تؤثر التغيرات البيئية والاجتماعية تأثيرا كبيرا على النظم الزراعية والغذائية وموارد المياه فى المنطقة الأورومتوسطية، فهناك العديد من العوامل التى تشكل عبئا على التنمية المستدامة لمنطقة الأورومتوسط وما يترتب على ذلك من آثار وخيمة على مجتمعاتنا، تشمل تلك العوامل تغير المناخ والممارسات الزراعية غير المستدامة واستهلاك الموارد الطبيعية الزائد عن الحد وسلوكيات أسلوب الحياة الجديدة والربحية القليلة للمزارع الصغيرة، ويمكن معالجة التعقيد المتزايد لهذه التحديات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية من خلال تضافر الجهود والموارد مع التوجه نحو البحث العلمى والابتكار.
يأتى هنا دور برنامج الشراكة من أجل البحث والابتكار بمنطقة البحر المتوسط «بريما» (PRIMA)، يدعم البرنامج البحث العلمى والابتكار فى مجالات الإدارة المستدامة لنظم المياه والغذاء بالبلاد المطلة على البحر المتوسط من خلال حشد المعرفة والموارد المالية فى شراكة استراتيجية للبحث العلمى بين الاتحاد الأوروبى والدول المشاركة؛ ومن ضمنها مصر، برنامج «بريما» هو حجر أساس ومفتاح التعاون العلمى والدبلوماسية العلمية بين بلادنا؛ إذ إنه أكبر برنامج بحث وابتكار مشترك فى تاريخ منطقة الأورومتوسط.
جاء «بريما» فى وقت مناسب؛ حيث مثل حشد أوروبا وجيرانها من دول جنوب المتوسط لمواردهم من المواهب والمعرفة والتراث الثقافى فى بوتقة واحدة أمرا ملحا، وذلك لمعالجة تحديات ندرة المياه والغذاء مع توفير فرص عمل وبيئة تنافسية لرواد الأعمال من الشباب وللمرأة، جنبا إلى جنب مع الحفاظ على النظم البيئية.
التزم بالمبادرة إلى اليوم عشرون دولة مع مشاركة مصر الفعالة عقب تصديق البرلمان المصرى على اتفاقية بريما أخيرا، هذه الخطوة هى أحد أهم معالم التعاون بين الاتحاد الأوروبى ومصر فى مجالات البحث العلمى والابتكار، بل هى أيضا خطوة مهمة لمصر على طريق الإصلاحات الناجحة وتحديث الاقتصاد، ولنكن واضحين بأن الابتكار والبحث العلمى الذى يتم دون معوقات ومشاركة القطاع الخاص يشكلون أساسا لتحقيق أهداف التنمية، ليس فقط فى مصر بل أيضا فى أوروبا وكل الأنحاء.
تقوم هذه الشراكة على تمويل مشترك من الدول المنضمة للبرنامج بما فيهم مصر (حاليا 274 مليون يورو) ومساهمة قدرها 220 مليون يورو من الاتحاد الأوروبى من خلال برنامج «هورايزون 2020» Horizon 2020؛ برنامج تمويل البحث والابتكار الأساسى للاتحاد الأوروبى.
البحث العلمى والعلوم والابتكار ليسوا رفاهية، بل هم ضرورة للتغلب على التحديات الخطيرة التى نواجهها، وأثق أنه بتصديق مصر على اتفاقية «بريما» فإن التعاون بين الاتحاد الأوروبى ومصر سيتم تعزيزه بصورة أكبر بهدف بناء مستقبل أفضل لشعوبنا.
السفير إيفان سوركوش
رئيس وفد الاتحاد الأوروبى لدى مصر