x قد يعجبك أيضا

في اليوم العالمي لفهد الشيتا.. أسرع حيوان بري في العالم استأنسه الفراعنة

نشر في: الخميس 4 ديسمبر 2025 - 10:54 ص
أدهم السيد

يوافق اليوم الخميس، الموافق ٤ ديسمبر، اليوم العالمي لحيوان الفهد الصياد الشهير بالشيتا، حيث تتم التوعية بأهمية ذلك القط المميز المتربع على عرش أسرع حيوان بري في التاريخ، فرغم سرعته لا يملك عداءً مع البشر الذين رحبوا بتربيته لغرض الصيد ابتداءً من عهود قدماء المصريين حتى عهد الرومان، والعصور الإسلامية.

وتسرد "الشروق"، أهم المعلومات عن فهد الشيتا بين سر سرعته الفائقة، وتاريخ علاقته بالبشر عبر التاريخ، وذلك نقلًا عن: "مجلات ساينس، نيتشر، الفسيولوجيا المقارنة، وكتابي الشيتا بين علم الأحياء والحماية لأكاديميك بريس لندن، والآثار والنقوش العربية لإم ماركتو".

* الفهد وأوصاف مميزة عن القطط

يملك الفهد بين عائلة القطط شكلًا مميزًا؛ إذ يعتبر أصغر عائلة القطط الكبيرة بوزن ٣٥ كيلوجرامًا وطول ١٤٠ سنتيمترًا، وجسم نحيف طويل يتميز بخصر نحيل وعظام رفيعة تخفف من وزنه أثناء الجري، بينما يملك رأسًا صغيرًا وأسنانًا دقيقة مقارنة ببقية القطط لترك مساحة كبيرة للتنفس الذي يحتاجه الفهد أثناء الجري.

ويمكن تمييز الفهد بخطين واضحين على وجهه بين العينين والفم يشبهان الدموع المنهمرة، اللذان يحميان عيني الفهد من آثار الركض السريع، كما يتسم جلد الفهد بالرُّقط السوداء التي تختلف عن رقط النمر التي تشبه شكل الوردة.

* يتفوق على سيارة فيراري في سرعته

يتربع فهد الشيتا منفردًا على عرش أسرع حيوان أرضي بسرعة تبلغ ١١٢ كيلومترًا في الساعة، حيث يقطع الفهد ٥ أمتار في الخطوة الواحدة، بينما يقوم بـ٤ خطوات طويلة تشبه القفز خلال ثانية عند مطاردة الفريسة.

وتستطيع الفهود الوصول لسرعة ٩٧ كيلومترًا بالساعة في ٣ ثوانٍ فقط لتتفوق على معدل تسارع سيارة فيراري للسباقات.

ويوفر جسم الفهد المساعدة اللازمة لجعله أسرع حيوان، حيث يستطيع الفهد أخذ ١٥٠ نفسًا في الدقيقة، بينما ينبض قلبه ١٧٣ نبضة في الدقيقة نفسها، ويتحمل دم الفهد الحرارة العالية الناتجة عن الجري، ويستطيع ضبط حرارته بمجرد الانتهاء من الركض دون أضرار.

كما يملك قدرة عالية على المناورة بذيل طويل يعمل كمقود السيارة ليغير اتجاهه خلال الجري بدرجة تعجز عنها بقية الحيوانات، بينما يحمي تكوين ساقي الفهد من الالتواء عند المناورة، وتعمل مخالب الفهد المستقيمة وكفه قليل الاستدارة في تقوية ثباته على الأرض.

• كيف نهرب من فهد الشيتا؟

رغم صغر حجمه وقلة عدوانيته، يبقى الفهد حيوانًا مفترسًا يملك سرعة فائقة، ولكن ذلك لا يعني استحالة الهروب منه؛ نظرًا لضعف قدرة الفهد على التسلق بعكس بقية القطط، إذ تضعف قوائم الفهد عن التمسك بالأشجار، بينما يخاف الفهد التسلق بسبب مخالبه المفرودة والمعرضة للكسر إذا احتاج القفز من الأشجار.

* ضحية تنمر المفترسات

يتعرض الفهد للتنمر والاعتداء من سائر المفترسات لصغر حجمه، حيث تسرق الأسود والضباع فرائس الفهد، ما يجعله يختار الصيد في النهار تجنبًا للاحتكاك مع المفترسات الأخرى، بينما يتميز بأسنان طواحن حادة تساعده على سرعة الأكل قبل قدوم اللصوص من الحيوانات.

ويملك الفهد رائحة ضعيفة تصعب استدلال المفترسات على مكانه، بينما يستخدم الرقط على جسمه للتخفي في حشائش السافانا.

* الفهد من مملكة تضم أوروبا والدول العربية لأراضٍ ضيقة في إفريقيا

وعانت مملكة الفهود تدهورًا بسبب الإنسان وصيده الجائر، حيث امتدت مملكة فهد الشيتا قديمًا بين إفريقيا والدول العربية والهند وأوروبا؛ ليبدأ بالتراجع خلال العصر الحديث حتى اقتصر وجوده على جنوب وشرق إفريقيا، مع وجود ١٠٠ فهد في صحراء إيران، بينما تظهر بعض الفهود بشكل نادر في دولة العراق التي كانت منتشرة فيها منذ مئات السنين.

* المصريون علموا العالم تربية الفهود

يرجع أقدم تصوير للفهود المستأنسة لحضارة قدماء المصريين في رسومات الدير البحري، التي تصور الفهود المرتدية للطوق والسلسلة مع مالكيها من المربين، لتنتشر هواية تربية الفهود من مصر للشرق الأوسط، حيث استخدمه اليمنيون في عصر الجاهلية للصيد، إذ كانوا يحملون الفهد على ظهر الجمل في مقعد مخصص، بينما يلقونه عند الفريسة في وقت المطاردة.

واشتهر الرومان أيضًا بتربية الفهود التي تواجدت قديمًا في أوروبا، وقد ازدهر استئناس الفهد في العصور الإسلامية، حيث كان بضاعة تجارية ونوعًا من الهدايا بين الملوك، إذ كانت البلدان الإسلامية مصدرًا للفهود المستأنسة لملوك الصين.

* الفهود البرية بريئة من دم الإنسان

تتسابق الحيوانات المفترسة والنباتية أيضًا في معدلات قتل البشر، ولكن الفهد المنتشر في البرية يملك سجلًا نظيفًا دون أي حادثة تُذكر عن قتل أو أذية البشر، بينما الفهود المحبوسة في الأسر قتلت القليل من البشر؛ حيث لقيت سيدة مصرعها في حديقة حيوان في مدينة أنتويرب عام ٢٠٠٧ بهجوم فهد، كما توفي طفل عام ٢٠١٦ بجنوب إفريقيا نتيجة هجوم فهد بحديقة حيوان.

* غير مناسب للأسر

بعكس بقية الحيوانات، تكثر وفيات الفهود عند إبقائها في الحبس، ويحدث ذلك لضعف مناعة الفهد ضد الأمراض وزيادة هرمونات التوتر لديه واللازمة لتحقيق السرعة في الجري، حيث تموت نسبة كبيرة من الفهود بعمر أقل من ٤ سنوات عند الإقامة في الأسر.

قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك

بوابة الشروق 2025 - جميع الحقوق محفوظة