أبو الغيط: الإعلام حائط صد صلب في مواجهة الفكر المتشدد

نشر في: الأربعاء 26 نوفمبر 2025 - 11:53 ص
ليلى محمد

بدأت بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية منذ قليل أعمال الدورة العادية (55) لمجلس وزراء الإعلام العرب، بحضور كل من الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أحمد رشيد خطابي الأمين العام المساعد ورئيس قطاع الاعلام والاتصال، وحمزة مصطفى وزير الإعلام في السوري، رئيس الدورة الحالية، ونخبة من وزراء الإعلام في الدول العربية.

وفي مستهل كلمته أكد أبو الغيط، ، أن ما من شك في أن الإعلام العربي يقع تحت ضغط مستمر يتمثل في اقتحام هذه المجالات الجديدة والاشتباك مع الأفكار والتوجهات التي تنتشر على هذه المنصات عبر توفير معلومة ذات مصداقية ورأى تدعمه الخبرة والبيانات فأكثر ما تفتقده وسائل التواصل الاجتماعي هو هذه الموثوقية، وذلك التدقيق.

وقال أبو الغيط: يتعين على اعلامنا أن يبقى مترفعاً عن ساحات الاستقطاب فولاؤه للقارئ وحده أو للمشاهد وحده وهو يضع نصب عينيه دوماً المصلحة الوطنية بمعناها الشامل والدقيق فلا ينغمس في تحريض طائفي أو ديني بل يتبنى ميثاق الشرف الإعلامي، مرجعاً أخلاقياً وبوصلة مهنية، وطريقاً لا بديل عنه لتعزيز الثقة بينه وبين الجمهور.

و أضاف أن الإعلام يظل حائط صد صلب في مواجهة الفكر المتشدد والمتطرف وأداة لكشف خطاب العنف، وتفكيك سردية الإرهاب، وفضح خوائها وتجردها من الإنسانية، واتباعها أساليب التضليل، ونشر الوعي الزائف، منوها أن الاستراتيجية الإعلامية العربية لمكافحة الإرهاب تبلور هذا الدور المهم للإعلام العربي وترسم مساره وأبعاده.

و أشار إلى ما تم اعتماده خلال القمة العربية العادية (29) التي عقدت في الظهران بالمملكة العربية السعودية عام 2018 الخريطة الإعلامية العربية للتنمية المستدامة 2030 كإطار عمل استراتيجي يهدف إلى تعزيز دور الإعلام في دعم أولويات التنمية في العالم العربي من خلال ربط الرسالة الإعلامية بأهداف التنمية المستدامة وإبراز الجهود الوطنية في مجالات التعليم، والصحة، وحماية البيئة، وتوحيد الخطاب الإعلامي التنموي العربي، وتعزيز التعاون بين المؤسسات الإعلامية العربية.

وأكد أن مثل هذه الخريطة تمثل خطوة أساسية في مسار تحقيق الرؤية العربية للتنمية المستدامة لعام 2045 والتي اعتمدتها القمة العربية في دورتها العادية (34) التي انعقدت في بغداد خلال العام الجاري، إذ تضع الأسس الإعلامية الداعمة للتحول التنموي الشامل الذي تتطلع إليه دولنا وتُسهم في تهيئة بيئة معرفية ومجتمعية تساعد في تحقيق أهداف الرؤية العربية للتنمية المستدامة نحو مستقبل مزدهر ومستدام.

كما أشار لما تمر به القضية الفلسطينية، بواحد من أخطر مراحلها وأشدها قسوة بعد حرب راح ضحيتها أكثر من 69 ألف شهيد ودمار غير مسبوق لغزة تسبب فيه الاحتلال الإسرائيلي عامداً لكي يجعل القطاع غير قابل للحياة.

وأشار إلى تفاعل الإعلام العربي مع مأساة قطاع غزة وأهله بأشكال مختلفة، إلا أن هناك الكثير الذي يمكن عمله من أجل تحسين التفاعل مع الحركة العالمية – الإنسانية والمبدئية – التي نهضت للدفاع عن الفلسطينيين الذين واجهوا – ولا يزالون – آلة قتل وحشية غاشمة.

و قال أبو الغيط: "هناك في تقديري الكثير الذي يمكن عمله بعد من أجل إيصال القضية الفلسطينية – بأبعادها الإنسانية والتاريخية – لجيل جديد على مستوى العالم.جيل يريد أن يعرف بنفسه ما جرى ويجرى بعد أن خرج من أسر دعايات روجت لعقود لسردية إسرائيلية زائفة ومضللة وصور فظائع غزة، وما جرى لأطفالها، ليست في حاجة إلى بيان، ولا ينفع معها تضليل أو تدليس.

وأضاف أن الإعلام العربي مطالب بمخاطبة العالم بغربه وشرقه بلغات يفهمها وبناء جسور من الثقة مع هذه الأجيال الجديدة، تواصلاً وتفاعلاً وهو مطالب أيضاً بالتصدي للسردية الإسرائيلية التي تنقل نصف الحقيقة حيناً، وزيفاً كاملاً في معظم الأحيان.

وأوضح أننا اليوم لدينا فرصة، فهناك آذان تريد أن تسمع الحقيقة وثمة قلوب وعقول صارت أكثر استعداداً للاستماع للصوت الفلسطيني والعربي.

واختتم كلمته بالتأكيد على أننا نحتاج لمتابعة تفعيل خطة التحرك الإعلامي العربي في الخارج بما في ذلك لتكريس حضور عربي مؤثر في الفضاء الرقمي، مشيرا لما شاهدناه جميعاً من خلال أغلب الأصوات التي انتصرت لفلسطين، و التي وجدت مكاناً لها على هذا الفضاء قبل أن يجبر الإعلام الرسمي على أن يفسح لها المجال، ويعطي الفرصة للجمهور للاستماع لرواية أخرى.

قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك

بوابة الشروق 2025 - جميع الحقوق محفوظة