قال الدكتور هشام الليثي، رئيس قطاع حفظ وتسجيل الآثار بالمجلس الأعلى للآثار، إن مصر كانت دائما مؤثرة في العالم أكثر مما تتأثر به، مشيرا إلى أن التاريخ أثبت أن مصر حافظت على هويتها الثقافية رغم مراحل الاحتلال المختلفة، مثل الإنجليزي والفرنسي، ولم تتغير جوهريا بفعل أي ثقافة غريبة.
وأضاف الليثي، في تصريحات لـ "الشروق": "حتى اللغة الأساسية لم تتغير خلال الاحتلال، بينما تأثير مصر على العالم واضح في كل مكان، من خلال ما يعرف بـ (إجيبتيونيم)، والرموز والزخارف المصرية الموجودة في المباني الأوروبية بلندن وأمريكا، وغيرها من الدول التي اعتمدت على الفن المصري في تصميماتها".
وأوضح الليثي، أن المؤتمر المقام بالجامعة الأمريكية تحت عنوان "التبادل الثقافي في مصر عبر العصور" يوضح كيف أثرت مصر في العالم عبر التاريخ، سواء من خلال التجارة أو الفن أو الثقافة.
وتابع: "التبادل التجاري بين مصر والدول الأخرى مستمر منذ القدم، ويظهر في الفخار والنماذج الفنية، وفي النصوص التاريخية التي توثق العلاقات بين الشعوب، وحتى في التبادل الإغريقي المصري".
وأشار إلى أن موقع مصر الجغرافي المميز جعلها دائما مركزا للتجارة والعلاقات الدولية، مؤكدا أن العالم كان يسعى للتقرب من مصر لهذا الغرض، مضيفا: "رحلات مثل رحلة الملكة حتشبسوت جلبت مواد ومنتجات لم تكن موجودة في مصر، ما يعكس حجم التبادل التجاري والثقافي، ويثبت أن مصر كانت ولا تزال بؤرة عالمية للتجارة والثقافة".
واختتم الدكتور الليثي، تصريحاته، بالتأكيد على أن دراسة تاريخ التبادل الثقافي المصري تساعد في فهم مكانة مصر العالمية، لافتا إلى أن هذا التبادل أظهر قدرة مصر على التأثير في العالم عبر العصور، وجعلها مصدر إلهام للثقافات الأخرى، وهو ما يؤكده المؤتمر من خلال عرض نماذج أثرية وتاريخية تظهر هذا التأثير المستمر.