نحت الألباستر.. وصية الفراعنة لأبناء البر الغربي - بوابة الشروق
الخميس 9 مايو 2024 4:15 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

نحت الألباستر.. وصية الفراعنة لأبناء البر الغربي

ساعات أو أيام أو أسابيع يمكن أن يستغرقها فنانو صناعة الألباستر من أجل أن يخرجوا تمثالا واحدا
ساعات أو أيام أو أسابيع يمكن أن يستغرقها فنانو صناعة الألباستر من أجل أن يخرجوا تمثالا واحدا
كتب: معتز سليمان
نشر في: الثلاثاء 21 يوليه 2015 - 4:05 م | آخر تحديث: الثلاثاء 21 يوليه 2015 - 4:31 م

أزميل ومبرد ومنشار ودبورة (شاكوش)، هذا كل ما يحتاجه صانع الألباستر ليصنع تمثالا لإله أو ملك فرعوني، بجلسته القرفصاء أمام قطعة الألباستر أو الجرانيت استطاع أن يحافظ على تراث الأجداد.

ساعات أو أيام أو أسابيع يمكن أن يستغرقها فنانو صناعة الألباستر من أجل أن يخرجوا تمثالا واحدا، وكأنها قطعة طبق الأصل من التماثيل الموجودة في معبد الكرنك أو المتحف المصري أو على جدران المعابد، لاشيء صعب بين أيدهم؛ فبحرفية متقنة وصبر وفن بديع يصنع ملايين التماثيل من الألباستر لكي تجوب العالم في أيدي مرتادي محافظة الأقصر وزائريها من كل أرجاء العالم.

يعتبر فن الألباستر من الفنون التي يشتهر ويتميز بها أهل غرب الأقصر، واستخدم الألباستر قديمًا فى صناعة الأواني التي تقدم فيها المشروبات قربانًا للآلهة فى المعابد القديمة، وفى الحياة كانت تصنع منه أواني العطور والزيوت.

حجر الألباستر يختلف ألوانه من «الأبيض، الوردى، البنى، الرمادى، الأسود والأخضر»، ولكل حجر استخدام، حكى لنا التاريخ حكاياته ومنها استطاع قدماء المصرى ابداع روائع فنية من التماثيل المنحوتة من هذا الحجر لعل أهمها تمثال الملك «بيبى الثانى» وهو جالس على ركبتي أمه بكامل ردائه الملكى، والتمثال محفوظ بمتحف بروكلين بأمريكا.

وفى مجال العمارة استخدم المصرى القديم حجر الألباستر فى عمل الأرضيات التى تعكس أشعة الشمس فتضيف بهاء وقدسية وجمال على المكان.

بالبر الغربى لمدينة الأقصر تتلاصق ورش صناعة الألباستر وعلى الأرض يجلس الفنانون بجوارهم أحيانا السائحين حتى يشهدوا صناعة تمثال طلبوا اقتناءه سواء من الحجر الأبيض أو الأخضر أو الجيري أو حتى الجرانيت والبازلت، كلها مواد خام الألباستر، الحجر الذي يأتي من جبال نجع حمادي وأسيوط.

منافسة دولة مثل الصين لهؤلاء الفنانين لم تفلح وسقطت أمام أيادي محترفة ومتقنة لصناعة تراثها، صنعوها وسط أحضان جبال البر الغربى العتيقة والنظر إلى معابد أجدادهم ومقابرهم، حتى يتسلل إليهم الوحي وكأن كل نظرة منهم إلى المعابد هي حوار بين الأحفاد والأجداد تحمل توصية.

اتقان صناعة تماثيل التاريخ تسعدهم كثيرا، رغم أنهم لايحصلون إلا القليل مقابل القطعة الواحدة التي يمكن أن يمضي في صناعتها العامل يومين، إلا ان شغفه بصناعة قطعة متقنة وانبهار السائحين، هي متعة غير قابلة للتقدير مهما كان الثمن.

 

اقرأ أيضا

بورتريه مشوه لنفرتيتي.. كيف يمكن إنقاذ مصر من التماثيل القبيحة؟ «ملف»

أستاذ بـ«فنون المنيا»: لدينا مئات الفنانين بالكلية والمحافظة تتجاهلهم وتستعين بمقاولين

رئيس قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة: توفير النفقات وراء انتشار التماثيل المشوهة في ميادين مصر

أستاذ نحت: تشكيل لجنة من فنانيين تشكيليين متخصصين لحل فوضى التماثيل المشوهة

القرنة.. مدينة أثرية يمارس أبنائها فن النحت بالوراثة

حكاية أشهر 10 تماثيل بالقاهرة.. من إبراهيم باشا إلى أحمد شوقي

بالصور.. «الشروق» تكشف ما يخفيه ستار تمثال جامعة المنصورة



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك