x قد يعجبك أيضا

ضحى عاصي: وكالة النجوم البيضاء تقدم فلسفة عن الواقع من خلال رموز السينما

تصوير: إسلام صفوت
تصوير: إسلام صفوت
نشر في: الإثنين 3 نوفمبر 2025 - 10:34 م
آخر تحديث: الإثنين 3 نوفمبر 2025 - 10:36 م
شيماء شناوي

قالت الكاتبة ضحى عاصي إن عمرو العادلي كتب في روايته الأحدث "وكالة النجوم البيضاء " الصادرة عن دار الشروق، عن القهر العظيم بمنتهى اللطف والهدوء، مضيفة: "الكتابة ناعمة ليس فيها ما يخض، لكنه وضع التفاصيل بجانب بعضها فكوَّن نصًا عظيمًا." وأشارت إلى أن شخصية الأب الذي يرسم أفيشات الأفلام جاءت بسيطة وصادقة، موضحة أن الكاتب لم يحاكمها طوال الرواية، بل رسمها ببراعة ضمن منظومة متكاملة لعالم السينما تجمع بين الأب الرسّام والابن عارض الأفلام.

ولفتت إلى أن الرواية قدمت رؤية إنسانية مميزة للعلاقة بين المواطن العربي و"ماما أمريكا" ببساطة وبراءة وربما سذاجة لكنها محسوبة، معتبرة أن الكاتب استطاع أن يقدم فلسفة عن الواقع من خلال رموز السينما.

وقالت إن الرواية انطلقت من عالم السينما لكنها توسعت إلى مناطق إنسانية واجتماعية متعددة، مضيفة: "المفارقات في النص مأخوذة من الحياة ذاتها، فالعالم مليء بالعبث الذي يبدو غريبًا لكنه حقيقي."

جاء ذلك خلال الندوة التي استضافها المركز الثقافي بنادي الرحاب لمناقشة الرواية، بمشاركة عدد من الكتّاب والمثقفين من بينهم: أميرة أبو المجد، مدير النشر والعضو المنتدب لدار الشروق، والدكتورة غادة لبيب، وأشرف العشماوي، ونشوى صلاح، الدكتور جلال الشايب، وعماد العادلي، وسما زيادة، والناشر أحمد شمروخ، والكاتب رامي رأفت، وهدى أبو زيد، ونانسي حبيب، مسؤولة النشر، وعمرو عز الدين، مسؤول التسويق بدار الشروق، على بدوي مدير المركز الثقافي بنادي الرحاب.

في روايته الجديدة، يواصل عمرو العادلي رحلته في استكشاف العوالم المعلقة بين الحلم والواقع، بين الذاكرة التي تأبى الانطفاء، والحاضر الذي يرفض الاعتراف بها. منذ الجملة الأولى على الغلاف — "يفتح الباب، فينسكب ضجيج العالم في صمت دام نصف عمر..." — ندرك أننا أمام نص لا يسعى للحكي بقدر ما يسعى لاستنطاق العزلة، ومساءلة الزمن، واستعادة معنى الانتماء في عالم تغيّر دون أن ينتظر أبطاله.

البطل، الذي كان يومًا «عارض أفلام»، يجد نفسه الآن عالقًا بين شريطين: أحدهما سينمائي يمنح الآخرين الحلم، والآخر حياتيّ يخصه وحده، تلتبس فيه المشاهد فلا يعود يعرف إن كان يتذكّر أم يتخيّل، يعيش أم يمثل. من هنا، تمضي الرواية كرحلة في دهاليز الذاكرة، حيث لا شيء يبدو على حقيقته، وكل ما تبقى هو البحث عن مشهد أخير يعيد التوازن أو يعترف بالضياع.

ببراعة سردية مألوفة لدى العادلي، يتقاطع الواقعي بالمتخيل في بناء يتكئ على منطق السينما، حيث تتكرر اللقطات وتتداخل الأزمنة، ويتحوّل "العقل" و"الجنون" إلى خطين متوازيين لا يُعرف أيهما أقرب إلى الحقيقة.

الرواية ليست مجرد حكاية عن شخص فقد مكانه في العالم، بل عن جيل كامل يحاول أن يجد معنى وسط ضجيج لا يهدأ. فحين "تفشل خرائط الواقع"، كما يقول العادلي، يصبح الخلاص في إعادة رسم العالم عبر الفن، عبر السينما تحديدًا، باعتبارها الذاكرة الأخيرة التي لا تخون.

عمرو العادلي، الذي خبر القصة والرواية معًا، يواصل هنا مشروعه الأدبي الذي يجمع بين العمق النفسي والتأمل الفلسفي. بعد أعمال مثل السيدة الزجاجية ورجال غسان كنفاني ومريم ونيرمين، تأتي هذه الرواية لتؤكد نضج صوته السردي وقدرته على التجريب دون أن يفقد حسّه الإنساني الدافئ.

وأشارت إلى أن شخصية الأب الذي يرسم أفيشات الأفلام جاءت بسيطة وصادقة، موضحة أن الكاتب لم يحاكمها طوال الرواية، بل رسمها ببراعة ضمن منظومة متكاملة لعالم السينما تجمع بين الأب الرسّام والابن عارض الأفلام.

ولفتت إلى أن الرواية قدّمت رؤية إنسانية مميزة للعلاقة بين المواطن العربي و"ماما أمريكا" ببساطة وبراءة وسذاجة محسوبة، معتبرة أن الكاتب استطاع أن يقدّم فلسفة عن الواقع من خلال رموز السينما.

قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك

بوابة الشروق 2025 - جميع الحقوق محفوظة