قال الدكتور محمود مسلم، رئيس لجنة الثقافة والإعلام والسياحة والآثار بمجلس الشيوخ، وأمين الإعلام بحزب الجبهة الوطنية، إن المحادثات الجارية في شرم الشيخ لبحث وقف إطلاق النار في غزة وفق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تسير بصورة إيجابية حتى هذه اللحظة، وفقًا لتصريحات متعددة، من بينها إعلان من الرئيس الأمريكي نفسه، مؤكدًا أنها تمثل "الفرصة الأخيرة" لإنهاء الحرب في غزة بشكل كامل، ويجب استغلالها من جميع الأطراف، ولا سيما الأشقاء في فلسطين، لوضع حد للمعاناة التي يعيشها سكان القطاع.
وأضاف مسلم، في لقاء على قناة سكاي نيوز اليوم، أن هناك موافقة عامة من مختلف الدول، سواء الإسلامية أو العربية أو الأوروبية، على خطة الرئيس ترامب، مشيرًا إلى أن الوسطاء بين حماس وإسرائيل يبدون موافقة أيضًا، لافتًا إلى أن "المشكلة تبقى في التفاصيل وبعض المناورات سواء الإسرائيلية أو الحمساوية لتحقيق أكبر قدر من المكاسب".
وأوضح أن الدافع وراء سعي الرئيس ترامب لإنهاء هذه الحرب يتمثل في حالة العزلة الدولية التي تعيشها إسرائيل حاليًا، والموقف الدولي المندد باستمرار العدوان، إلى جانب سعي ترامب للحصول على جائزة نوبل للسلام.
وأكد الدكتور مسلم على وجوب استثمار حركة حماس والفلسطينيين لهذه الفرصة لإنهاء الحرب التي "دمرت وفقًا لكافة المنظمات الدولية نحو 90% من البنية الأساسية في غزة، وتسببت في مقتل عشرات الآلاف من الشهداء"، داعيًا جميع الفصائل الفلسطينية إلى التجاوب مع المحادثات بإيجابية، وإعادة وحدة الصف بينهم للوصول إلى موقف موحد، مؤكدًا أن "المناورات لن تجدي مع الرئيس ترامب الحاسم والجاد في إنهاء هذه الصفقة".
وأضاف مسلم أن "حماس تدرك أن الظروف تغيرت، وأن الداعم الرئيسي لها، إيران، يواجه محنة حاليًا، كما أن الأذرع الإيرانية الأخرى في لبنان وسوريا تراجعت ولم تعد كما كانت"، معتبرًا أن "كل هذه الأجواء تؤكد أن حماس تكاد تكون وحيدة في هذه الحرب الآن، بخلاف ما كانت عليه في 7 أكتوبر 2023".
وأشار إلى أن هناك تراجعًا كبيرًا في شعبية حماس بسبب الأوضاع المأساوية التي يعيشها سكان غزة، وأن الحركة في مأزق حقيقي إذا رفضت خطة ترامب بشكل أو بآخر، مؤكدًا في الوقت ذاته أن هناك أيضًا تراجعًا في شعبية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث تطالب نسبة كبيرة من الإسرائيليين بإنهاء الحرب وإقالته من الحكومة.
وفي ما يتعلق بمستقبل غزة، أوضح مسلم أنه تم الإعلان في قمة القاهرة أن حماس ستكون خارج إدارة القطاع في اليوم التالي لوقف الحرب، مرجحًا إمكانية التوصل إلى حل وسط يتمثل في تسليم السلاح إلى السلطة الفلسطينية أو إلى الدولة المصرية، لكنه شدد على أن ذلك "مشروط بإنهاء الحرب وانسحاب إسرائيل، لأنه لن يقبل أحد أن تظل إسرائيل داخل غزة".
وشدد مسلم على أن القضية الفلسطينية حاضرة دائمًا على أجندة مباحثات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مؤكدًا أن مصر هي الدولة التي أحبطت مشروع التهجير القسري لأهالي غزة، كما أنها من أكثر الدول التي قدمت مساعدات إنسانية للقطاع رغم ظروفها الاقتصادية الصعبة، ولم تتخلّ يومًا عن دعم القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.