نادين لبكى قبل إعلان جوائز الأوسكار: السينما وسيلة للتغيير.. ورفضت عروضا للعمل فى هوليود - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 1:10 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

نادين لبكى قبل إعلان جوائز الأوسكار: السينما وسيلة للتغيير.. ورفضت عروضا للعمل فى هوليود

نجلاء سليمان
نشر في: الخميس 21 فبراير 2019 - 6:10 م | آخر تحديث: الخميس 21 فبراير 2019 - 6:12 م

* أتمنى فوز «كفر ناحوم» بجائزة أفضل فيلم أجنبى لإلقاء كلمة هامة عن صناعة الأفلام.. و«زين» سيرافقنى إلى الحفل
* زوجى رهن منزلنا لإنتاج الفيلم دون علمى.. والقصة مستوحاة من أزمة أطفال الشوارع بلبنان


يعيش صناع فيلم «كفر ناحوم» مرحلة من جنى الثمار المهمة، لفيلمهم الذى حقق نجاحات كبيرة على مستوى الجوائز الدولية وقوائم الترشيحات، بدأت بفوزه بجائزة لجنة التحكيم فى مهرجان كان السينمائى، مرورا بالترشح على قوائم البافتا وجولدن جلوب، لكن الحظ لم يحالفه لمواجهته منافسا قويا وهو فيلم «روما» للمخرج المكسيكى ألفونسو كوارون الذى حصد أغلب جوائز السينما هذا الموسم، وكان آخر هذه النجاحات ترشحه ضمن قائمة أوسكار أفضل فيلم ناطق باللغة الأجنبية.
اللبنانية نادين لبكى، مخرجة وكاتبة الفيلم، تنتقل من دولة إلى أخرى خلال الفترة الماضية لحصد نجاح فيلمها، والاستمتاع بردود الفعل الإيجابية، حول قصة الفيلم التى لاقت إعجابا كبيرا من قبل النقاد، وتدور أحداثه حول طفل يبلغ من العمر 12 عاما، شعر بالتجاهل وعدم الاعتناء من قبل أسرته حتى أصبح أحد أطفال الشوارع الذين يلاقون الصعاب يوميا فقرر مقاضاة أبويه على هذا الإهمال.

أجرت لبكى حوارا مع صحيفة الجارديان البريطانية، حول قصة الفيلم، وتأثيره فى الأوساط اللبنانية وعلى مستوى العالم، والصدمة التى أحدثها فيما يخص قضايا أطفال الشوارع والتلميح إلى معاناة أطفال اللاجئين السوريين الذين ليس لديهم أوراق ثبوتية ما يتسبب فى حرمانهم من الخدمات وأبسط مظاهر الحياة.

وقالت المخرجة اللبنانية فى حوارها، إنها استوحت قصة الفيلم من المشاهد اليومية لأطفال الشوارع التى كانت تتعرض لها، وإقامتهم الدائمة على جوانب الطرقات، ورؤيتها لهم يبيعون البضائع لأصحاب السيارات سواء كانت زهورا أو حمولات ثقيلة يصل بعضها إلى حمل أنابيب الغاز، وذات يوم شاهدت طفلا فى منتصف الليل يحاول النوم على كتلة إسمنتية فى منتصف الطريق لكنه لم يستطع، وهنا شعرت بالمسئولية المجتمعية تجاه هؤلاء الأطفال، وفكرت أن الصمت يعد تواطؤا فى هذه الجريمة، فهؤلاء الأطفال فى خطر دائم، وقررت البدء فى البحث أكثر عن حياتهم بمشاركة عدد من الكتاب، وتفقدوا وضع الأطفال فى الأحياء الفقير ومراكز الاتجاز والمحاكم، ومتابعة وضعهم وطريقة حياتهم.

فكرة مقاضاة الآباء لإهمال أبنائهم استلهمتها نادين لبكى عند سؤالها لأحد الأطفال ذات يوم عن شعوره تجاه الحياة التى أجبر عليها، وكان رده مفاجأ لها، حيث ظل يتساءل عن جدوى إنجابه إذا لم يكن سيلقى القدر الكافى من الحب والاهتمام ويتعرض للضرب والإهمال، ففكرت فى أن قصة الفيلم ستكون عن «زين» الذى سيقول لا مزيد من هذه المعاناة، خاصة بعدما علمت بقصة امرأة كان لديها 16 طفلا وتوفى 7 منهم بسبب الإهمال.
«زين الرفاعى» الطفل الذى يقاضى أسرته فى فيلم كفر ناحوم، هو أحد الأطفال الذين ذاقوا تجربة العيش فى الشوارع، وهو لاجئ سورى، اكتشفه أحد أعضاء فريق الفيلم ووجد أنه أكثر غضبا وأكثر حكمة أيضا، لم يذهب إلى المدرسة وكان صغير الحجم بسبب سوء التغذية كما تروى نادين لبكى، ولكنه الآن يعيش فى النرويج مع عائلته، فى حياة مهيئة ويتم تصوير فيلم وثائقى عن وضع حياته الآن.

وعن الصدى الذى أحدثه الفيلم فى لبنان، قالت ناحوم إن ردود الفعل حول «كفر ناحوم» انقسمت إلى نصفين، البعض شعر بالخجل والصدمة، بالطبع كانوا يعرفون وجود هؤلاء الأطفال ولكن أيا منهم لم يكن يعرض إلى أى مدى وصلت هذه المأساة وتدور منافشات جادة حول تغيير الوضع، والبعض الآخر فضلوا الإنكار على الاقتناع بأن مثل هذه الأمور تدور فى بلدهم، فهؤلاء لا يرغبون فى رؤية انعكاس العيوب فى المرآة.

وعن وضع الأفلام فى لبنان، أكدت لبكى على أن الصناعة تواجه أزمات كبيرة، ومن يريد إنتاج فيلم فهو بمفرده فى مهب الريح، وهذه الصعوبات تواجه الجميع رجال ونساء سواسية، لذا كانت الطريقة الوحيدة لإنتاج كفر ناحوم هو أن يتولى زوجها الموسيقار والموزع الموسيقى خالد مزنر إنتاج الفيلم كاملا، واضطر لرهن منزلهما دون إخبارها بالأمر، واستمر التصوير لمدة 6 أشهر فى ظروف استثنائية حيث كانوا يحاولون عدم لفت الانتباه حول ما يصنعونه.

وعن ترشح الفيلم للأوسكار، قالت لبكى، إنها كانت فى منزلها وقت الإعلان عن الترشيحات، وفى نفس الوقت تواصلت مع الطفل زين بطل الفيلم المقيم فى النرويج، وسمعا الخبر سويا، وسوف تصطحبه معها إلى الحفل المقرر إقامته يوم 24 فبراير الجارى بمسرح دولبى فى هوليوود.

ترفض نادين لبكى مجرد التفكير فى ترك لبنان والانتقال إلى الولايات المتحدة رغم العروض التى تلقتها والسيناريوهات التى عرضت عليها لتأدية الأفلام فى أمريكا، ولكن السينما بالنسبة لها نافذة تغيير، وتتمنى الفوز بالأوسكار لكى تحصل على الوقت المخصص لكل فائز «30 ثانية» لإلقاء كلمة موجزة ولكنها مهمة للحديث عن أهمية صناعة الأفلام والكفاح الاجتماعى، لاعتقادها الدائم أن السينما يمكنها إحداث والتأثير فى التغيير الاجتماعى.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك