اللواء طارق حسونة مدير أمن الغربية لـ«الشروق»: المواطن أكبر مساعد للشرطة فى تعقب الإرهابيين - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 2:43 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

اللواء طارق حسونة مدير أمن الغربية لـ«الشروق»: المواطن أكبر مساعد للشرطة فى تعقب الإرهابيين

اللواء طارق حسونة
اللواء طارق حسونة
حوارــ علاء شبل:
نشر في: الجمعة 23 يونيو 2017 - 11:22 ص | آخر تحديث: الجمعة 23 يونيو 2017 - 11:22 ص
• دفن ضحايا تفجير كنيسة مارجرجس من أصعب أيام حياتى.. ومطاردة الإرهابيين لم تشغلنا عن مواجهة الجرائم الجنائية
• خطة محكمة لتأمين المراكز الحيوية.. ومنع الجريمة مسئولية مشتركة بين كل مؤسسات المجتمع
• جرائم القتل بالمحافظة عفوية بسبب جهل استخدام الأسلحة
أكد اللواء طارق حسونة، مدير أمن الغربية، أنه تولى مسئولية الأمن بالمحافظة فى ظروف صعبة، أعقبت حادث تفجير كنيسة مارجرجس بطنطا، مشيرا إلى أنه تسلم مهام منصبه وكله إصرار على الثأر لدماء الشهداء، واستكمال مسيرة سابقيه الذين ضحوا بأوقاتهم وراحتهم وحملوا وما زالوا يحملون أرواحهم على أيديهم.
وأوضح حسونة، فى حوار مع «الشروق»، أن كل حدث إرهابى جبان يزيد من إصرارنا على مجابهة قوى الشر بكل ما أوتينا من قوة وعزم ويقين فى الله، لحماية هذا البلد وأهله الذين يعانون من الإرهاب، وأصبحوا أكبر مساعد للأمن فى تعقب الإرهابيين والتصدى لهم.
وتابع: «بإذن الله سنعبر إلى بر الأمان مهما كلفنا ذلك من دمائنا وأرواحنا، ولن يهدأ لنا بال ولن يغمض لنا جفن إلا بعد القضاء على هؤلاء الخونة والمأجورين الذين فشلوا فى خطتهم القذرة فى ضرب الوحدة الوطنية، وحل الرباط الوثيق بين المسلمين والمسيحيين».
وأضاف مدير الأمن أن رحلة دفن ضحايا تفجير كنيسة مارجرجس وعددهم ٢٧ شخصا، كانت أول اختبار صعب وحقيقى له بعد ساعات من وصوله المحافظة قادما من القاهرة، حيث تبدأ من تأمين خروجهم من المشرحة بجامعة طنطا وسط تجمع غير مسبوق من الأهالى المكلومين، تمهيدا لدفنهم فى الكنيسة، موضحا أن مهمة التأمين واحتواء غضب الأهالى لم تكن سهلة أو هينة فى مثل تلك الظروف، وكان لابد من التعامل بحكمة بالغة مع الموقف وتقدير آلام وفجيعة الأهالى فى مصابهم.
وأشار إلى أنه عقد جلسة مباحثات مع الأنبا بولا، أسقف طنطا وتوابعها، بحضور عدد من القيادات الأمنية واللواء أحمد ضيف صقر، محافظ الغربية، واستجاب الأنبا بولا لاقتراحه باستقبال الجثامين على دفعات كل منها تتكون من ٧ جثامين، تيسيرا لخطة تأمينهم ولتيسير حركة المرور داخل المدينة، لافتا إلى أن ذلك اليوم من أصعب الأيام التى مرت عليه فى حياته، كما رأى ملحمة حقيقية من الحب والتلاحم بين المسلمين والمسيحيين، كانت أكبر رسالة للإرهابيين والمجرمين، أيقن بعدها أنه سيحقق نجاحا فى العمل بالمحافظة التى تتمتع بالتلاحم والحب والإخاء.
وقال حسونة إنه أصدر تعليمات للضباط بضبط النفس لأقصى درجة ممكنة لاحتواء الغضب والتعامل مع الأهالى بحكمة، وهو ما تم تنفيذه بالفعل.
وعن خطته للتأمين بالمحافظة، أكد أنه يعتمد على يقظة رجاله وخبرتهم فى التعامل مع الظروف الصعبة، فضلا عما حققه مديرو الأمن السابقون الذين بذلوا جهودا جبارة فى ظروف صعبة، مضيفا أنه بدأ برسم دقيق وتفصيلى للشوارع المحيطة بالكنائس وأماكن تجمع الأقباط والطرق التى تؤدى لها، كما تم وضع خدمات مستمرة عليها، وإصلاح كل الكاميرات الموجودة على المنشآت الحيوية والتأكد من تشغيلها بدقة، وإلزام أصحاب المحال بتركيب كاميرات والتأكد من عملها لأهميتها، حيث كان لها دور مهم وفعال فى ضبط الجناة بواقعتى مركز تدريب الشرطة وتفجير الكنيسة.
وأضاف أنه وضع خطة محكمة لتأمين المراكز الحيوية التى يتردد عليها المواطنون، مثل مكاتب البريد والبنوك والمدارس والجامعة والكليات والمساجد، مع الالتزام اليومى بالمرور الدورى لمباحث المرور بالشوارع وفحص السيارات والدراجات البخارية، والتأكد من هوية قائديها، وعدم السماح بوجود سيارات فى الأماكن الممنوعة والتعامل الفورى والجاد مع كل البلاغات عن وجود سيارات مجهولة أو موجودة منذ فترة طويلة دون استخدامها، بالإضافة لتكثيف التواجد الأمنى من خلال الكمائن المنتشرة والمتحركة، موضحا أنه حرص على تغيير أماكنها بصفة دائمة وألا تتمركز فى مكان معلوم، كما نشر أرقاما تستخدم للشكاوى والاستغاثات وخطوطا ساخنة للرد على أى بلاغ بالاشتباه فى أى أجسام غريبة.
فى سياق آخر، قال مدير أمن الغربية إن العمليات الإرهابية ومواجهتها لم يؤثر مطلقا على متابعة المجرمين والمسجلين لحفظ أمن المواطن، مشددا على أن رجال الأمن يقظون لمواجهة المجرمين والمسجلين الذين يروعون المواطنين ويحاولون فرض سيطرتهم ونفوذهم، حيث تم خلال الفترة الماضية ضبط أكثر من ٣٨٠ قطعة سلاح و720 قضية إتجار وتعاطى مواد مخدرة و39499 قرصا مخدرا و10كجم هيروين و51 كجم حشيش و200 كجم بانجو وأفيون و21 تشكيلا عصابيا يضم 62 متهما، فضلا عن تحرير نحو ١٨ ألف مخالفة مرورية و٤٥ ألف قضية متنوعة من مخالفات تموينية وجنايات وهاربين من الأحكام.
وأشار إلى مراقبة مواقف السيارات التى يستخدمها البلطجية لفرض رسوم على المواطنين، وكان ينتج عن ذلك مشاجرات عديدة، لافتا إلى أنه تم إحكام السيطرة على تلك المواقف.
وعن الشكاوى الدائمة من اضطهاد رجال شرطة المرافق للباعة الجائلين، أوضح حسونة أنه تجول بنفسه فى الأسواق المشهورة بكل مركز، والتى كانت تغلق الشوارع وتعيق حركة المرور والمواطنين، لافتا إلى أنه استمع للباعة بكل ود وكان الحوار يدور حول ضرورة المواءمة بين ممارسة عملهم وكسب لقمة عيشهم بالحلال وبين الحفاظ على حق المواطن فى المرور بالشوارع والطرقات، وألا يكون تواجدهم عائقا لممارسة المواطن حياته الطبيعية، خاصة أن هناك صعوبات تواجه سيارات الإسعاف والمطافئ للوصول للمصابين والمرضى وأماكن الحريق.
وتابع: «أعتقد أن ذلك أحدث تفاهما بين الباعة ورجال الشرطة، ومن لم يستطع أن يتفهم نتعامل معه فى حدود القانون، مع رفع لواء روح القانون، وأكدت على الضباط تنبيه الباعة أولا ثم التعامل بعد ذلك بالقانون فى حالة الإصرار على المخالفة وانتهاك حرمة الطريق العام، والتأثير على الحالة المرورية».
ونفى مدير الأمن ما تردد عن استفحال جرائم القتل وتنوعها فى المحافظة، مؤكدا أن مواطنى الغربية يتمتعون بطيبة وسماحة كبيرة، ومعظم حوادث القتل تقع بسبب خلافات بسيطة وسوء فهم بين طرفين، علاوة على الجهل بطريقة استخدام الأسلحة، وأضاف: «فى أكثر القضايا لم يقصد الجانى قتل خصمه، ولكنه كان يدفعه عن نفسه أو يحاول تهديده، إلا أن جهل التعامل مع السلاح يؤدى فى النهاية لوقوع الجرائم».
وأكد حسونة أنه يجد تعاونا كبيرا من اللواء أحمد ضيف صقر، محافظ الغربية، خاصة أنه رجل أمنى، ويمتلك حسا أمنيا كبيرا جدا، كما توجد علاقة ود كبيرة بينهما، مشيرا إلى أن ملف إزالة المخالفات والتعديات على أراضى أملاك الدولة، شهد تعاونا كبيرا بينهما، وتم تنفيذ كل القرارات الصادرة بهذا الشأن.
وطالب مدير الأمن وسائل الإعلام المختلفة بتحرى الدقة والموضوعية عند تناول أى حدث، مضيفا: «لا يعقل أن تتحمل الشرطة خطايا المجتمع بأسره، فهناك مسئولية مشتركة بين جميع المؤسسات، لمنع الجريمة والحد منها، ويجب أن يؤدى الجميع دوره، بدءا من التعليم بالمدارس والجامعات والوعاظ فى المساجد والكنائس، وقبل كل ذلك دور الأسرة ومراقبتها أبناءها».
وتابع: «الدور الأمنى يأتى فى المرتبة الأخيرة، بعد فشل كل هذه المؤسسات فى عملها، وعلى رجال الشرطة وقتها تنفيذ القانون على الخارجين عليه، نتيجة سوء التربية والرعاية وعدم نشر الفكر الوسطى وقيم السماحة والإخاء وزرع مبادئ بناء المجتمع، فالجميع يجب أن ينصهر فى بوتقة واحدة تنتج مواطنا شريفا وأمنا نفسيا وبدنيا»، مشيرا إلى ضرورة ضبط ما تقدمه وسائل الإعلام التى تساهم بشكل كبير فى تشكيل العقل المصرى، خاصة الشباب والأطفال، ولفت إلى أهمية الدور الكبير الذى يجب أن تقوم به منظمات المجتمع المدنى والأحزاب السياسية.
وأكد حسونة، فى ختام حديثه، أنه يقف على مسافة واحدة من الجميع، مشددا على أنه لا أحد فوق القانون مهما كان موقعه، وأشار إلى أن مواطنى المحافظة لاحظوا فى الفترة الأخيرة تقلص دور البلطجة والسيطرة على تلك الظاهرة.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك