x قد يعجبك أيضا

رئيس جامعة القاهرة السابق: صراع الأصوليات الغربية والإسلامية يهدد استقرار المجتمعات والأمن الدولي

نشر في: السبت 4 أكتوبر 2025 - 12:08 م
عمر فارس

الخشت: تجديد الخطاب الديني مشروع حضاري من أجل نهضة علمية

شارك الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة السابق، في حلقة من برنامج "حديث العرب" المذاع على قناة سكاي نيوز عربية، إذ تناول بالتحليل والنقاش موضوع "تجديد الخطاب الديني.. صراع ثقافي أم مشروع حضاري"، مؤكدًا أنه مشروع حضاري وضرورة ملحة تتواكب مع متغيرات العصر.

وخلال النقاش، أوضح الدكتور الخشت، أن تجديد الخطاب الديني ليس تيارًا مستوردًا من الثقافة الغربية، بل هو تيار أصيل ومتجذر في الحضارة الإسلامية، تعود جذوره إلى عهد الصحابيين الجليلين عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب.

وأشار إلى أن الخطاب الديني التقليدي هو نتاج لظروف وعصور ماضية، ولم يعد قادرًا على تلبية احتياجات العصر الحالي، ما يستدعي تأسيس خطاب ديني جديد يعيد فهم النصوص المقدسة برؤية معاصرة.

وفي تحليله للتحديات الفكرية، أشار الدكتور الخشت، إلى أن فكر المعتزلة، رغم ضرورته في زمانه، لم يعد مناسبًا للواقع الراهن، وكذلك الحال مع فكر الأشعرية.

ولفت إلى أن بعض تيارات الأصولية السياسية السنية استعارت فكرة الإمامة السياسية من المذهب الشيعي، واعتبرتها من أصول الدين، رغم أنها من أبواب الفقه، كذلك تبنت هذه التيارات أسلوب "التقية" والتخفي، و"العمليات الانتحارية"، إلى جانب استعارة نظرية "ولاية الفقيه" في شكل آخر هو الحكم باسم الدين، علاوة على استعارة "العمليات الانتحارية" من حركة الحشاشين.

وأكد الدكتور الخشت، أن صراع الأصوليات القومية في أوروبا، والأصوليات الدينية في العالم الإسلامي، يخدم المتطرفين من جميع الأديان، ويغذي خطاب الكراهية والاستقطاب، ويهدد استقرار المجتمعات والأمن الدولي.

وأشار إلى تصاعد اليمين الشعبوي في الغرب، الذي يستغل الهوية المسيحية أو "القيم التقليدية" ضد المهاجرين والمسلمين بدرجات متفاوتة، موضحًا أن هذا اليمين المتطرف ليس دائمًا دينيًا، بل أقرب إلى التيارات القومية، حتى وإن استعان برموز مسيحية أحيانًا.

وشدد الخشت، على أهمية الاجتهاد في فهم النصوص الدينية، موضحًا أن عددًا كبيرًا من آيات القرآن الكريم يحمل دلالات ومعاني متعددة، ما يفتح المجال واسعًا للتأويل والاجتهاد، على عكس الآيات المحكمات ذات الدلالة القطعية، التي تمثل نسبة أقل.

واعتبر أن هذا التعدد في الدلالات يشكل ثراءً فكريًا يسمح بمرونة في مواكبة تطورات العصر والعلم.

وفي ختام حديثه، أكد الدكتور محمد الخشت، أهمية التفريق بين "المقدس" و"البشري" في الخطاب الديني، داعيًا إلى جهد فكري مستمر لإنتاج خطاب ديني جديد يُعيد إبراز جوهر الإسلام وقيمه السمحة، ويواجه التحديات المعاصرة بوعي وفهم عميق.

 

قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك

بوابة الشروق 2025 - جميع الحقوق محفوظة