نظَّمت الأكاديمية المصرية للفنون بروما مساء أمس الجمعة، أمسية ثقافية وفنية، وذلك في إطار إطلاق مبادرة "العُمر لينا" ضمن احتفال وزارة الثقافة بافتتاح المتحف المصري الكبير.

واستضافت الأمسية، البروفيسور أليساندرو روكاتي، أحد أبرز الأسماء في علم المصريات، وذلك ضمن مبادرتها "ثمانية أسابيع حول الحضارة المصرية القديمة"، والتي أطلقتها مديرة الأكاديمية الدكتورة رانيا يحيى.

وبدأ أليساندرو روكاتي، الندوة بحديث عن ذكريات أول مؤتمر قدّمه بالأكاديمية قبل أربعين عامًا، إبّان تولّي وزير الثقافة الأسبق الفنان فاروق حسني إدارة الأكاديمية، موجّها شكره لمديرة الأكاديمية على استضافته في الوقت الحالي.

وتناول روكاتي، في محاضرته أهمية الكتابة بمصر، وتتبع تطوّرها من الكتابة الديموطيقية وصولًا إلى الكتابة القبطية.

كما تطرّق الحديث إلى العلاقات التاريخية الممتدة بين مصر وإيطاليا، بحكم ارتباط مصر بالإمبراطورية الرومانية عام 30 قبل الميلاد، وهي الفترة التي انتقل فيها الكثير من المصريين إلى روما حاملين معهم عاداتهم الدينية وتماثيلهم، فظهرت في روما الأهرامات وحتى المسلّات ذات النقوش الهيروغليفية.

وتحدّث روكاتي، عن الانتقال البطيء بين اللغات: "اليونانية، والديموطيقية، والهيروغليفية"، وصولًا إلى اللغة القبطية، وهي اللغة التي استمر استخدامها حتى عام 1500، بما في ذلك في المحتويات الدينية المرتبطة بهذا العصر؛ وهو ما دفع العديد من الباحثين عبر القرون إلى تكريس جهودهم لدراسة هذه اللغات ومحاولات فك رموزها.

وعلى صعيد آخر، تضمّنت الأمسية حفلًا موسيقيًا مميزًا قدّمته السوبرانو الإيطالية بيانكا داموري وعازفة البيانو سابرينا كوردوني، حيث قدّمتا أعمالًا موسيقية من عصر الباروك احتفالًا بذكرى المؤلف الإيطالي أليساندرو سكارلاتي.

كما قدّمت سابرينا كوردوني عملين موسيقيين إهداءً للأكاديمية؛ الأول من التراث الموسيقي المصري لفنان الشعب سيد درويش، والثاني أغنية "حلوة يا بلدي" للمطربة العالمية داليدا، وقد لاقى العملان تفاعلًا خاصًا من الحضور.

وفي ختام الأمسية، قدّمت مديرة الأكاديمية شهادات تقدير للمشاركين، تكريمًا لمساهماتهم المميزة في هذه الليلة الثقافية الراقية.