أكد المهندس محمد صلاح الدين مصطفى، وزير الدولة للإنتاج الحربي، أن نصر أكتوبر سيظل مصدر فخر واعتزاز لكل مصري، مشيرًا إلى أن روح النصر تلهم أبناء الوزارة لمواصلة العمل والإنتاج للحفاظ على الوطن وصون أمنه القومي، واستكمال مسيرة البناء والتنمية في ظل التحديات الاقتصادية العالمية الراهنة.
تأكيدًا للدور الوطني الذي لعبته وزارة الإنتاج الحربي خلال حرب أكتوبر المجيدة، واستمرارًا لمسيرتها في دعم القوات المسلحة وتلبية متطلباتها من الأسلحة والذخائر والمعدات، مضيفا أنْ الوزارة تواصل أداء رسالتها التاريخية بعد مرور 52 عامًا على معركة الكرامة والعزة، مجسدةً روح العزيمة والإصرار والإرادة التي استلهمها المصريون من نصر أكتوبر العظيم.
وأوضح الوزير أن وزارة الإنتاج الحربي كانت شريكًا أساسيًا في تحقيق نصر أكتوبر 1973، إذ ساهمت شركاتها ومصانعها في دعم القوات المسلحة بالأسلحة والذخائر والمعدات خلال الحرب، حيث واصل العاملون العمل ليلًا ونهارًا لتلبية احتياجات المقاتلين في الجبهة.
وأشار إلى أن هذا الدور التاريخي حظي بتكريم الدولة، حيث منح الرئيس الراحل محمد أنور السادات وزارة الإنتاج الحربي قلادة الجمهورية بموجب القرار الجمهوري رقم (989) لسنة 1975، تقديرًا لما قدمته من خدمات جليلة للوطن خلال الحرب.
واستعرض الوزير مساهمات الشركات التابعة للوزارة في معركة أكتوبر، حيث أنتجت شركة أبي قير للصناعات الهندسية (مصنع 10 الحربي) ذخائر الأسلحة الصغيرة ومعدات التطهير لسلاح الحرب الكيماوية، بينما طورت شركة أبو زعبل للكيماويات المتخصصة (مصنع 18 الحربي) صواريخ إزالة حقول الألغام وفك الطابات، وساهمت شركة هليوبوليس للصناعات الكيماوية (مصنع 81 الحربي) في إنتاج الذخائر المضادة للطائرات والمدفعية، ونجحت شركة حلوان للصناعات الهندسية (مصنع 99 الحربي) في إنتاج ذخائر المدفعية والدبابات والأعيرة الثقيلة والصواريخ “جراد”، فيما دعمت شركة حلوان للأجهزة المعدنية (مصنع 360 الحربي) القوات المسلحة بالألغام المضادة للدبابات وكباري المواصلات، وأنتجت شركة حلوان للآلات والمعدات (مصنع 999 الحربي) مدافع الهاون التي استخدمت خلال عبور قناة السويس.
وأكد وزير الدولة للإنتاج الحربي أن الوزارة مستمرة في تطوير الصناعات الدفاعية وتوطين أحدث تكنولوجيات التصنيع العسكري تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية، مشيرًا إلى أن السنوات الأخيرة شهدت تصنيع منتجات عسكرية متطورة بعقول وأيدي مصرية، أبرزها راجمة الصواريخ "رعد 200"، والمركبة المدرعة "سينا 200"، والصلب المدرع، والرشاش متعدد الأغراض.
وأضاف أن الوزارة نجحت في توطين تكنولوجيا إنتاج الصلب المدرع داخل شركة أبو زعبل للصناعات الهندسية (مصنع 100 الحربي)، لتصبح الوحدة الإنتاجية الوحيدة من نوعها في الشرق الأوسط، ما أسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي من هذا المنتج الاستراتيجي وتوفير العملة الأجنبية.
وأشار الوزير إلى أن منظومة الإنتاج الحربي باتت اليوم أكثر تكاملًا وتطورًا من خلال شركاتها ومراكزها البحثية، التي تعمل على توطين التكنولوجيا الحديثة، وتعزيز القدرات التصنيعية للدولة المصرية، ليس فقط في المجال العسكري بل أيضًا في تنفيذ المشروعات القومية وتصنيع منتجات مدنية تلبي احتياجات المواطنين وتدعم الاقتصاد الوطني.
واختتم الوزير تصريحه مؤكدًا أن أبناء وزارة الإنتاج الحربي سيواصلون العمل بإخلاص وتفانٍ في خدمة الوطن، مستلهمين من نصر أكتوبر روح التضحية والعزيمة والإصرار على تحقيق التنمية الشاملة وتعزيز قدرات الدولة المصرية على صنع السلام وصون أمنها القومي.