خرجت حكومات غربية يوم الاثنين لإدانة الفوز الساحق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في انتخابات تقول إنها لم تكن حرة ولا نزيهة، في حين قدمت الصين، الحليف الرئيسي لموسكو وسط عزلة دولية متزايدة، تهانيها.

ومع فرز جميع الأصوات، منحت اللجنة الانتخابية بوتين فوزا ساحقا بنسبة 28ر87% من الأصوات بعد ظهر الاثنين، وهي نتيجة قياسية يقول المراقبون إنها كانت ممكنة فقط من خلال القوة والقمع والتزوير.

وبلغت نسبة إقبال الناخبين رسميا 44ر77%.

وكانت هذه هي أفضل نتيجة لبوتين، الذي ظل في السلطة منذ ما يقرب من 25 عاما، في المرات الخمس التي ترشح فيها للمنصب.

ولم تخضع الانتخابات في جميع أنحاء البلاد الشاسعة التي تمتد عبر 11 منطقة زمنية لمراقبة المراقبين. ورافق التصويت الذي انتهى يوم الأحد احتجاجات عديدة من قبل الآلاف من المعارضين.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان يوم الاثنين: "لم يتم الوفاء مرة أخرى بشروط إجراء انتخابات حرة وتعددية وديمقراطية".

وأشادت الخارجية بشجاعة الكثير من المواطنين الروس الذين احتجوا بصورة سلمية ضد الهجوم على حقوقهم السياسية الأساسية.

وأوضحت الخارجية الفرنسية أنه لم يتم الالتزام بالمعايير الدولية المتعلقة بوصول جميع المرشحين بصورة متساوية للصحافة.

وأشارت الخارجية إلى أن حقيقة عدم إدراج المرشحين الذين يعارضون بوضوح الهجوم الروسي على أوكرانيا قلصت بشدة السمة التعددية للتصويت.

كما أدانت فرنسا التصويت الذي أجرى في أراض أوكرانية، ضمتها روسيا بصورة غير قانونية. وقالت الخارجية الفرنسية" التنظيم غير القانوني للانتخابات /المزعومة/ في الأراضي الأوكرانية التي تحتلها روسيا مؤقتا يمثل انتهاكا جديدا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة".

وأضافت الخارجية أن فرنسا لن تعترف مطلقا بهذه الانتخابات ونتائجها.

كما أكدت متحدثة باسم الحكومة في برلين أن الحكومة الألمانية لا تعتبر التصويت "حرا ولا نزيها".

وقالت كريستيان هوفمان للصحفيين في برلين: "في رأينا ، لم تكن انتخابات ديمقراطية، حيث لم يسمح بمرشحين معارضين حقيقيين".

وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية أن الانتخابات "جرت في بيئة من القمع الشديد والسجن" بينما أقرت بأن "بوتين من المرجح أن يظل رئيسا لروسيا".

وذكر نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية فيدانت باتيل: "الاعتراف بذلك بالتأكيد ليس أي عذر لاستبداده" واصفا الانتخابات بأنها "ليست حرة ولا نزيهة".

وقال باتيل: "الشعب الروسي يستحق انتخابات حرة ونزيهة والقدرة على الاختيار من بين مجموعة من المرشحين الذين يمثلون مجموعة متنوعة من وجهات النظر" وكذلك "الوصول إلى معلومات محايدة لمساعدتهم على اختيار القيادة التي يرغبون فيها ومساعدتهم على تحديد مستقبل بلادهم".

وأضاف: "من الواضح أن هذا لم يكن هو الحال في هذه الانتخابات".

وأدان الاتحاد الأوروبي، في بيان يوم الاثنين إجراء روسيا "ما يسمى بالانتخابات" في الأراضي المحتلة في أوكرانيا، وذلك في أعقاب إعلان موسكو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حقق فوزا ساحقا في الانتخابات الرئاسية.

وجاء في البيان: "يدين الاتحاد الأوروبي بشدة إجراء ما يسمى بالانتخابات بشكل غير قانوني في أراضي أوكرانيا التي احتلتها روسيا مؤقتا" في إشارة إلى شبه جزيرة القرم المطلة على البحر الأسود والتي ضمتها موسكو في انتهاك للقانون الدولي في عام 2014، بالإضافة إلى مناطق دونيتسك ولوهانسك وزابوريجيا وخيرسون.

وأضاف البيان، الصادر عن الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والشؤون الأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: "الاتحاد الأوروبي يؤكد مجددا أنه لا ولن يعترف أبدا بإجراء ما يسمى بالانتخابات في أراضي أوكرانيا أو بنتائجها".

وقال البيان إن الانتخابات "لاغية وباطلة ولا يمكن أن يكون لها أي أثر قانوني على الإطلاق".

وأضاف البيان أن "الوفاة المروعة للسياسي المعارض أليكسي نافالني في الفترة التي سبقت الانتخابات هي علامة أخرى على القمع المتسارع والمنهجي".

وهنأت الصين، التي تستمر في وقوفها إلى جانب موسكو بينما أدارت دول أخرى ظهورها لروسيا في أعقاب هجومها على أوكرانيا، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على فوزه الساحق في الانتخابات التي وصفت بأنها غير حرة ولا نزيهة.

وهنأ الرئيس الصيني شي جين بينج، بوتين هاتفيا، يوم الاثنين، وأخبره بأنه يثق في أن روسيا ستكون قادرة على تحقيق نجاح أكبر في تنمية وبناء البلاد تحت قيادة بوتين، بحسب ما ذكره التلفزيون الرسمي.

وكان لين جيان، المتحدث الجديد باسم وزارة الخارجية، قال في وقت سابق إن الصين وروسيا "شريكان استراتيجيان في العهد الجديد".