البقشيش.. عادة مربحة وتاريخ أسود - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 7:58 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

البقشيش.. عادة مربحة وتاريخ أسود


نشر في: الأحد 22 يناير 2017 - 9:40 م | آخر تحديث: الأحد 22 يناير 2017 - 9:40 م
«اقتصاد البقشيش»، تقرأ وتعايش هذه الكلمة التى تتعدد تمثيلاتها يوميا مؤكدة كيف أصبحت فريضة وأمرا واقعا، دون أن تتخيل أن لها هذا التاريخ من الذل، بدأته الدولة العنصرية الأكبر فى العالم، قبل أكثر من قرنين.

البقشيش لغة التواصل الحتمية بينك وبين النادل والسائق، ومصفف الشعر، وحارس العقار، وشرطى المرور، والموظف الحكومى وآخرين، للسير فى هذا العالم، كانت تعنى قبيل الحرب الأهلية الأمريكية أن من يتلقونها من العبيد؛ ما دفع أصحاب المطاعم إلى التقدم بعريضة وافقت عليها الحكومة الأمريكية فيما بعد من أجل إلغاء إلزامية دفع البقشيش لقاء خدمة النادل، وترك الأمر لرغبة الزبائن، لأن هذا المبلغ الصغير كان يعنى أن العمال كانوا عبيدا.

انتهت الحرب الأهلية، وتبنت الولايات المتحدة شعارات الاندماج والمساواة، لكن ذلك لم يغير كثيرا فى أمر البقشيش، الذى فرض وجوده بقوة، وصلت إلى حد التقنين؛ إذا انتصر البقشيش فى نهاية المطاف على جميع النظريات الأخلاقية وتابع مشواره، ليصبح اليوم فى أمريكا من ضمن الإتيكيت الأمريكى فى المطاعم والفنادق، حيث تصل نسبة البقشيش إلى 25 بالمائة من قيمة الفاتورة الاجمالية بعد أن كانت 10 بالمائة فى الأعوام الماضية.

لكن دانى ماير، مؤسس سلسلة برجر Shake Shack، عاود أخيرا طرح التاريخ الجدلى للمشكلة، معلنا أنه يسعى للتخلص تدريجيا من هذه الممارسة فى المطاعم.

وقال ماير: «ليس من المستغرب أن كان معظم الأشخاص الذين يعملون فى وظائف الخدمات والمطاعم وعربات القطار، من الأمريكيين الأفارقة، مضيفا أن هذا الأمر لا يمكن ملاحظته بالقوة ذاتها «فى آسيا أو فى معظم البلدان الأوروبية».

وأوضح ماير أن نظام الأجور فى الولايات المتحدة سيئ للغاية حاليا فى ما يتعلق بغسل الصحون وغير ذلك، كما يحصل النادل «غير الأبيض» على بقشيش من الزبائن أقل من المعتاد.

وجاءت تصريحات دانى ماير بعد أن اتضح فى عام 2015 أن العديد من سلاسل المطاعم فى بريطانيا لا توزع «البقشيش» بالتساوى على موظفيها.

وتتباين بالفعل نسبة وكثافة حضور البقشيش بين الولايات المتحدة ودول أوروبا وعلى رأسها انجلترا المتهم أهلها بالبخل دائما، فيما تحضر مسألة البقشيش فى الصين فى أضيق الحدود، كونها تعادى المبادئ الشيوعية.

أما فى مصر فالبقشيش مهم جدا، وتتراوح نسبته ما بين 5 و15 فى المائة، وعلى الرغم من أن أغلب الفنادق تضيف قيمة الخدمة إلى الفاتورة، إلا أن العاملين ينتظرون البقشيش دائما ويصل الأمر إلى حد الإلحاح!.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك