x قد يعجبك أيضا

عوفر كسيف.. تفاصيل عن النائب الإسرائيلي الذي واجه الاحتلال من داخل الكنيست

نشر في: الإثنين 13 أكتوبر 2025 - 6:59 م
رنا عادل

شهدت قاعة الكنيست الإسرائيلي صباح اليوم توترًا بعد طرد النائبين عوفر كسيف وأيمن عودة، عقب رفعهما لافتة احتجاجية أثناء خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في وقت كانت القاعة مليئة بأصوات الإشادة بالرئيس الأمريكي لدوره في صفقة تبادل الأسرى.
وأوضح كسيف لاحقًا أن ما حدث لم يكن محاولة للتشويش، بل موقف سياسي يطالب بالعدالة وإنهاء الاحتلال، معتبرًا أن السلام الحقيقي لا يمكن أن يتحقق دون إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، وإنهاء نظام الفصل العنصري، داعيًا الإسرائيليين إلى رفض سياسات الحكومة الحالية.

لكن من هو عوفر كسيف الذي اشتهر بمساندة حقوق الفلسطينيين؟ وما أبرز مواقفه المناهضة لسياسة الاحتلال؟

بداياته

ولد عوفر كسيف في 25 ديسمبر عام 1964 بمدينة ريشون لتسيون وسط إسرائيل، وهو حاصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة والسياسة، وبدأ مسيرته الأكاديمية كمحاضر في الجامعة العبرية، ودرّس العلوم السياسية والحكم قبل أن يدخل الحياة السياسية.
انتُخب كسيف لأول مرة لعضوية الكنيست عام 2019 ضمن قائمة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، وهو حزب يهودي عربي مشترك، ومنذ ذلك الحين عُرف بمواقفه الرافضة للاحتلال الإسرائيلي، حيث شارك في العديد من المظاهرات المناهضة للسياسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، وتعرّض خلال بعضها للاعتداء أكثر من مرة.
كما كان من أوائل الرافضين للخدمة العسكرية في الأراضي المحتلة خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، وهو ما أدى إلى حبسه حينها بحسب عدة تقارير إعلامية.

تشبيهه لسياسات الاحتلال بالنازية

وفقًا لـ«مونت كارلو»، في ذكرى يوم الأرض الفلسطيني عام 2018 وأثناء مسيرات العودة، وجّه كسيف انتقادًا حادًا للسياسات الإسرائيلية في محاضرة ألقاها بتل أبيب، معتبرًا أن الخطاب الرسمي في إسرائيل يمنح غطاءً لقتل العرب، ومحذرًا من أن هذا الخطاب يعيد البلاد إلى أجواء شبيهة بتلك التي شهدتها ألمانيا قبل 80 عامًا، وتصاعد خطاب الكراهية آنذاك، وهو ما مهد لاحقًا لوقوع كوارث إنسانية كبرى.

موقفه من أحداث الشيخ جراح

أثناء أحداث حي الشيخ جراح في القدس عام 2021، شارك عوفر كسيف في مظاهرات ضد قرارات إجلاء عائلات فلسطينية من منازلهم، ليتعرّض خلالها للضرب من قبل ضابط شرطة، حيث طُرح أرضًا وكُسرت نظارته ومُزقت ملابسه. لكنه استمر في تصعيد انتقاداته، معتبرًا أن إسرائيل أصبحت أكثر فاشية في عهد نتنياهو، مؤكّدًا التزامه بالنضال من أجل العدالة والديمقراطية، ورفضه لأي شكل من أشكال التفوق العرقي، بما في ذلك التفوق اليهودي الذي يرى أن الصهيونية تستند إليه.

انضمامه لجنوب أفريقيا في محكمة العدل الدولية

وعلى خلفية العدوان الإسرائيلي على غزة الذي بدأ في السابع من أكتوبر 2023، واجه عوفر كسيف في فبراير 2024 محاولة لعزله من الكنيست بعد تصويت 85 نائبًا من أصل 120 لصالح القرار، وذلك بسبب انضمامه إلى الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية. ورغم أن عدد الأصوات لم يبلغ النصاب المطلوب، فإن الخطوة عكست حجم الغضب السياسي تجاهه.
وفي نوفمبر من العام نفسه، قررت لجنة الأخلاقيات في الكنيست فرض أقسى عقوبة في تاريخها، بإيقاف كسيف عن عمله لمدة 6 أشهر وحرمانه من راتبه لأسبوعين، بسبب تصريحاته التي اتهم فيها الجيش الإسرائيلي بارتكاب إبادة جماعية في غزة. ورد كسيف على الاتهامات عبر وسائل التواصل، مؤكدًا أن ولاءه للدستور والمجتمع لا لحكومة يراها تنادي بالتطهير العرقي والإبادة الجماعية، محملًا إياها المسؤولية عن لجوء جنوب أفريقيا إلى المحكمة الدولية، بحسب وسائل إعلام عربية.

اشتباكه داخل الكنيست بسبب مشروع قانون للترحيل

وتداولت وسائل إعلام عبرية في أكتوبر 2024 مشاهد لاشتباك حاد داخل الكنيست بين عوفر كسيف والنائب ألموج كوهين، خلال مناقشة مشروع قانون يقضي بترحيل عائلات منفذي الهجمات، وتصاعد التوتر بين الطرفين إلى حد الاقتراب الجسدي بعد اعتراض كسيف على القانون، ما اضطر حراس الأمن للتدخل السريع والفصل بينهما.

دعم حقوق الفلسطينيين في مسافر يطا

وفي يناير 2025 دعا النائب عوفر كسيف إلى مساندة أهالي قرية طوبا في مسافر يطا جنوب الخليل، في مواجهة الاعتداءات اليومية التي يتعرضون لها من قبل مجموعات المستوطنين المحيطة بالقرية، حيث أشار إلى أن هذه الاعتداءات تجري تحت حماية ودعم وزير الاستيطان سموتريتش، مطالبًا بالتحرك لدعم صمود الفلسطينيين هناك.

اتهامه لنتنياهو بقصف الأطفال

وتداولت وسائل إعلام عبرية في مايو 2025 مقطع فيديو يوثق لحظة طرد النائب عوفر كسيف من قاعة الكنيست بالقوة، بعد أن وجه اتهامًا مباشرًا لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال جلسة بعنوان «فشل الحكومة الكامل في تحقيق أهداف الحرب». واتهم كسيف نتنياهو بقصف الأطفال وتجويع سكان غزة، ما أثار موجة انتقادات حادة من نواب آخرين، قبل أن يتدخل حراس الأمن لإخراجه من القاعة بعدما رفض التراجع عن تصريحاته.

اتهام الإعلام الإسرائيلي بالتستر على جرائم الحرب

وشارك في يوليو 2025 في وقفة احتجاجية ضمن إضراب عن الطعام في مدينة يافا، نظمته لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، تعبيرًا عن رفضها للعدوان الإسرائيلي على غزة. وخلال مشاركته، انتقد كسيف وسائل الإعلام الإسرائيلية، متهمًا إياها بلعب دور في التستر على جرائم الحرب في غزة، مما يساهم في استمرار الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

مطالبته بمحاكمة مسؤولين إسرائيليين

وفي الشهر ذاته، قررت لجنة برلمانية إسرائيلية إبعاد عوفر كسيف عن جلسات الكنيست لمدة شهرين، بعد دعوته المحكمة الجنائية الدولية إلى محاكمة كبار المسؤولين الإسرائيليين بتهم ارتكاب جرائم حرب.
ووفقًا لهيئة البث الإسرائيلية، شمل القرار أيضًا حرمانه من راتبه لمدة أسبوعين، وجاءت هذه العقوبة على خلفية تصريحات علنية متكررة دعا فيها إلى محاسبة المسؤولين الإسرائيليين أمام المحكمة الجنائية الدولية.

قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك

بوابة الشروق 2025 - جميع الحقوق محفوظة