ميركل: قبل الحرب سعيت إلى حوار أوثق مع بوتين لكن دول البلطيق وبولندا رفضت

المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل
المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل
نشر في: الإثنين 6 أكتوبر 2025 - 11:17 م
بودابست (د ب أ)

كشفت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل أنها ترغب قبل وقوع الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير 2022، في إقامة حوار أوثق بين الاتحاد الأوروبي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وفي حوار مع بوابة "بارتيزان" الإخبارية المجرية، قالت ميركل إنها كانت تسعى آنذاك بالتعاون مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى إنشاء صيغة جديدة للحوار في صيف عام 2021، "بحيث نتحدث مع بوتين بشكل مباشر كاتحاد أوروبي".

وأضافت السياسية المنتمية إلى حزب المستشار فريدريش ميرتس، المسيحي الديمقراطي أنها شعرت في ذلك الوقت بأن "اتفاقية مينسك لم تعد تُؤخذ على محمل الجد".

ورأت ميركل أن التفاوض على اتفاق مينسك كان خطوة صحيحة، "لكن جائحة كورونا لم تتح لنا أية إمكانية للتحدث بشكل مباشر مع بوتين، وكان لهذا وقع سيء للغاية بالنسبة للتطورات اللاحقة".

يُذكر أن اتفاق مينسك تم التوصل إليه عام 2015 بهدف إنهاء المعارك الدائرة في شرق أوكرانيا آنذاك.

وأشارت ميركل إلى أن فكرة عقد محادثات مباشرة بين الاتحاد الأوروبي وبوتين " لم تلق دعمًا من بعض الأطراف، وخاصة من دول البلطيق، وكذلك من بولندا لأنها كانت تخشى ألا ننتهج سياسة مشتركة تجاه روسيا".

وتابعت:" رأيي كان أننا يجب أن نعمل على انتهاج سياسة مشتركة، لكن هذا لم يحدث، ثم غادرتُ المنصب، وبعد ذلك بدأ عدوان بوتين. واليوم لن يكون بمقدورنا أن نوضح ما الذي كان سيحدث لو حدث هذا".

من جانبه، رفض وزير خارجية إستونيا مارجوس تساخنا تصريحات ميركل، واصفًا إياها بأنها "وقحة وغير صحيحة"، وقال في بيان صادر عن وزارة الخارجية في تالين إن السبب الحقيقي "وراء العدوان الروسي الشامل هو عدم قدرة بوتين على تقبّل انهيار الاتحاد السوفييتي، إلى جانب الرغبة السابقة لدى الدول الغربية في التفاوض معه وتجاهل أفعاله".

ورأى الوزير الإستوني أن حروبا سابقة مثل حرب جورجيا عام 2008، وضم شبه جزيرة القرم عام 2014، لم تلق ردود فعل قوية من جانب الغرب.

وقال تساخنا: "في منطقتنا، تم التعرف على الطبيعة الحقيقية لروسيا مبكرًا، وتم التحذير من الأخطار القادمة منها، لكن الغالبية العظمى من دول الغرب فضلت تجاهل ذلك"، واتهم الوزير الإستوني ألمانيا تحت قيادة ميركل بسوء تقدير تبعات التعاون الاقتصادي مع روسيا، وبأنها أسهمت في بقاء أوروبا معتمدة على الطاقة الروسية من خلال فتح مشروع خط أنابيب الغاز "نورد ستريم".

وفي ذات السياق، قوبلت تصريحات ميركل بانتقادات أيضا من جانب لاتفيا وليتوانيا، وكان صحفي من البوابة المجرية أجرى المقابلة مع ميركل ونشرها قبل بضعة أيام على الإنترنت. وكانت ميركل زارت العاصمة المجرية بودابست في مطلع الشهر الجاري للترويج للنسخة المجرية من مذكراتها.

وقالت متحدثة باسم ميركل اليوم الاثنين إن تصريحات المستشارة السابقة "ليست جديدة"، مشيرة إلى أنها كانت قد تحدثت في يونيو 2022 بنفس الشكل تقريبًا عن الوضع الذي كان قائما في يونيو 2021، لكنها لم تذكر آنذاك موقف دول البلطيق وبولندا من الحوار مع بوتين.

قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك

بوابة الشروق 2025 - جميع الحقوق محفوظة