بين الغرور وانعدام الثقة.. من هو الكاتب الحقيقي برأي أحمد خالد توفيق - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 10:16 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بين الغرور وانعدام الثقة.. من هو الكاتب الحقيقي برأي أحمد خالد توفيق

شيماء شناوي
نشر في: الأربعاء 23 مايو 2018 - 11:36 ص | آخر تحديث: الأربعاء 23 مايو 2018 - 11:36 ص

منذ أن كتب مؤلف مجهول «ملحمة جلجامش» السومرية، في القرن الـ18، ظل التساؤل عن شخصية الكاتب الحقيقي موضع نقاش وتأمل، خاصة مع ازدياد أعداد المؤلفين، وبالتالي صعوبة التفرقة بين الكُتاب الحقيقيين والأدعياء.

وفي كتاب «اللغز وراء السطور» الصادر عن «دار الشروق»، حاول الكاتب أحمد خالد توفيق، الإجابة عن هذا السؤال، في مقالة بعنوان «بين الغرور وانعدام الثقة»؛ الذي تستعرضه «الشروق» في السطور التالية.

قال «توفيق» إن: الكتابة هي عملية نفسية معقدة تتأرجح بين قمة الغرور وقاع انعدام الثقة بالنفس، ولا شك أن عددًا هائلًا من الكتَّاب هم من الشخصيات ثنائية القطبية "Bipolar" التي تمر بحالات رضا عن النفس مذهلة، ثم حالات اكتئاب شديدة، سمعنا مرارًا عن الكاتب الذي يحرق كل أعماله ويوصي ألا يُطبع شيء مما كتبه بعد موته، ولحسن حظنا لا ينفِّذ خلصاؤه هذا».

واستطرد: «لا بد للكاتب أن يُعجَب بأعماله ويستمتع بها، وتُشعره كلماته بحالة من النشوة لا شك فيها، هذا منطقي وعادل، لو لم يُعجَب الكاتب بكتاباته فهو مخادع لنفسه والقراء؛ معناها أنه يبيع خبزًا فاسدًا وهو يعلم ذلك، قد نغفر لبائع الطعام الفاسد الذي يجهل أنه فاسد».

وتابع: «في الوقت نفسه لا بد للكاتب أن يملك قدرًا هائلًا من كراهية النفس وعدم الرضا عنها، وبعض الكتَّاب الذين أعرفهم يتحاشَون قراءة أي حرف كتبوه من قبل؛ لأنه يشعرهم بالضعة والفشل، كيف كتبتُ هذا؟! لماذا لم أُعِد صياغة تلك الفقرة؟! هل كنتُ ثملًا عندما كتبتُ هذه الفقرة السخيفة؟! هناك بندول يتأرجح بلا توقف بين الأحمق المغرور الذي يشعر أن ما يكتبه عبقري، والناقد الصارم شديد القسوة الذي لا يرضيه شيء، من تضخم الناقد عندهم توقفوا عن الكتابة، ومن تضخم الأحمق عندهم تدهوروا وفسد ما يكتبون، عملية معقدة قريبة من الجنون فعلًا».

واختتم حديثه، قائلا: «بعض النقد يكون قاسيًا جدًّا، وبعض القراء لا يرحمون؛ كأنهم لن يشعروا بالرضا ما لم تنطفئ الشمعة، لكن الكاتب الحقيقي لا يتوقف أبدًا، قد يتوقف عن النشر لكنه لا يتوقف عن الكتابة؛ لأن الأمر يتجاوز إرادته، لا تستطيع النحلة التوقف عن إنتاج العسل مهما تلقَّت من نقد».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك