«حقنة وسرير وكيس دم».. المستحيلات الثلاثة فى المستشفيات الحكومية - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 6:11 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«حقنة وسرير وكيس دم».. المستحيلات الثلاثة فى المستشفيات الحكومية

كتبت ــ أسماء سرور وأحمد إسكندر:
نشر في: الجمعة 23 فبراير 2018 - 4:01 م | آخر تحديث: الجمعة 23 فبراير 2018 - 4:01 م

«الصحة»: إذا وجد نقص فى الأدوية فسيكون بسبب خطأ بشرى.. ومصدر مسئول بـ«الوزارة»: لدينا مخزون استراتيجى لثلاثة أعوام مقبلة

سيد: لم أجد أجهزة لإجراء الأشعة.. واستفادتى الوحيدة «كبسولات مضاد حيوى».. ومصاب بغيبوبة تليف كبدى: لم أجد سريرا للاستلقاء عليه.. وجابر: اشتريت الخيط والشاش من الصيدلية

عبده: انتظرت ساعة لإجراء الكشف على والدتى المصابة بغيبوبة تليف كبدى لأن الطبيب كان نائما فى الاستراحة

يعانى المرضى فى المستشفيات الحكومية من العديد من الأزمات التى تواجههم داخل المستشفيات تتمثل فى نقص الأدوية بها، حيث لا تتوافر الأشياء الرئيسية كـ«السرنجات والشاش»، ولا الضرورية كأكياس الدم لمواجهة الحالات الطارئة والخطرة، إضافة إلى عدم وجود أسرة لاستقبالهم، أو أطباء لإجراء الكشف الطبى عليهم.

فى مدخل مستشفى بولاق العام وقف سيد محمود عامل يعانى من ألم فى الظهر لإجراء الكشف وتلقى العلاج، ولم يجد سوى المعاملة السيئة، وقال سيد: «الطبيب النوبتجى، اكد لى أنه لابد من عمل إشاعة لاحتمال أن أكون مريض بانزلاق غضروفى ولم تكن متوفرة فى المستشفى أى أجهزة أشعة، ولم استفيد سوى ببعض كبسولات مضاد حيوى».

وإلى جانب محمود جلس محسن صابر، مسن يبلغ 66 عاما، مصاب بغيبوبة تليف كبدى ذهب إلى المستشفى العام والذى لم يكن يوجد فيه أسرة كافية لأن يستلقى عليها، وذكر نجله: «والدى أصيب بغيبوبة أثناء العمل فلم يكن بوسعنا سوى الذهاب إلى المستشفى العام لضعف حالتنا المادية، ولم نجد مكان لوضع والدى عليه، سوى مبنى من الخرسانة الإسمنتية لحين العرض على الطبيب، وبعد إجراء الكشف الطبى استفاق والدى، وطلب الطبيب بعض الأدوية من خارج المستشفى لعدم توافرها فى الوقت الحالى.

وفى سياق متصل قال أحمد جابر، شاب عشرينى: «أصيبت بجرح فى ذراعى نتيجة تعرضى لحادث، واتجهت عقبها مباشرة إلى مستشفى بولاق العام فلم أجد من يستقبلنى، وحينما أتى الطبيب لم يفعل شىء سوى ربط الجرح، وطالبنى بأن اذهب إلى الصيدلية لشراء خيط وشاش لأنها غير متوفرة بالمستشفى، وبعد خياطة الجرح أوصى بأدوية، وطالبنى بإحضارها من خارج المستشفى أيضا».

الوضع فى مستشفى الزقازيق لم يكن أحسن حالا عن مستشفى بولاق، فحين أصيبت مسنة تبلغ 64 عاما، بجرح فى المرىء، والذى أدى إلى تقيؤها كميات كبيرة من الدم، واتجهت إلى طوارئ المستشفى لم تجد بها سوى الأمن فقط.
وقال نجلها محمد عبده: «والدتى أصيبت فجأة وتقيأت دم، إذ أنها مسنة وتعانى من مرض الكبد فأسرعت بالذهاب إلى المستشفى الزقازيق الجامعى وأثناء تواجدى فى قسم الطوارئ لم اجد سريرا لوضع أمى عليه، وبقيت أنا وأخى نتناوب على حملها».

وتابع: «لم ألقى من الممرضين الموجودين سوى الإهمال والمعاملة السيئة، وهم من قاموا بفحص والدتى لأن الأطباء لم يكونوا موجودين، وأحدهم كان نائما فى غرقة الاستراحة ووضع الكراسى خلف الباب لمنع دخول أحد عليه، ومرت ساعة بدون وجود طبيب لكى يعالج والدتى وهى تنزف الدماء».

وأكمل: «بعدما استفاق الطبيب من نومه، فحص حالتها وأوصى بوضع محلول دم لوالدتى، ولم يكن موجودا بالمستشفى فاضطررت للبحث عنه بالخارج، وبعد انتهاء المحلول طالبنى بالذهاب إلى مستشفى أخرى بعد انتهاء المحلول لعدم وجود أسرة كافية ورغم الإلحاح عليه لإبقائها إلا أنه رفض وتم طرد أمى».

وذكر محمود عادل شاب ثلاثيين أنه يعانى من آلام فى الأذن، وأنه اتجه إلى مستشفى فاقوس المركزى، وأخبره الطبيب بأنه يحتاج إلى إجراء عملية، متابعا: «اتجهت إلى مستشفى الزقازيق وبقيت منتظرا من الـ8 صباحا حتى الثانية ظهرا بسبب عدم وجود الطبب، وبالفعل أجريت العملية، ولكنها لم تنجح، فاضطررت للذهاب إلى مستشفى خاص.

«الشروق» حملت روايات وحكايات المواطنين ونقلتها لوزارة الصحة التى نفت وجود نقص فى الأدوية والمستلزمات الطبية بمستشفياتها، مؤكدة أنه إذا وجد ذلك فسيكون بسبب خطأ بشرى.

وشدد مصدر مسئول بوزارة الصحة لـ«الشروق»، على عدم وجود نقص فى أدوية أو مستلزمات المستشفيات، مشيرا إلى أنه يتم الصرف لجميع المديريات والقطاعات طبقا للاحتياج، وأنه يوجد مخزون استراتيجى احتياطى يتم الصرف منه عند الضرورة، مطالبا بتحديد المستشفى الذى يعانى من نقص.

وذكر المصدر أن الوزارة استطاعت توفير جميع احتياجاتها سواء من الأجهزة أو المستلزمات الطبية، خاصة للمستشفيات الجديدة التى يتم افتتاحها، من خلال الشراء المجمع، وأن الوزارة أصبح لديها الآن مخزون استراتيجى طبى لمدة تتراوح من 2 إلى 3 أعوام مقبلة.

وتابع المصدر: «إذا وُجد نقص فإن السبب هو العامل البشرى، وعدم إبلاغ الوزارة قبل انتهاء مخزون المستشفى بوقت كافٍ، وليس نقصا فى المستلزمات»، موضحا انخفاض عدد نواقص الادوية فى الصيدليات، وأن إدارة الصيدلة استحدثت نظاما جديدا للتنبؤ المبكر بنواقص الدواء والذى تم تفعيله بعد مكينة الإدارة، لاتخاذ الإجراءات اللازمة عند رصد مؤشرات النقص فى أى دواء.

وأضاف المصدر، أن وزير الصحة أحمد عماد وجه بشراء 8 أدوية مستوردة كانت ناقصة فى الأسواق، منهم 5 أدوية أورام ودواء للأمراض النفسية، وآخر للشلل الرعاش وعقار هرمونى، مؤكدا أن قائمة النواقص فى انخفاض مستمر.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك