«لا يفوقه فى التنظيم وحسن الوضع والعمارة إلا قليل»، بتلك الكلمات وصف على باشا مبارك مسجد السيد البدوى فى كتابه الخطط التوفيقية، والموجود فى مدينة طنطا بمحافظة الغربية، والذى يعتبر أحد أشهر المساجد الصوفية فى مصر، ويقصده الآلاف، خصوصا فى الاحتفال بمولد صاحب المقام الموجود فى المسجد.
يعد أحمد البدوى أحد أقطاب الولاية الأربعة لدى الصوفية، والمعروف بـ«شيخ العرب»، وعقب وفاته فى عام 1276 ميلاديا بمدينة طنطا فى محافظة الغربية خلفه من بعده تلميذه عبدالعال، وبنى مسجده.
أسس المسجد فى البداية على شكل خلوة كبيرة بجوار القبر، قبل أن تتحول إلى زاوية للمريدين، حتى بنى على بك الكبير المسجد والقباب والمقصورة النحاسية حول الضريح، وأوقف لها الأوقاف للإنفاق على المسجد أثناء انفصاله عن الدولة العثمانية وقت حكمه مصر، ليصبح أكبر مساجد طنطا.
شهد المسجد منذ تأسيسه عمليات إصلاح وتوسعة كان أبرزها فى المئذنتين الكبيرتين فى الجهة الأمامية للمسجد التى تم بناؤها فى عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، كما تم تجديده عام 2005 ميلاديا بقيمة 17 مليون جنيه، وتم عمل الأرضية المواجهة للمسجد من الرخام اللامع، كما تم ترميم المسجد بالكامل للحفاظ عليه كأحد أشهر الآثار الدينية.
تظهر الزخارف الإسلامية والزجاج الملون فى جميع جوانب وأركان المسجد العلوية، إضافة إلى الأعمدة الكثيرة الموجودة به على الطراز الإسلامى، ويمتاز المسجد بالنجفة النحاسية الضخمة الموجودة فى منتصفه.
يعتبر الاحتفال بمولد السيد البدوى من أكبر الاحتفالات الدينية فى مصر فى شهر أكتوبر من كل عام، والتى تشهد مشاركة نحو 67 طريقة صوفية، ويستمر لمدة أسبوع، وسط إقبال كبير من أتباع الطرق الصوفية من كل المحافظات، كما يقام للبدوى احتفال آخر لمدة أسبوع أيضا يعرف بالمولد الرجبى، فى النصف الأول من شهر إبريل من كل عام.