السفير الأسترالي بالقاهرة يكتب لـ«الشروق» عن: في حب الكنغر.. صداقة أسترالية - مصرية وثيقة - بوابة الشروق
الثلاثاء 16 أبريل 2024 11:54 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

السفير الأسترالي بالقاهرة يكتب لـ«الشروق» عن: في حب الكنغر.. صداقة أسترالية - مصرية وثيقة

سفير أستراليا بالقاهرة نيل هوكنز
سفير أستراليا بالقاهرة نيل هوكنز

نشر في: الخميس 19 أكتوبر 2017 - 4:38 م | آخر تحديث: الخميس 19 أكتوبر 2017 - 4:38 م

• مطاعم مصرية تقدم الكشري في أستراليا لكني ما زلت أفضل كشري أبو طارق

• أدعو المصريين لمشاهدة الفيلم الأسترالي «فرح علي» وموسيقاه للمصري الأصل جوزيف تواضروس


قليل فقط من القراء الأعزاء سيدرك أن هناك جزء من أستراليا على مائدته. فلو كنت تتناول الفول أو العدس فمن المرجح جدًا أنها قد جاءت من حقول أسترالية حيث ترعى حيوانات الكنغر.

إن الزيارة القادمة لرئيس أستراليا، فخامة بيتر كوسجروف، وزوجته السيدة كوسجروف تجسد مدى عمق صداقتنا، كما تعكس أهمية مصر الاستراتيجية لمصالحنا في المنطقة. فقد ربطت قناة السويس بين أستراليا وأوروبا طوال 140 عاما.

وتعكس الزيارة أيضا الدور الهام الذي تضطلع به مصر في تحقيق الاستقرار في المنطقة، الأمر الذي يؤثر بدوره على الاستقرار العالمي بما في ذلك في آسيا حيث تقع أستراليا. ولا شك أن زيارة الحاكم العام لأستراليا لمصر ولقائه مع الرئيس عبد الفتاح السيسي سيرتقي بعلاقاتنا إلى مستوى آخر.

إن العلاقات بين البلدان إنما تستند إلى العلاقات بين الشعوب. ومنذ أكثر من قرن، وصل الجنود الأستراليون الشباب إلى مصر على متن سفينة، كثيرا منهم بمرافقة حصانه، من أجل المشاركة في الحرب ضد الإمبراطورية العثمانية في سيناء والشام وأوروبا.

وقد قتل 4000 جندي أسترالي في مصر في خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية، وهم يرقدون بسلام في مقابر في جميع أنحاء مصر. وهنا نعرب عن خالص الشكر للشعب المصري على رعايته لأبنائنا وبناتنا.

وقد وقعت بعض من أشد المعارك في شهر أكتوبر من عام 1942 في العلمين. ويصادف هذا العام الذكرى 75 للمعركة التي أسفرت عن وفاة أكثر من 1200 أسترالي وهم يحاربون إلى جانب الآلاف من قوات التحالف. وبهذه الذكرى، سوف يلقي الحاكم العام التحية على جميع الجنود من كل الجنسيات ممن لقوا حتفهم في هذه المعركة.

ومن المثير للاهتمام أنهم تركوا تذكارا لمحبي ركوب الخيل في مصر، فالكثير من الخيول في منطقة الأهرامات وفي نزلة السمان تنحدر أصولها من الخيول الأسترالية التي وهبناها عقب الحرب العالمية الأولى. فإذا كنت قد ركبت حصانا عند الأهرامات، من المرجح أن جده الأكبر قد جاء من أستراليا. واليوم، توفر إحدى المنظمات غير الحكومية الأسترالية رعاية بيطرية مجانية للخيول في هذه المنطقة.

ويستمر التزام استراليا نحو تحقيق الأمن في مصر. ففي سيناء، ومنذ عام 1982، يخدم الجنود الأستراليون كجزء من القوات المتعددة الجنسيات والمراقبون، فضلا عن أن القائد الحالي للقوات المتعددة الجنسية هو واحد من أكثر الجنرالات خبرة في أستراليا.

إن العلاقات الأسترالية المصرية، ككل العلاقات الوثيقة، ثنائية الاتجاه. فالمصريون أيضا يضطلعون بدور هام في أستراليا. وقد شهد العام الماضي انتخاب أول سيدة مسلمة عضوا في البرلمان الأسترالي وهي د. آن علي، فضلا عن انتخاب السيد بيتر خليل، وكلاهما من أصول مصرية. كما أن الزيارة الناجحة التي قام بها نواب البرلمان المصري في سبتمبر 2017 شكلت خطوة كبيرة للأمام في العلاقات البرلمانية بين بلدينا.

وقد تشرفت أستراليا مؤخرا بزيارة قداسة البابا تواضروس الثاني الذي استقبله الحاكم العام بحفاوة إلى جانب رئيس الوزراء، مالكوم تيرنبول، ووزيرة الخارجية، جولي بيشوب فضلا عن الجالية القبطية الكبيرة المقدرة بعشرات الآلاف.

كما زارت وزيرة الهجرة وشئون المصريين بالخارج، نبيلة مكرم، أستراليا ثلاث مرات على مدار العامين الماضيين لجذب الاستثمار لمصر وتعزيز الروابط بين البلدين. وقد رتبت معالي الوزيرة أيضا زيارة لكابتن منى شندي، القبطان بالبحرية الملكية الأسترالية ، والمهندسة المسؤولة عن أنظمة الصواريخ بإحدى السفن، وقد ولدت شندي في القاهرة.

ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل انتقل المذاق المصري أيضا إلى أستراليا حيث يوجد العديد من المطاعم المصرية، ومنها من يقدم الكشري أيضا، ولكن لازلت أفضل كشري أبو طارق.

ونفتخر بأن ثمة شركات في مصر ذات روابط أسترالية مثل شركة Centamin التي تدير واحد من أكبر عشر مناجم ذهب في العالم يقع في مرسى علم. هذا بالإضافة إلى شركة Resolute Mining، وGourmet، وشركة مطاحن الخمس نجوم (Five Stars)، وشركةDancing Bean للقهوة.

وتقدر أستراليا الدور البارز الذي تقوم به مؤسستي الأزهر ودار الإفتاء فيما يتعلق بتدريب الأئمة والشيوخ الأستراليين هنا في القاهرة وفي الإسهام في الترويج للإسلام الوسطي الذي يدعو للتسامح والاعتدال.

أما فيما يتعلق بملف المساعدات الإنسانية، فأستراليا تعمل على مساعدة النساء على تهيئة أسطح منازلهم لزراعة الخضر في أسوان، وعلى تحسين صحة المرأة في حي الزيتون بالقاهرة. كما تعمل أستراليا على نشر الوعي بمرض السكري في منطقة الدلتا. فلا شك أنه لا غنى عن مجتمع مدني نشيط من أجل تحقيق الرفاه والاستقرار طويلي الأجل.

ويسعدنا أن أستراليا ستحل ضيفة شرف على الدورة القادمة لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي المقرر عقده في نوفمبرالمقبل بدار الأوبرا المصرية. وهنا أشجعكم على مشاهدة فيلم سينمائي أسترالي جديد له شعبية كبيرة اسمه "Ali’s Wedding" أو "فرح علي"، فموسيقى الفيلم من ألحان لاعب العود الأسترالي الشهير جوزيف تواضروس، وهو مصري الأصل أيضا.

غير أنه ثمة مجال واحد قد نختلف بشأنه. في كأس العالم القادم. فإذا ما التقينا، أتمنى، بصفتي سفير أستراليا لدى مصر، أن تنتهي المباراة بالتعادل.


نيل هوكنز
السفير الأسترالي بالقاهرة

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك