كثيرًا ما أتساءل ما هذا التعب الذى يلازمنى بلا جهد بدنى خارق أبذله؟ ما الذى يحد من نشاطى دون سبب واضح ويصيبنى بفتور الهمة والرغبة فى النوم لساعات طويلة بلا راحة بل الآلام متفرقة فى العضلات والعظام؟ لماذا أميل للكابة؟ بينما الواقع أننى أتمتع بمجتمع أحبه ويبادلنى الحب؟ لا أعانى من أى أمراض مزمنة، لكنه دائمًا التعب المزمن بلا سبب معروف.
متلازمة التعب المزمن بالفعل تعكس مجموعة غير متوافقة من الأعراض ولا تفصح عن مرض معروف إنما هى حالة متعددة الأعراض، أهمها فتور الهمة والتعب المتواصل حتى بلا مجهود يبذله الإنسان. تلك المتلازمة التى يشكو منها السيدات بصورة أكبر من الرجل خاصة فى مرحلة منتصف العمر لا يجد لها العلم إلى الآن سببًا واحدًا محددًا، وقد يطول علاجها ليصل بالإنسان للاكتئاب وليس العكس، فالاكتئاب لا يسبب متلازمة القلب المزمن.
هو إذن حالة من الإنهاك الجسدى لا تعرف مسباتها وإن أشارت معظم الدراسات التى زجريت عليها إلى أن هناك ثمة اضطرابات تعترى وظائف الطاقة الحيوية للخلايا فى أجساد المصابين بها. مقارنة تلك الوظائف الحيوية فى أجساد الطبيعيين بمن يعانون من تلك المتلازمة، مثل مستوى التنفس الأساسى للخلايا ومعدل إنتاج الخلايا لمركبات الطاقة اللازمة لحياة وحركة الإنسان إلى جانب نشاط الميتوكوندريا وحدات الطاقة فى الخلايا. كانت النتيجة تشير إلى عدم قدرة الخلايا على إنتاج الطاقة اللازمة لحركة العضلات واستمرار العمليات الحيوية للجسم لإصابة بفيروس ما قد تنال بعض أعراضه متلازمة التعب المزمن قد يكون التفسير الوحيد الذى ينال التأييد حتى الآن لكن رغم ذلك لا يتمتع بالتأييد العلمى الكافى.
لكن ملازمة التعب المزمن من أكثر الأمراض تعقيدا حال تشخيصها إذ إن تعارض الأعراض وعدم توافقها يضع الأطباء فى حيرة. لكن الأرق فى مثل تلك الأحوال هو إجراء ما يعرف بالكشف الكامل على المريض الذى يضم بلا شك ملف الصحة العامة من كشوفات عامة وخاصة تبدأ بتحاليل الدم والكشف عن الخلل فى هرمونات الجسم المختلفة أو نسب المعادن ووظائف الأعضاء الحيوية مثل الكبد والكلى. صورة خلايا الدم الكاملة قد تشير إلى بعض أنواع الأنيميا. متاعب الذاكرة القريبة قد تحتاج إلى معاونة فى الكشف عنها، بينما اكتشاف أى سبب عضوى يحتاج إلى علاج حاسم.