خسوف القمر في الأساطير الشعبية...نذير شؤم وصراع آلهة وهجوم من التنين - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 1:16 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

خسوف القمر في الأساطير الشعبية...نذير شؤم وصراع آلهة وهجوم من التنين

إنجي عبدالوهاب:
نشر في: الأحد 20 يناير 2019 - 6:37 م | آخر تحديث: الأحد 20 يناير 2019 - 6:37 م

يشهد سكان الكرة الأرضية اليوم، على مدى خمس ساعات، من الساعة الرابعة و35 دقيقة فجر غد الإثنين وحتى الساعة التاسعة و49 دقيقة و36 ثانية، أول خسوف قمري في العام2019

يكون سكان القاهرة، فجر اليوم، على موعد مع رؤية ثلاث مراحل فقط من مراحل الخسوف الكلى السبع التي سيمر بها القمر، وهى مراحل بداية الخسوف شبه الظلي وبداية الخسوف الجزئي وبداية الخسوف الكلي، منذ الفجر وحتى 6:51 صباحاً، ولن يتمكنوا من رؤية المراحل الأربع الباقية نظرا لشروق الشمس، أي بعد بداية الخسوف الكلي للقمر بعشر دقائق، وفقًا لمعهد البحوث الفلكية.

ظاهرة "خسوف القمر" ألهمت مخيلات العديد من الشعوب؛ فبرزت عدة أساطير في أذهان الشعوب منذ قديم الأزل حول أسباب تحول لونه إلى اللون الأحمر، تراوحت بين كونه أسيرًا أو غاضبا أو تعرض للهجوم من قبل بعض الأرواح الشريرة، لكن التشاؤم أو الخوف، والقرع بالطبول لتحريره، وإعادة ضوءه كان قاسمًا مشتركًا في العديد من الثقافات.

"الـشروق" ترصد ظاهرة الخسوف في الفلكلور المصري القديم ولدى بعض الشعوب الأخرى في التالي:

التراث المصري: قرع بالطبول ليتحرر القمر

لدى المصريين تفسير عفوي لظاهر الخسوف، إذ يعتقدون أن القمر حبيس تغير لونه إلى الأحمر نتاج الغضب، وتعددت الروايات حول ارتباط أسطورة القمر الحبيس بالحضارة الفرعونية حيث الإلهين الخصمين"حور" و"ست"، التي تحكي أن حور كلما أراد أن يهوي بخصمه قذف به إلى الأرض وأمسك رقبته حتى يتغير لونه للأحمر.

الظاهرة التي اعتبرها عوام المصريين نذير شؤم، جعلتهم يطلقون الأهازيج اعتقادا منهم بأنها ستساعد في تحرير القمر، إذ يخرج الأطفال بالطبول لينشدوا بعض الأهازيج الشعبية مثل: " يا بنات حور الجنة ما تسيبوا القمر يتهنى" أو "يابنات الحور حرروا القمر".

جدران المعابد سجلت أول ظهور لقمر دموي

يؤكد بعض الباحثين وعلماء المصريات أن الفلكيين القدماء في مصر الفرعونية، عرفوا الدورة القمرية العظيمة "ساروس"، وتحدثوا كثيرًا عن ظاهرة القمر الدموي أثناء "الخسوف"، ووثقوا على جدران المعابد أن تحول القمر للون الأحمر هو دم ناجم عن قتل أوزيريس "زوج إيزيس" على يد أخيه الشرير "ست".

كما يعتقد بعض علماء المصريات أن الشعوب تناوبت الأساطير الخاصة بالظاهرة من الحضارة الفرعونية أيضًا، وربما يؤكد ذلك أوجه لتشابه بين الأسطورة الفرعونية ونظيراتها من الأساطير الأخرى التي وردت في الفلكولور الشعبي لبعض الشعوب الأخرى.

أرواح شريرة تداهم القمر لحجب ضوءه

وسردت حكايات "الفلكلور الشعبي" العربي أساطير متشابهة للأسطورة المصرية، ففي الحضارة البابلية وبلاد الرافدين، يعتقد أن خسوف القمر يعد هجومًا من قبل شياطين أو أرواح شريرة، تابعة لإله الظلام والموت، على القمر لحجب ضوئه، مما يستلزم تقديم القرابين، والتضرع بالصلاة، حتى ينتصر القمر ويظهر مضيئًا مرة أخرى بعد أن يقهر الشياطين والظلام والموت.

لذا يفسر الاعتقاد القديم، اللون الأحمر لـ"القمر المخنوق" بأن الأرواح الشريرة أو الشياطين قامت بابتلاع القمر فحجبت ضوءه.

هكذا شكلت الظاهرة الفلكية مناسبة اجتماعية أيضًا، يخرج فيها الرجال والنساء والأطفال، وهم يطرقون فوق الأواني النحاسية، لإبعاد تلك الأرواح الشريرة عن القمر ليضيء من جديد.

الصين.. هجوم لحجب ضوءه

وتقترب الأسطورة الصينية كثيرًا من نظيراتها المصرية والعربية؛ إذ يرى الصينيون الخسوف هجومًا من قبل بعض الحيوانات المفترسة على معبودهم"القمر" الذي يتخذ من اللون الأحمر لونًا للغضب والدفاع عن النفس، في مواجهة أعداءه.

فكان بعضهم يعتقد قديمًا أن التنين السماوي يهاجم القمر محاولًا إلتهامه، لذا يخرج بعضهم للقرع بالطبول والأجراس لترهيب التنين وإجباره على إخراج القمر من جوفه. .

أسطورة أمريكا الجنوبية

كما يعتقد شعب الإنكا في أمريكا الجنوبية أن نمرًا هاجم القمر محاولُا التهامه، لذا فإن ظاهرة الخسوف هي نذير رعب وتشاؤم بالنسبة لهم.

وأنه في حال تغلب على القمر وتمكن من التهامه، سينزل على الأرض ليلتهم أهلها؛ في مواجهة ذلك، كانوا يقرعون الطبول ويحدثون ضوضاء كبيرة ويضربون الكلاب من أجل دفعها للنباح والعواء من أجل إخافة هذا النمر وإبعاده عن القمر.

أسطور الهنود الحمر

تعتقد قبيلة لويزينو، جنوب كاليفورنيا أن القمر يمرض ويصبح أحمر، وهو ما يستدعي الصلوات من أجل أن يسترد عافيته ويضيء من جديد ويقرعوا بالطبول ليسمعوه اصواتهم.

ويذكر أن خسوف القمر المرتقب فجر اليوم، هو واحد من خسوفين للقمر خلال عام 2019، وسيكون الخسوف الثانى من النوع الجزئى وسوف يحدث ليلة يوم (17/16 ) يوليو القادم، وستتمكن مصر ودول المنطقة العريية من رؤيته.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك