كيف دفعت صحيفة فرنسية ألفريد نوبل للتكفير عن اختراعاته؟ - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 12:02 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كيف دفعت صحيفة فرنسية ألفريد نوبل للتكفير عن اختراعاته؟

شيماء شناوي:
نشر في: الأحد 21 أكتوبر 2018 - 10:50 ص | آخر تحديث: الأحد 21 أكتوبر 2018 - 1:51 م

تحل اليوم 21 أكتوبر، ذكرى الميلاد الـ185 للعالم السويدي ألفريد نوبل، الملقب بـ«تاجر الموت»، والذي كرس أمواله للتكفير عن اختراعاته الذي ندم عليها في وقت متأخر من حياته.

ولد ألفرد نوبل لأسرة فقيرة في ستوكهولم بالسويد عام 1833، حيث كان والده يعاني من أزمات مالية شديدة، لكن ظروف الأسرة تحسنت بعد أن عمل والده في صناعة أدوات الآلات والمتفجرات، كما اخترع «الخشب الرقائقي» وبدأ بعمل الطوربيدات؛ ما جعل وضع الأسرة المادي أفضل، وانتقلت للعيش في مدينة سانت بطرسبورج بروسيا.

سعى والد «نوبل» لتوفير فرص تعليم أفضل لأبنائه، وورث عنه «نوبل» حب العلم والاهتمام بالتكنولوجيا، وبرع في دراسته خاصة مواد «الكيمياء» و«اللغات» التي كان يتحدث منها (الإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، والروسية) بطلاقة، وعندما أكمل عامه الـ18، سافر «نوبل» إلى الولايات المتحدة لدراسة الكيمياء، وقضى هناك 4 سنوات، حصل فيها على أول براءة اختراع عن «عداد غاز» عام 1857.

عاد «نوبل» إلى السويد مرة أخرى مع أسرته، وكرس نفسه لدراسة المتفجرات وخاصة «الصناعة والاستخدام الآمن للنيتروجليسرين»، حتى استطاع أن يخترع جهاز تفجير، طوره بعد ذلك بعامين ليصبح «كبسولة تفجير».

وفي 3 سبتمبر من 1864، توفي الشقيق الأصغر لنوبل مع 5 أشخاص آخرين، بعدما انفجرت سقيفة كانت تستخدم لإعداد «النيتروجليسرين» في مصنعهم، ثم لحق ذلك حوادث طفيفة أخرى لم يهتم لها «نوبل»، وقام ببناء مصانع أخرى مع التركيز على تحسين استقرار المتفجرات.

اخترع «نوبل» الديناميت عام 1867، وحصل على براءة اختراع «الديناميت» والذي بدأ يستخدم على نطاق عالمي واسع في مجال التعدين وبناء شبكات النقل، وأراد «نوبل» أن يسمي اختراعه «مسحوق السلامة نوبل» لكي يخفف من السمعة غير الطيبة لمصانعه، لكنه أحجم عن ذلك وأسماه «الديناميت»، في إشارة إلى كلمة يونانية تعني «السلطة».

اخترع «نوبل» بعد ذلك «الجلجنيت»، وهي مادة أكثر استقرارا وقوة من الديناميت، ثم حصل على براءة اختراع «الباللستيت»، وهي مادة رائدة من الكوردايت، والتي لاتزال تستخدم في صناعة الصواريخ، كما استطاع بناء شبكة ضخمة تتكون من 90 مصنعًا للمتفجرات حول العالم؛ لتصنيع المتفجرات والذخائر، وأصبح من أغنى الأشخاص في العالم؛ بسبب زيادة الطلب على الديناميت والمتفجرات لأعمال خاصة بالبناء والتشييد.

عاش «نوبل» عمره وحيدًا ولم يتزوج، وكان يعاني من حالات اكتئاب، وخلال حياته أصدر 350 براءة اختراع دوليا.

في عام 1888، توفي شقيق نوبل «لودفيج» أثناء زيارته لمدينة كان، وقامت صحيفة فرنسية بنشر نعي لألفرد نوبل عن طريق الخطأ، وتم التنديد به لاختراعه الديناميت، وتمت كتابة النعي بجملة «تاجر الموت ميت»، شعر «نوبل» بخيبة أمل مما قرأه، وارتابه القلق بشأن ذكراه بعد موته وبنظرة الناس لتاريخه.

كان لذلك الحادث تأثير كبير على «نوبل»، وفي 27 نوفمبر 1895، وقع وصيته الأخيرة لدى النادي السويدي النرويجي في باريس، مكرسا الجزء الأكبر من شركته لتأسيس جوائز «نوبل» التي تمنح سنويا دون تمييز لجنسية الفائز، وتمنح الثلاثة جوائز الأولى في العلوم الطبيعية والكيمياء والعلوم الطبية أو علم وظائف الأعضاء، وتمنح الجائزة الرابعة للأعمال الأدبية «في اتجاه مثالي»، والجائزة الخامسة تمنح للشخص أو المجتمع الذي يقوم بأكبر خدمة للسلام الدولي، كالحد من الجيوش، أو في إنشاء أو تعزيز مؤتمرات السلام.

توفي «نوبل» في منزله جراء نزيف دماغي سنة 1896، ودفن في ستوكهولم.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك