• 7% يعانون من أمراض نفسية ونسبة قليلة تتلقى العلاج
• 43% من العينة يعانون من الاكتئاب و30% يتعاطون المخدرات و0.4% فقط يتلقون العلاج
• الاضطرابات النفسية أكثر انتشارًا في الطبقات الاجتماعية والاقتصادية المنخفضة.. والزواج ليس عاملا وقائيا ضدها
أعلنت الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، اليوم الأربعاء، عن نتائج المسح القومى للاضطرابات النفسية لعينة عشوائية بلغ حجمها 22 ألف أسرة ممثلة للتوزيع الجغرافى فى جميع محافظات الجمهورية، وذلك بالاشتراك مع الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء وأساتذة من أقسام الصحة العامة والإحصاء بالجامعات، وبتمويل من منظمة الصحة العالمية.
وقالت د. منن عبد المقصود الأمين العام للصحة النفسية، خلال المؤتمر الذي عقد أمس للإعلان عن الدراسة، إنه تم إجراء مسح مقطعي لعينة عشوائية من أفراد الأسر البالغين والمقيمين في المنازل في شكل زيارات منزلية، وذلك بهدف الكشف عن الأعراض النفسية المنتشرة وتشخيص الاضطرابات النفسية، مع الوصف الديمغوغرافي لها وقد تم فحص 31 ألف و639 شخص بواسطة فريق مدرب من الباحثين.
وأشارت عبد المقصود إلى أن نتائج الدراسة بالمسح الأولي أظهرت أن نسبة 7% من العينة يعانون من اضطرابات نفسية، أغلبها في شكل اضطرابات المزاج خاصة اضطراب الاكتئاب، يليه سوء تعاطي المواد المخدرة ثم القلق والتوتر ثم اضطرابات الذهان (الفصام) وأن نسبة انتشار اضطرابات القلق في المناطق الريفية أكثر من المناطق الحضرية وأن نسبة انتشار اضطرابات سوء استخدام العقاقير أكثر فى المناطق الريفية.
وتابعت: «اعتبرت الدراسة أن التاريخ العائلي للاضطرابات النفسية هو واحد من أكثر العوامل المؤثرة في ظهور الاضطراب النفسي، بينما ممارسة الأنشطة الاجتماعية مثل الرياضة وممارسة الهوايات تساعد بشكل كبير على انخفاض انتشار الأمراض النفسية»، وهذا يدل على أهمية إدراج الأنشطة الاجتماعية في الحياة اليومية، حيث تؤكد الأبحاث العالمية والمحلية على أهمية العلاجات النفسية بجانب العلاج الدوائي في بناء المهارات وتقليل التعرض للاضطرابات النفسية.
ولفتت إلى أن الدراسة أظهرت أن غالبية الاضطرابات النفسية تظهر في شكل اضطرابات مزاجية، تتطلب الرعاية بالمريض خاصة في النوبات النشطة للمرض، مما يعد مؤشرا واضحا لأهمية الاستمرار في خطط تطوير خدمات الصحة النفسية، كما يؤكد البحث على الحاجة الماسة لاستمرار الجهود المبذولة لتوسيع الخدمات فى المناطق الأكثر حاجة إلى الخدمات النفسية وإزالة الوصمة عن المرض النفسي وزيادة إقبال المريض على خدمات الصحة النفسية للحصول على أفضل خدمة ممكنة.
وكشفت الدراسة عن أن نسبة انتشار الاضطرابات النفسية على مدار العام فى العينة الممثلة للمجتمع المصري والتى تم فحصها ما يقرب من 1 إلى 4 اشخاص من المفحوصين أي بمعدل 24.7%، أي ربع العينة.
وأشارت الدراسة، إلي أن الاضطرابات الأكثر انتشارا بين العينة هى اضطرابات المزاج "الاكتئاب"بمعدل 43.7%، أي 3.1% من المصريين، وجاء فى المركز الثانى اضطرابات تعاطى المخدرات بنسبة 30%.
ولفتت إلي أن هذه النتائج أقل من النتائج حول تواتر الاضطرابات النفسية فى المجتمع التى تم الكشف عنها فى معظم الدراسات فى جميع أنحاء العالم، حيث كانت اضطرابات القلق هى الاضطرابات الأكثر انتشارا فى الولايات المتحدة الأمريكية.
وتابعت: «وتتناقض هذه النتائج مع نسبة الأشخاص الذين يعانون من اضطراب نفسى ويتلقون العلاج لحالتهم، حيث كانت نسبتهم منخفضة جدا بواقع 0.4% فقط».
وأظهرت الدراسة أن انتشار الاضطرابات النفسية اكثر فى المناطق الريفية من المناطق الحضرية وهو ما يشير الى الحاجة لتوجيه تخطيط الخدمات النفسية الى المناطق الريفية، مشيرة إلى ارتفاع معدل انتشار الاضطرابات النفسية فى المنيا وهى واحدة من اكبر محافظات الصعيد.
وجاءت نسبة انتشار تعاطى المخدرات 2% وهذا ما يوضح أهمية زيادة الاهتمام بتخطيط خدمات علاج الإدمان، وأشارت الدراسة إلي أن غالبية الاضطرابات النفسية تظهر فى شكل اضطرابات مزاجية.
واعتبر الوضع الاجتماعي والاقتصادي أحد عوامل الخطر لحدوث الاضطرابات النفسية التي هي اكثر انتشارًا في الطبقات الاجتماعية والاقتصادية المصنفة منخفضة جدا ومنخفضة، وقد تكون الأمراض النفسية أكثر ظهورا في فئة العمال.
ورغم وجود اختلاف في توزيع المرض النفسي بين الجنسين، ومع ذلك فإن الاختلافات لم تكن واضحة بين المتزوجين وغير المتزوجين، فيما يبدو أن الزواج ليس عاملاً وقائيًا ضد الاضطرابات النفسية.
وقال د. هشام رامي أمين عام الصحة النفسية التابعة لوزارة الصحة، إن المسح القومي للاضطرابات النفسية هو البحث الأول من نوعه لحصر انتشار الاضطرابات النفسية في جميع محافظات الجمهورية على مدار عام واحد.
وأضاف أن المسح يعد واحدا من عدة أبحاث تم تفعيلها تبعا لخطة وزارة الصحة لإعداد خريطة صحية لمصر وفي إطار اهتمام الوزارة بالارتقاء بالخدمات الصحية النفسية بالجمهورية ورفع كفاءتها لتنضم لمنظومة التأمين الصحي التي ستقدم نقلة نوعية غير مسبوقة بالخدمات الطبية على المستوى القومي.
وقالت د. نهاد صبرى رئيس وحدة الأبحاث بالأمانة والمشرف على البحث أكدت أن العقود الماضية شهدت تغيرا حاسما فى مفاهيم الصحة النفسية وإدراك أهميتها وفى سبل إتاحة الرعاية والعلاج للأفراد المصابين باضطرابات نفسية.
وأكدت أن الأمانة العامة للصحة النفسية هى الجهة الحكومية المسئولة عن تقديم خدمات الصحة النفسية وعلاج الادمان، وكان يتبع الأمانة 15 مستشفى ووصل الآن إلى 18 مستشفى ومركز لتقديم الخدمات الصحة النفسية وعلاج الإدمان فى كافة محافظات الجمهورية.