- الجمهوريون ينتقدون إدانة الرئيس الأمريكى «المبهمة» للحادث.. وبوش الأب والابن: على واشنطن نبذ العنصرية والكراهية

أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، أمس، حل مجلسين استشاريين بارزين فى مجال الأعمال إثر موجة استقالات لعدد من الرؤساء التنفيذيين للشركات منهما احتجاجا على تصريحاته التى ألقى فيها باللوم فى العنف فى فرجينيا فى مطلع الأسبوع على القوميين البيض وأيضا على النشطاء المناهضين للعنصرية الذين كانوا يعارضونهم. جاء ذلك وسط انتقادات من جانب الجمهوريين لإدانة ترامب لتلك الأحداث، ووصفوها بأنها «مبهمة».
وقرر ترامب حل مجلس التصنيع الأمريكى والمنتدى الاستراتيجى والسياسى اللذين كانا يضمان بعضا من أبرز الشخصيات فى مجال الأعمال، عقب استقالة 8 مسئولين تنفيذيين، منهم دينيس موريسون الرئيس التنفيذى لشركة «كامبل سوب»، أكبر شركة لمنتجات الحساء فى العالم، وإنج ثولين الرئيس التنفيذى لشركة «3 إم» للتصنيع والتعدين.
وفى تغريدة له على موقع التدوينات القصيرة «تويتر»، كتب ترامب: «بدلا من الضغط على رجال الأعمال فى مجلس التصنيع الأمريكى والمنتدى الاستراتيجى والسياسى، فإننى أعلن حلهما».
وكان ترامب ألقى باللوم «على الطرفين» فى أحداث العنف التى جرت بين حشد لليمين المتطرف وأخر مناهض لهم فى مدينة شارلوتسفيل بولاية فرجينيا، بقوله فى تصريح مثير للجدل إنه كان هناك «أناس أخيار جدا» على الجانبين.
وتوالت، اليوم، ردود الفعل الغاضبة إزاء تصريحات ترامب، حيث انتقد عدد من كبار الساسة الجمهوريين الإدانة «المبهمة» التى أطلقها ترامب فيما يخص الوحشية وأحداث العنف الأخيرة.
وقال رئيس مجلس النواب الأمريكى بول ريان: «يجب أن نكون واضحين. تفوق البيض منفر. هذا التعصب الأعمى مناهض لكل ما يمثله هذا البلد. لا يمكن أن يكون هناك أى لبس أخلاقى»، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.
كما أكد السيناتور الجمهورى البارز ماركو روبيو أن منظمى مسيرة البيض العنصرية «يتبعون إيديولوجية شريرة تقول إن أشخاصا بعينهم أدنى درجة بسبب جنس أو عرق أو دولة المنشأ».
كما دعا الرئيسان الأمريكيان السابقان جورج بوش الأب والإبن الولايات المتحدة إلى «نبذ العنصرية، ومعاداة السامية والكراهية بكل صورها».
وجاء فى بيان مشترك للرئيسين السابقين: «بينما نصلى لشارلوتسفيل، نتذكر الحقائق الرئيسية التى سجلها أبرز مواطنى هذه المدينة فى إعلان الاستقلال: خلقنا جميعا متساوين ومنحنا الخالق حقوقا لا يمكن سلبها». وأضاف البيان: «نعلم أن هذه الحقوق أبدية لأننا شهدنا عظمة هذه البلاد»، بحسب ما نقلته هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى».
كما حث التحالف اليهودى الجمهورى فى بيان عبر «تويتر» ترامب على «تبنى المزيد من الوضوح الأخلاقى فى رفض العنصرية والتعصب ومعاداة السامية».
إلى ذلك، قال السيناتور الديمقراطى بيرنى ساندرز: «أنت تحرج بلادنا والملايين من الأمريكيين الذين قاتلوا وأزهقت أرواحهم من أجل هزيمة النازية».
وفى افتتاحية تحت عنوان «الرئيس تجاوز حدا وعليه مواجهة العواقب»، قالت صحيفة «جارديان» البريطانية، اليوم، إن ترامب فى مؤتمره الصحفى «الغاضب الخالى من الوقار» تجاوز عن عمد الخط الفاصل ما بين المقبول والمرفوض فى سلوك زعيم منتخب ديمقراطيا فى بلد متعدد الأعراق.
وأضافت الصحيفة: «على ترامب أن يواجه عواقب هذا القرار الذى لا يمكن السكوت عنه ويجب أن يكون من بين هذه العواقب قضية كيفية تعامل الدول الأوروبية متعددة الأعراق، ومن بينها بريطانيا، مع الرئيس الأمريكى من الآن فصاعدا».
ورأت الصحيفة أن ترامب لم يساو فقط بين العنصرين ومناهضى العنصرية، بل أنه ذهب إلى القول إن هناك أشخاصا طيبين فى الجانبين، موضحة أن هذه لحظة يجب أن تظهر الولايات المتحدة والعالم فيها حكمة أخلاقية لم يكن ترامب قادرا على إبدائها.
وفى فرجينيا، شارك آلاف الأشخاص فى مظاهرة بمدينة شارلوتسفيل، أمس، احتجاجا على أحداث العنف شهدتها المدينة السبت الماضى.
وحمل المتظاهرون المناهضون للعنصرية، شموعا بأيديهم، تعبيرا عن رفضهم للممارسات التى قام بها أعضاء الجماعات العنصرية البيضاء واليمينية المتطرفة، بينها «كوكلكس كلان» و«النازيون الجدد».
وكانت امرأة (32 عاما) لقيت حتفها وأصيب 19 آخرون، عندما دهس رجل بسيارة مجموعة تحتج على مسيرة لعنصريين بيض فى شارلوتسفيل، فيما أصيب 15 آخرون فى مناوشات دموية بين الجانبين.