نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، اليوم الجمعة، تقريرًا تناولت فيه خطة السلام في أوكرانيا، التي أعدتها الإدارة الأمريكية، مسلطة الضوء على التنازلات الكبيرة التي تطلبها من كييف، مقابل حوافز روسية، وكيف يتشابه النهج المتبع في تقديمها مع وقف إطلاق النار في غزة.
تنازلات وحوافز
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن خطة السلام الأوكرانية التي صاغتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تطالب أوكرانيا بتقديم تنازلات هائلة تتعلق بالأراضي والأمن، في حين تقدم لروسيا حوافز اقتصادية وسياسية ضخمة، بما في ذلك اعتراض الولايات المتحدة بمطالبتها بأجزاء من أوكرانيا، لوقف الحرب المستمرة منذ نحو أربعة أعوام.
ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مسئولين قولهم إن الإدارة الأمريكية تجرب نفس النهج الذي استخدمته لتحقيق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه في غزة الشهر الماضي، ويتمثل في صياغة مخطط من عدة نقاط، ثم دفع الأطراف المتحاربة للموافقة عليه.
وكان البيت الأبيض يسعى للتوصل لاتفاق لإنهاء الحرب منذ وصول ترامب إلى البيت الأبيض في يناير، لكن تفاصيل الشروط التي كان وكبار مساعدوه يقدمونها للرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي ظلت طي الكتمان إلى حد كبير حتى الآن.
وأعدت إدارة ترامب مسودة خطة سلام تتألف من 28 نقطة، تدعو أوكرانيا لإجراء تنازلات كبيرة عن الأرض لروسيا، وتتخلى عن مطالبها بإنشاء قوة لحفظ السلام لردع الهجمات الروسية في المستقبل، مما أعاد تسليط الضوء على الأفكار التي رفضتها كييف بالفعل من قبل.
وقال مسئولون أوروبيون إنهم لم يشاركوا في صياغة مسودة الخطة، ولم يتم إطلاعهم حتى الآن على المقترح الأمريكي.
وأوضح دبلوماسي أوروبي بارز لـ"وول ستريت جورنال" أنه ليس واضحا ما إذا كان الأوربيون سيحصلون على مزيد من المعلومات من واشنطن قريبًا.
وقال مسئولون أمريكيون إن ترامب يدعم الخطة الجديدة، التي تحققت بعدما طلب من مساعديه صياغة مقترحات جديدة تتضمن حوافز للجانبين للتوصل إلى اتفاق.
وليس من الواضح حتى الآن مدى تقبل واشنطن لإعادة صياغة الاقتراح لمعالجة الأفكار الأوكرانية أو الأوروبية، أو ما إذا كانت الإدارة ستحاول فرض الخطة على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.