بثت المستشارة السابقة في البيت الأبيض أوماروسا نيومان، أمس الخميس، تسجيلا سريا تعرض فيه لارا ترامب زوجة نجل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عليها وظيفة في الحملة الانتخابية للرئيس مقابل 15 ألف دولار شهريا بعد إقالتها من منصبها، معتبرة أن ذلك جاء كمحاولة لشراء صمتها.
ويكشف التسجيل، الذي أذاعته شبكة "إم.إس.إن.بي.سي" الأمريكية، لارا ترامب وهي تناقش الشروط المرنة للدور الذي ستلعبه أماروسا في الحملة التي تعتزم ترشيح ترامب لانتخابات 2020، ووقعت تلك المحادثة في 16 ديسمبر الماضي، أي بعد أيام من طرد أوماروسا، بحسب صحيفة "ذا هيل" الأمريكية
وأشارت لارا في التسجيل إلى تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية بعد إقالة أوماروسا ولوحت فيه بأن المستشارة السابقة لديها مزيد من المعلومات حول فترة إقامتها في البيت الأبيض ويمكنها أن تتحدث عنها، وواصلت لارا توضيح شروط عمل أوماروسا الجديد في الحملة والذي كان سيسمح لها بالعمل من واشنطن أو من نيويورك حسب رغبتها، وذلك مقابل 15 ألف دولار شهريا وهو يقترب من راتبها الذي كانت تتقاضاه خلال عملها في البيت الأبيض.
ويثبت هذا التسجيل ادعاء أوماروسا في كتابها عن ترامب تحت عنوان "المعتوه" بأن حملة ترامب عرضت عليها وظيفة بعد تركها البيت الأبيض، الأمر الذي اعتبرته يهدف إلى اسكاتها.
من جانبها، قالت لارا في بيان، ردا على هذا التسجيل المسرب، إنها عرضت الوظيفة على أوماروسا لأن عائلة ترامب كانت تشعر بالقلق إزاء إقالتها، "وكانوا مهتمين بها بشكل شخصي"، مؤكدة أن هذا التسجيل "خادع" لأن المحادثات المتعلقة بعرض الوظيفة على أوماروسا في الحملة الانتخابية استمرت على مدار أسابيع.
وأضافت: " تواصلت مع أوماروسا كصديقة وكأخت في الحملة الانتخابية، أشعر بالصدمة والحزن إثر خيانتها وانتهاكها (لتلك الثقة) على الصعيد الشخصي"، وتابعت: "اتمنى أن يكون ما فعلتيه يستحق كل هذا العناء، لأن بعض الأشياء لا تقدر بثمن".
بدوره، سخر ترامب من تسجيل أوماروسا عن طريق إعادة نشر تغريدة للحزب الجمهوري تحتوي على فيديو يتضمن سلسلة من المقاطع التلفزيونية القديمة لأوماروسا وهي تشيد بالرئيس الأمريكي، وكتب الحزب: "نعتقد أنها نست أمر تلك التسجيلات"، كما غرد ترامب ساخرا: "شكرا على تلك الكلمات اللطيفة أوماروسا".
في غضون ذلك، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن أوماروسا سجلت سرا ما يقرب من 200 شريط للرئيس والمقربين منه، خلال عملها في البيت الأبيض، في الوقت الذي عبّر فيه موظفين في الإدارة الأمريكية من أن يكون بحوزة أوماروسا تسجيلات لهم وتعتزم الكشف عنها.
إلى ذلك، قالت اليزابيث ماكنامرا، المستشارة التابعه لدار النشر (سايمون آند شوستر) التى نشرت كتاب "المعتوه"، إن الدار ستواصل نشر الكتاب على الرغم من "التهديدات القانونية" من جانب حملة ترامب، مؤكدة أن غرض الكتاب "هو إعلام الجمهور"، بحسب شبكة "سي.إن.إن" الأمريكية.
يشار إلى أن حملة ترامب رفعت شكوى ضد أوماروسا لانتهاكها اتفاق حفظ السرية الذي وقعته خلال عملها في حملة 2016.
وقالت ماكنامرا إن اتفاقيات حفظ السرية لا يجب أن تستخدم لمنع موظفين سابقين أو حاليين في الحكومة من الحديث بشأن فترة خدمتهم، مشيرة إلى أن الفريق القانوني لترامب هدد دار النشر بالتعرض لـ"أضرار مالية كبيرة وتعويضات جزائية".
وأكدت ماكنامرا أن دار النشر "لن يتم ترهيبها بالتهديدات القانونية الفارغة، وستواصل نشر الكتاب وفقا للجدول المحدد"، وأضافت: "في حال واصلت (الحملة) عملية التقاضي ضد دار النشر، فنحن على ثقة من أن الوثائق المتعلقة بمضمون الكتاب عن ترامب وأفراد عائلته وأعماله والحملة وإدارته ستثبت أهميتها بشكل خاص لدفاعنا".