تجسيد كوكب الشرق بتقنية الهولوجرام مغامرة حلوة.. وروحها لا تفارقنى أبدا
استخدمت نظارة ثقيلة جدًا لتوصيل شكل حركات الوجه وعضلات الفك للقائمين على الحفل
المخرج الأمريكى استعان بى لأنه وجد صعوبة فى عمل «زووم إن» على وجه أم كلثوم فى حفلاتها الحقيقية
أرفض إعادة تجسيد كوكب الشرق مرة أخرى فى عمل فنى لأنها لن تخرج أفضل مما كانت
تستعد المملكة العربية السعودية لإقامة أكبر وأول عرض هولوجرام يوم 25 يناير الحالى، لكوكب الشرق أم كلثوم، ضمن فاعليات حفلات شتاء طنطورة، والتى تستعين فيه بالفنانة صابرين لتجسد شخصية الفنانة الراحلة مرة أخرى بعد 20 عاما على تجسيدها فى مسلسل تليفزيونى.
وتقنية «الهولوجرام» الحديثة قائمة على استخدام المؤثرات البصرية والصوتية لاستعادة شكل الشخص المستهدف وكأنه يغنى بالفعل على المسرح أمام الجمهور، وعن هذه التجربة تقول صابرين لـ«الشروق»: إنها تعتبر هذه التجربة مغامرة ومخاطرة لكنها «حلوة»، استمعت بالعمل فيها جدا، وتنتظر ردود الأفعال عند عرضها نهاية الشهر الحالى، مضيفة: «بصراحة عندما حدثنى القائمون على الحفل لم أفهم معنى الهولوجرام، ولكن كل ما شغلنى وقتها هو التوحد بين شخصية أم كلثوم وبينى شخصيتى التى سبق وجسدتها فى مسلسل قبل 20 عاما وأيضا اسم بلدى الذى رغبت فى أن أساهم ولو بقدر بسيط فى علوه، وأردت أن أشارك فى عمل يجمع بين مصر والسعودية، وكل هذه الأمور دارت فى رأسى عندما عرضوا علىَّ الفكرة، اكتشفت بعد ذلك أن الهولوجرام هو حالة خاصة من الإبداع الجديد باستخدام تقنيات معينة تعيد التجسيد الحى للشخص، لتتخيل أن الست أم كلثوم تعود للغناء بعد 44 عاما فى حفل أمام الناس».
تضيف صابرين: «فى الحقيقة هذه السيدة تملك سحرا خاصا، فدائما هناك ما يعيدها للأجيال الموجودة، فمثلا بعد أن توفت بأكثر من 20 عاما قدمت مسلسل كوكب الشرق الذى حاز على إعجاب الناس بشكل لم أصدقه، والآن تعود مرة أخرى بتقنيات حديثة وكأنها تغنى مباشرة فى حفل غنائى».
وعن دورها فى التجربة، توضح صابرين: «كل حركات أم كلثوم من عينيها وفمها ويديها وعضلات فكها وأرجلها من تجسيدى الشخصى وحتى إننى ارتديت ملابسها، أما الغناء فهو صوتها الحقيقى طبعا، والقائمون على العمل لم يقتصروا على هذا فقط ولكنهم صنعوا حالة خاصة فى الموسيقى، حيث سنشعر أن صوت أم كلثوم مبلور وفخيم، ويعزف خلفها اوركسترا حقيقى، وكلها أمور تجتمع مع بعض تصنع حالة فريدة».
تتابع صابرين: «عندما عرض الأمر على المخرج الأمريكى المتخصص فى تقنية الهولوجرام، قال لهم إن تعبيرات وجهها غير واضحة فى الحفلات، وبالتالى لن يستطيع التركيز عليه ليظهر تعبيرات الوجه والعضلات وكيفية حركاتها، وهو ما يصعب من الفكرة كليا، وقال لهم إنه يريد من تستطيع تقليدها بدقة، وفى هذا اللحظة تم اقتراح اسمى لأننى سبق وقدمت مسلسلا يجسدها فعلا وشاهد مقتطفات منها وافق على الفور، وهو كل ما يهمهم بالدرجة الأولى هو استحضار روح هذه السيدة بكل تفاصيلها على المسرح وفى كيفية غناء الأغانى التى اختاروها وملابسها وحتى طريقة التنهيد وحركات اليد لأنه كلنا نعلم أن يد أم كلثوم كانت تستخدمها كثيرا فى التعبير عند الغناء».
وعن قدرتها على استعادة روح شخصية أم كلثوم مرة أخرى بعد 20 سنة على المسلسل، قالت صابرين: «الحقيقة أشعر كأننى انتهيت من تصوير المسلسل أمس وكأنه لم تمر عشرون عاما كاملة، وأحب أقول إنى جسدت أم كلثوم بتقنية الهولوجرام حتى بدون مذاكرة أو مشاهدة مرة أخرى لها، فروح هذه السيدة لا تفارقنى أبدا، وبصراحة أنا أديت الدور الذى كلفت به وزيادة أما التقنية المستخدمة فلها ناسها المتخصصون فيها، ولكن أشعر أنهم سيخرجون شيئا ممتازا من واقع ما رأيته بعينى، فقد شاهدت عرضا لمايكل جاكسون بنفس التقنية لمدة 10 دقائق عرض فى ديزنى وفى لندن».
واستكملت صابرين الحديث عن مدة العرض قائلة «هذا العرض مدته ساعة وربع تقريبا، وقد استغرق هذا العمل منى شهرين كاملين سافرت فيها إلى دبى، سبقها تحضيرات فى القاهرة، وبصراحة شعرت فى وقت ما أن روحها لا تفارقنى أبدا لدرجة أننى اندهشت من نفسى، وأذكر على سبيل المثال، أن الكاميرا التى يستخدمونها للتجسيد وبيان حركات الوجه، وزنها ثقيل جدا ولابد من وضعها على الرأس مباشرة كما ظهر فى الفيديو المنتشر على انستجرام، وقد ذكر المخرج أن كل من استخدموا هذه الكاميرا كانوا لا يستكملون بها سوى 3 دقائق من شدة ثقلها فوق الرأس، أما أنا فالحمد لله أديت الأغنية كاملة (وان شوت) لدرجة أن المخرج وقف لى مصفقا وقال لهم فى الاستوديو (لديكم ثروات)، وهنا شعرت بالفخر جدا أن لدينا فى بلدنا قوى ناعمة رائعة وأثبت لى أننا نسير على الدرب الصحيح، فتخيلى أن أم كلثوم بعد وفاتها بأكثر من 44 عاما مازالت تعتبر قوة ناعمة لمصر».
ورفضت صابرين الإفصاح تماما عن أسماء الأغانى التى سيتم عرضها خلال الحفل، مؤكدة على أن هذا الأمر سرى جدا، لتحقيق عنصر المفاجأة للجمهور الذى سيحضر الحفل.
وحول إمكانية تجسيد صابرين لشخصية أم كلثوم مرة أخرى فى عمل فنى سواء على المسرح أو السينما، قالت: «لن أوافق طبعا، وبالفعل سبق ورفضت هذا الأمر من قبل عندما قدم أحمد زكى فيلم حليم، فقد عرض على تجسيدها فى 3 مشاهد تقريبا ولكنى اعتذرت، فأنا لا استطيع إعادة تجسيد السيدة مرة أخرى فى عمل فنى آخر، ولكن قبلت هذه المرة فى التقنية المسرحية لأنها مختلفة كليا ولن أظهر بشخصيتى وكل ما فعلته أنى استحضرت حركاتها جميعا، فهى تجربة مختلفة كليا، ولا أحب أن أكرر نفسى مرة أخرى، وصدقينى حتى لو أنا نفسى قدمتها فلن تخرج أفضل مما كانت عليه أبدا».
وكشفت صابرين أن القائمين على الحفل حصلوا على جميع الموافقات اللازمة من عائلة كوكب الشرق أم كلثوم قبل تجسيدها بتقنية الهولوجرام، مشيرة إلى أن حفيدة ام كلثوم تشاركهم تقريبا فى عمل آخر فى مهرجان شتاء طنطورة.
فى نفس السياق، أعلنت صابرين عن استعدادها لتلقّى تكريم يوم 8 فبراير فى الدورة الثالثة لمهرجان الضيافة بالإمارات، الذى اختار أن يكون دورته الثالثة لتكريم أم كلثوم بعد تكريمه فى الدورة الأولى للشيخ زايد مؤسس الإمارات والعام الثانى لتكريم اسم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبى، مؤكدة على أنها تشعر بالفخر كونها أحد المكرمين هذا العام.
وختمت صابرين حديثها، بالإشارة إلى أنها تستعد خلال أيام لبدء تصوير مسلسل «فكرة بمليون دولار» مع الفنان على ربيع وهى تجربة كوميدية من إنتاج صادق الصباح.
