أشاد السفير الألمانى في القاهرة، «يوليوس جيورج لوي»، بمستوى تطور العلاقات الثنائية بين بلاده ومصر على كافة الأصعدة، معتبرا أن تلك العلاقات واستمرار تحسينها وتطورها أولوية بالنسبة لألمانيا.
وأوضح «لوي»، خلال لقاء مع عدد محدود من الصحفيين، في مقر إقامته بالقاهرة، أن الاقتصاد المصري يشهد تحسنا ملحوظا في السنوات الأخيرة، وذلك بفضل حزمة الإصلاحات التي اتخذتها الحكومة المصرية، معتبرا أن الاستمرار في تلك الإصلاحات هام جدا بالنسبة للاقتصاد المصري حتى يتمكن الاقتصاد المصري من تحقيق نسبة النمو المرجوة وهى 7.5%، مشيرا إلى أن القرارات المتعلقة بالإصلاح الاقتصادى التى اتخذها الرئيس عبد الفتاح السيسى، شجاعة للغاية سواء فيما يتعلق بتعويم الجنيه أو خفض الدعم.
وأشاد السفير الألمانى بالتعاون الاقتصادى بين مصر وألمانيا، مشيرا إلى الدعم الألماني لمصر في هذا الصدد حيث تعد ألمانيا بين أكبر المساهمين في القرض الذى قدمه صندوق النقد الدولي لمصر، فضلا عن تقديم بلاده دعم مباشر للقاهرة، على صعيد العلاقات الثنائية بين البلدين، بلغ 500 مليون دولار.
ولفت إلى ضرورة مواصلة الإصلاحات الاقتصادية مع إجراء إصلاحات هيكلية فى بنية الإقتصاد المصرى وضرورة دعم وتشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة وإزالة العقبات أمامها لأنه المجال الأهم فى التنمية والذى يخلق فرص عمل جديدة.
وأضاف أن حجم الدعم الألمانى للمشاريع الحالية فى مصر بلغ 1.6 مليار يورو في هيئة منح وقروض، وهى المشروعات التى تركز في المقام الأول على الطاقة المتجددة واقتصادات المياه والقطاع الخاص، وكذلك دعم التعليم الفني لتأهيل الطلاب في مرحلة ما بعد التعليم الجامعى من أجل تأهيل كوادر فنية تلبى احتياجات سوق العمل.
ونوه لوي، إلى زيادة نسبة السياحة الألمانية في مصر حيث وصلت إلى 14% من إجمالى السياحة الحالية فى منطقة البحر الأحمر، مشيرا إلى أن نسبة السياحة الألمانية خلال يناير وفبراير الماضي بلغ زيادة قدرها 59% مقارنة بالفترات السابقة.
وأشار إلى أن نمو التبادل التجارى بين البلدين يبلغ حجمه حاليا 6 مليارات يورو سنويا، لافتا إلى أن الاستثمارات الألمانية فى مصر خلقت 22 ألف فرصة عمل.
وخلال اللقاء تحدث السفير الألمانى عن مشكلة الزيادة السكانية، مشيرا إلى أن مصر تشهد معدل نمو سكانى «مخيف» يقدر بين 2 و2.5 مليون سنويا وهو ما يشكل إرهاقا على الاقتصاد والبنية التحتية ومرافق الدولة، مشيرا إلى أن هذه المشكلة لا يتم التعامل معها بالاهتمام الواجب، لكن من اللافت أن الرئيس السيسى تحدث عنها مرارا.
وكشف السفير الألمانى عن لقاء مقرر فى أكتوبر الجارى بين وزير التعاون الاقتصادى الألمانى «ميلر» ووزيرة التعاون الدولى سحر نصر ، وذلك فى إطار اجتماع اللجنة الوزارية العليا للتعاون الاقتصادى بين البلدين، والتى يتم خلاله مناقشة برامج التعاون الاقتصادى والاتفاق على مبالغ دعم جديدة.
وأشار إلى اهتمام المسؤولين فى الجانب الألمانى بزيارة مصر بشكل مستمر حيث من المقرر أن يصل اليوم الأربعاء، «فولكر كاودر» زعيم الأغلبية فى البرلمان الألماني الذى يترأس كتلة الاتحاد الديمقراطى المسيحى، وهو صديق قديم لمصر ويهتم بتطوير وتقوية العلاقات بين البلدين، كما أنه من المقربين من المستشارة الألمانية «أنجيلا ميركل» ويتمتع بتأثير سياسى قوى ويسعى دائما لاستخدام هذا التأثير لصالح العلاقات بين البلدين.
وخلال الأسبوع الجاري أيضا يزور القاهرة النائب «ألكسندر رضوان»، وهو مصري ألماني، وتنصب اهتماماته على المجال الاقتصادى، أما فى نهاية أبريل الماضي زار 3 من أعضاء البرلمان الألمانى مصر لحضور التجمع البرلمانى من أجل المتوسط.