البابا فرانسيس يدعو إلى التحرك على صعيد التغير المناخي والنزاعات لمواجهة الهجرة - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 4:50 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

البابا فرانسيس يدعو إلى التحرك على صعيد التغير المناخي والنزاعات لمواجهة الهجرة


نشر في: الإثنين 16 أكتوبر 2017 - 5:37 م | آخر تحديث: الثلاثاء 17 أكتوبر 2017 - 12:17 ص

في احتفال بمناسبة يوم الأغذية العالمي في مقر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، دعا البابا فرنسيس الحكومات حول العالم إلى التعاون لجعل الهجرة خياراً طوعياً وأكثر أمناً، مشيراً إلى أن تحقيق الأمن الغذائي للجميع يتطلب مواجهة التغيّر المناخي وإنهاء النزاعات، بحسب بيان من المنظمة.

وقال قداسته في كلمته الرئيسية في الحفل الذي تركزت فكرته هذا العام على معالجة الهجرة من خلال الاستثمار في الأمن الغذائي والتنمية الريفية، إنه "من الواضح أن الحروب والتغيّر المناخي تتسبب بالجوع، لذلك دعونا لا ننظر إلى مسألة الجوع وكأنها مرض غير قابل للشفاء".

ودعا البابا فرنسيس إلى الالتزام الكامل بنزع السلاح بشكل تدريجي ومنتظم، كما حث على تغيير أساليب الحياة وطرق استخدام الموارد وإنتاج واستهلاك الغذاء من أجل حماية كوكب الأرض.

وبالإشارة إلى الميثاق العالمي للهجرة الآمنة والمنظمة والمنتظمة، وهي أول اتفاقية من نوعها تتفاوض عليها الحكومات برعاية الأمم المتحدة، أكد البابا فرنسيس على أن "إدارة حركة البشر تتطلب عملاً منسقاً وممنهجاً بين الحكومات ينسجم مع المعايير الدولية السارية، كما يتطلب المحبة الكاملة والذكاء".

وأضاف: "إن مصداقية النظام الدولي برمته على المحك".

وأعرب البابا عن أسفه لأن "بعض" الدول خرجت من اتفاقية باريس حول تغير المناخ.

وقال المدير العام للفاو جوزيه غرازيانو دا سيلفا إن "المزيد من الناس يهاجرون لأنه ليس لديهم الخيار للبقاء في بيوتهم وأراضيهم. ونحن نعتزم معالجة جذور مشكلة الهجرة، مثل الفقر وانعدام الأمن الغذائي وعدم المساواة والبطالة وغياب الحماية الاجتماعية. ولحماية الأرواح، نحتاج إلى إعادة بناء البيئة التي يعيش فيها الناس وتعزيز صمودهم وضمان سبل معيشتهم لتوفير فرص حياة كريمة لهم".

ويجري الاحتفال بيوم الأغذية العالمي هذا العام في الوقت الذين يشهد العالم ارتفاعاً في نسبة الجوع لأول مرة منذ أكثر من عشر سنوات، حيث يطال الجوع 815 مليون شخص أو 11 في المائة من سكان العالم. ومن بين الأسباب الرئيسية لهذه الزيادة انتشار النزاعات المسلحة والصدمات المتعلقة بالمناخ والتي تعتبر من الأسباب الرئيسية للهجرة القسرية.

وتحدث في الاحتفال كذلك رئيس مدغشقر هيري مارسيال راكوتواريمانانا راجاوناريمامبيانينا الذي تعاني بلاده من تأثيرات التغير المناخي. وقال: "إن الشباب والشابات هم الأكثر تأثراً بالهجرة المرتبطة بالتغيّر المناخي. وإذا أردنا تغيير نمط الهجرة فعلينا أن نعثر على حلول في الدول التي ينطلق منها المهاجرون".

الجوع يغذي الهجرة

تؤمن الفاو بأن الهجرة يجب أن تكون خياراً وليس ضرورة، ولذلك فإنها تعمل مع الشركاء والمجتمعات في أنحاء العالم لجعل الهجرة خياراً مرة أخرى.

وبين الأعوام 2008 و2015 تشرد نحو 26.4 مليون شخص سنوياً فقط بسبب الكوارث المرتبطة بالمناخ أو الطقس. وفي الإجمال يبلغ عدد المهاجرين دولياً حالياً نحو 244 مليون شخص، أي بارتفاع بنسبة 40 في المائة عن عام 2000. وتأتي شريحة كبيرة من هؤلاء المهاجرين من المناطق الريفية التي يعيش فيها أكثر من ثلاثة أرباع فقراء العالم ويعتمدون على الزراعة وسبل العيش المستندة إلى الموارد الطبيعية.

وتخلق هذه التحركات الكبيرة للسكان تحديات معقدة تتطلب حلولا إنسانية وتنموية. ويمكن معالجة العديد من الأسباب التي تدفع الناس إلى الهجرة من خلال الاستثمار في التنمية الريفية ودعم توفير وظائف جيدة في الريف وضمان وجود شبكات أمان اجتماعي. ويسهم ذلك أيضاً في تحقيق هدف التنمية المستدامة بالقضاء على الجوع بحلول 2030.

إرادة سياسية

وفي برهان على أهمية الرابط بين الأمن الغذائي والتنمية الريفية والهجرة شارك في احتفالات يوم الأغذية العالمي كذلك وزراء الزراعة في العديد من دول مجموعة السبع ومن بينهم لورنس ماكاولي من كندا وستيفان ترافير من فرنسا وبيتر بليزر من المانيا وموريزيو ماريتان من إيطاليا وتيريز كوفري من بريطانيا وسوني بيرديو من الولايات المتحدة وبعث كين سايتو من اليابان برسالة دعم.

كما شارك في الاحتفال المفوض الأوروبي للزراعة والتنمية الريفية فيل هوغان، ورئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد) جيلبير انغبو، والمدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي.

وقال انغبو: "إن انعدام المساواة وغياب الفرص في المناطق الريفية هما سببان رئيسيان لخسارة المجتمعات لأغلى ما تملك وهم الشباب. وأدعو بمناسبة يوم الأغذية العالمي 2017 إلى مواصلة الاستثمار في تحويل المناطق الريفية لتمكين ملايين الشباب من بناء حياة أفضل لأنفسهم".

بدوره قال بيزلي: "تعتبر الحرب والنزاعات أكبر مشكلة نواجهها اليوم. فنسبة 80 في المائة من نفقات برنامج الأغذية العالمي - أي أكثر من 6 مليارات دولار - يتم إنفاقها في مناطق نزاعات تسبب بها البشر مثل سوريا والعراق والصومال... ولن نحقق هدف القضاء على الجوع بحلول 2030 إلا إذا أنهينا النزاعات".

وتحتفل الفاو بيوم الأغذية العالمي كل عام في 16 أكتوبر الذي يوافق اليوم الذي أنشئت فيه المنظمة عام 1945. وتُنظم الاحتفالات بهذا اليوم في أكثر من 150 بلداً حول العالم، ما يجعله من أهم احتفالات منظمة الأمم المتحدة. وتهدف هذه الاحتفالات إلى زيادة وعي الرأي العام بالجوع وتشجيع العمل لصالح من يعانون من الجوع، والتركيز على أهمية ضمان الأمن الغذائي والتغذوي ونظم الغذاء الصحية للجميع.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك