غرمت فرنسا محرك البحث الأوسع نطاقًا حول العالم، جوجل، مايقرب 57 مليون دولار؛ جراء انتهاكها الأول لنظام الخصوصية الأوروبي الجديد، حسب ما نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية اليوم.

أولى الغرامات منذ سريان اللوائج الجديدة

وتعد الغرامة التي وقعت على جوجل، اليوم، أولى الغرامات الكبرى التي وقعت على كبرى الشركات التكنولوجية الأمريكية، منذ سريان اللوائح الجديدة للخصوصية في نطاق دول الاتحاد الأوروبي"GDPR"، العام الماضي.

اللجنة الوطنية لحماية المعلومات والحريات، بفرنسا والمعروفة باسم "CNIL "، اتهمت جوجل بأنها لم تحصل على موافقة مسبقة من مستخدميها قبل أن تستخدم معلوماتهم الشخصية بغرض عرض إعلاناتها لهم، حسبما ورد في بيانها، الإثنين الماضي.

وأضافت اللجنة أن جوجل فشلت تمامًا في الكشف عن كيفية جمع معلومات مستخدميها الشخصية، كما فشلت في توضيح فيما تستخدم هذه البيانات عبر وثائق رسمية، وأن ممارسات جوجل التجارية تتعارض مع اللائحة العامة لحماية البيانات الشخصية الجديدة"GDPR" والمعمول بها في أوروبا منذ العام الماضي.

يذكر أن الاتحاد الأوروبي وضع معيارا عالميا لضوابط حماية البيانات الشخصية لمستخدمي الانترنت عقب فضائح انتهاك الخصوصية التي اتهمت بها"فيسبوك" العام الماضي، الأمر الذي ألزم جوجل ونظيراتها من شركات التقنية التكنولوجية الشهيرة، في منطقة "سيلكون فيلي" الأمريكية، بإعادة النظر فيما يخص ممارساتهم بشأن جمع البيانات؛ لتجنب الغرامات الكبرى التي نص عليها القانون الجديد للاتحاد الأوروبي.

"تعديلات جوجل ليست كافية"

وأضاف بيان "CNIL": “على الرغم من التعديلات التي أجرتها شركة جوجل على ممارساتها التجارية، إلا أنها لا زالت تحرم مستخدميها من حقهم في توفير الضمانات الكافية حين يتعلق الأمر بمعالجة بياناتهم الشخصية، التي يجرى استخدامها في كم هائل من الخدمات والأغراض التجارية ذات التفاصيل المعقدة.

وردًا على ذلك قالت جوجل: "مستخدمو جوجل يتوقعون منها معايير عالية الشفافية ونحن ملتزمون بتلبية تلك التوقعات بشدة؛ لذا ندرس خطوات مستقبلية للتعامل مع هذه الاتهامات".

مخالفات "فيس بوك" تفتح باب المعاقبة

في مايو الماضي، بدأت فرنسا التحقيق في الاتهامات المنسوبة لجوجل بشأن انتهاكها خصوصية مستخدميها، استجابًة للمخاوف التي أثارها نشطاء في مجال حماية الخصوصية، في فرنسا، ودول الاتحاد الأوروبي الأخرى، بعدما تقدموا بشكاوى بشأن مخالفات "فيس بوك" والتطبيقات التابعة لها كـ"انستجرام" و"ماسنجر" وأيضًا "واتس آب"، وأعرب ماكس كريمز، مدير إحدى مؤسسات المجتمع المدني غير الربحية، عن سروره لاستخدام السلطات الفرنسية قانون حماية البيانات الشخصية"GDPR" لردع المخالفين.

"الافتقار إلى الشفافية يزعج المستخدمين"

فيما قالت "CNIL" أن جوجل أخطأت، وأن الافتقار إلى الشفافية يزعج مستخدميها، خاصة مع وجود هذا الكم الهائل من الخدمات والتطبيقات التي تقوم بتشغيلها كـ "يوتيوب" و"خدمة الخرائط" و"متجر التطبيقات" مستخدمة المعلومات الشخصية الكاملة للمستخدمين.

وأضافت: "على الرغم من أنه يمكن لمستخدمي Google تعديل إعدادات الخصوصية عند إنشاء حساب، إلا أن المشرعين الفرنسيين قالوا إن هذه التعديلات لا تزال غير كافية؛ لأن الإعدادات الافتراضية التي تعرض Google بموجبها إعلاناتها للمستخدمين، لم يوافق عليها المستخدمون ضمنًا عند إنشاء حساباتهم.

.