مريم، إلى أنها عملت على إصلاح العيوب المنتشرة في أنواع المرايل المختلفة انطلاقا من المفهوم الهندسي بصناعة الأشياء التي تجمع بين جمال المظهر وتنفيذ الوظيفة المطلوبة، لتبدأ "مريم" في اختيار الأقمشة المناسبة للمريلة، والتي تمنع من تسرب الماء خلالها، وتضيف إليها طبقات إضافية تحميها من التآكل، بما يطيل عمر المريلة ويوفر النفقات اللازمة، لافتة إلى أنها لم تغفل إضفاء لمسات الأناقة عبر التصميم لتغيير الصورة المنتشرة عن مريلة المطبخ المهترئة.

نفسية سيدة المنزل

ترى مريم، أن الحالة النفسية مهمة للسيدات أثناء الطبخ؛ إذ تؤثر علي جمال "الطبخة"، وعلى جانب آخر تزيد المريلة الأنيقة من ثقة السيدات إذ يسهل التجول بها خارج المطبخ دون أي حرج، كما يمكن استخدام المريلة ذات التصميم الأنيق للظهور في مقاطع تعليم الطبخ بصورة جيدة تناسب التصوير.

لم تكتف مريم بتصميم المريلة؛ إذ ساعدها التفاعل مع الفتيات على إضافة مستلزمات مطبخية أخرى، مثل قفازات الفرن التي صممت منها قطع تحاكي أشكال القلب وتوفر السهولة في ارتدائها أو خلعها دون عناء، وصممت كذلك نماذج من فوط المطبخ التي تغني عن عادة تجفيف اليدين في المريلة واتلافها.

موهبة ورسالة

أكدت المهندسة مريم، أنها تعمل من خلال موهبتها على نشر الوعي بأهمية تطوير الهوايات المفيدة خلال أوقات الفراغ من العمل، موضحة أنها في تجربتها الشخصية ساعدتها الهواية على تصفية ذهنها من أعباء العمل اليومية لتحصل علي فرصة لتطوير نفسها وتحسين تركيزها في العمل بتفكير متجدد، قبل أن تشير إلى وجود العديد من الصعوبات المجتمعية التي تمنع الكثيرين عن التفكير خارج الصندوق والبحث عن هوايات بجانب العمل المعتاد، إلا أن تلك القيود لا تعني عدم أهمية الهواية، لأن الأشخاص الذين عارضوا انشغالها بالهواية بجانب الهندسة هم أول من مدح موهبتها عند نجاحها.

قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك

بوابة الشروق 2025 - جميع الحقوق محفوظة