مدير مهرجان القاهرة الأدبى محمد البعلى :لا نعترف بـ«أدباء الأقاليم» - بوابة الشروق
السبت 4 مايو 2024 10:40 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مدير مهرجان القاهرة الأدبى محمد البعلى :لا نعترف بـ«أدباء الأقاليم»

حوار ــ إسماعيل الأشول
نشر في: السبت 16 فبراير 2019 - 2:00 م | آخر تحديث: السبت 16 فبراير 2019 - 3:34 م

وزارة الثقافة تدعمنا دون أن تتدخل.. «النظر شرقًا» شعار الدورة الحالية.. ونسلط الضوء على الأدب الآسيوى بشكل واسع
نعترف بمركزية المهرجان فى العاصمة.. وغياب التمويل يحول دون نقل التجربة إلى مدن أخرى
لا ندفع مكافآت للأدباء المشاركين.. و«الإنترنت» ساعدتنا فى التواصل مع مؤسسات لا مكاتب لها فى مصر
بمشاركة أدباء من أكثر من خمس عشرة دولة، تنطلق اليوم (السبت)، ولمدة أسبوع، فاعليات الدورة الخامسة من مهرجان القاهرة الأدبى، كمبادرة ثقافية للمجتمع المدنى بالمشاركة مع وزارة الثقافة، تقام سنويا منذ عام 2015.
ويفتتح الفاعليات الروائيان عادل عصمت (مصر) وشهلا العجيلى (سوريا)، المرشحان لجائزة البوكر، بعد وصول اسميهما إلى القائمة القصيرة للجائزة الأدبية المرموقة، المعلنة قبل أيام.
ويرفع المهرجان فى دورته الحالية شعار «النظر شرقا»، ليركز أكثر على «الأدب الآسيوى» دون أن يقتصر فى ذلك على نصوص من الصين واليابان، كما يقول مديره محمد البعلى فى حواره مع «الشروق».

• ما الذى يميز مهرجان القاهرة الأدبى فى دورته الحالية؟
ــ تتميز الدورة الحالية بالتركيز على أكثر على الأدب الآسيوى، دون الاقتصار فى ذلك على دول آسيا المركزية مثل اليابان والصين. لدينا كتاب يشاركون فى المهرجان من سنغافورة وماليزيا والفلبين، كما تشمل فاعليات المهرجان التعرف على الأدب الكردى الذى لا يعرفه كثيرون فى المنطقة العربية.
يشارك فى المهرجان أدباء من نحو خمس عشرة دولة، منها ألمانيا والتشيك وأيرلندا، كما تشارك معنا كاتبة كاتالونية من إسبانيا.
لدينا برنامج رئيسى تحت شعار «النظر شرقا»، بالإضافة إلى برامج فرعية تتمثل فى الأمسيات الشعرية.

• ترى أن الأدب الآسيوى لم يلق الاهتمام اللائق فى الساحة الثقافية المصرية والعربية؟
ــ هناك اهتمام متزايد بالأدب الآسيوى، لكنه يظل أكبر مما تقدمه المراكز الثقافية الرئيسية عبر الترجمة.
الأدب الآسيوى بالنسبة لمعظم الناس يعنى الصين واليابان، لكنه أكثر من ذلك، وأنا لا ألوم الناس، فجوائز نوبل، والنجاح فى الغرب، يؤثر بالطبع فى رؤى المهتمين، لكننا نحاول أن نسلك طريقا مختلفا.

• يقوم المهرجان على استقدام أدباء أجانب.. فماذا عن تطبيق الفكرة بالتبادل مع المراكز الثقافية الأجنبية المعنية بالفكرة نفسها؟
ــ نحاول طيلة الوقت ترشيح أدباء مصريين لحضور مهرجانات أخرى، ومنذ عامين، شارك أحد الأدباء المصريين فى مهرجان إسطنبول الأدبى بعد ترشيحنا له لتلك المشاركة.

• من أين خرجت فكرة مهرجان القاهرة الأدبى؟
ــ خرجت من نقاش مع بعض الأصدقاء حول دور المجتمع المدنى فى تعزيز الحراك الثقافى وتسليط الضوء على الوجه الحضارى لمصر، وزيادة التبادل الثقافى بين العالم العربى، وخاصة مصر، والعالم.

• من هم شركاء المهرجان؟
ــ وزارة الثقافة شريك دائم لنا، بالإضافة إلى بعض الجهات الأخرى التى تشارك بشكل غير دائم، مثل بعض السفارات والمراكز الثقافية مثل معهد جوته وسفارة التشيك. كما نتعاون مع مراكز ثقافية أجنبية فى بلادها مثل مؤسسة الأدب الأيرلندى ومؤسسة الأدب الكاتالونى، فلا توجد مكاتب للمؤسستين فى مصر، لكن الإنترنت جعل عبر البحار أسهل كثيرا.
والشركاء أحد مصادر التمويل الرئيسية للمهرجان، عن طريق تغطية نفقات الأدباء الضيوف فى السفر والإقامة، وأحيانا تغطية جزء من نفقات الدعاية.


• بم تصف شكل العلاقة مع وزارة الثقافة خاصة وأنكم تعلنون باستمرار أنه مهرجان مستقل؟
ــ المهرجان مستقل تماما، فالوزارة لا تنظمه، وعلى الرغم من وجود شراكة مع وزارة الثقافة، فإن لا تختار لا الموضوعات المطروحة ولا الضيوف، ولا تتدخل فى المحتوى، لكنها تدعم الفكرة كمشروع للمجتمع المدنى، ونشكر الوزارة على دعم المبادرة، ونعتبر ذلك جزءا من دورها الداعم لكل ما من شأنه تعزيز وجه القاهرة الحضارى، وتنشيط العمل الثقافى فى مصر.

• هل تدفعون مكافآت للأدباء المشاركين أم يحضرون بشكل تطوعى؟
ــ لا ندفع أى مكافآت للمشاركين، للأسف، إلا لو طالبت الجهات الداعمة لهم بذلك، ووفرتها لهم. نقول للكتاب: لن نستطيع منحكم مكافآت، لكن لو أن أديبا كنديا يشارك، وأرادت سفار ة بلاده أن تقدم له مكافأة مالية، فهى التى توفر تلك المكافأة.
سياستنا عدم دفع أموال للأدباء لأن موارد المهرجان المالية محدودة.

• من يختار المشاركين فى المهرجان؟
ــ لدينا لجنة استشارية للمهرجان، تضم أدباء مصريين وفاعلين فى المجال الثقافى الدولى. واللجنة تساهم بالأفكار والمقترحات لكن الدور الأكبر يكون للجنة التنفيذية للمهرجان.

• إلى أى مدى أرضت الدورات السابقة طموحكم؟
ــ لدينا أحلام كبيرة. من الممكن أن نقول إن المهرجان فى السنوات السابقة أرضى طموحنا بنسبة صغيرة. نطمح فى أن يكون هناك إقبال كبير جدا، وأن نتمكن من استضافة المئات من الضيوف الأجانب، وأن تكون لدينا نسخة من مهرجان القاهرة الأدبى فى كل مدينة مصرية.


• ما الذى يحول دون تحقيق هذا الطموح؟
ــ التمويل والعنصر البشرى والتفاعل الإيجابى من السلطات. فى القاهرة يسهل تنظيم عمل ثقافى مستقل، ويمكن لأى مثقف الوصول إلى وزير الثقافة بسهولة، بعكس الوضع فى مدينة مثل ملوى بالمنيا أو غيرها.

 

• ألم تفكروا كإدارة للمهرجان فى توثيق فاعليات دوراته؟
ــ الفكرة موجودة منذ الدورة الأولى لكنها تحتاج لإمكانيات كبيرة لا تتوافر لدينا. كما أن المهرجانات يكون فيها قدر كبير من العفوية فى الحديث، والناس قد يقولون تعليقات سياسية حادة لا نفضل أن تكون موثقة فى كتاب.


• أنتم متهمون بالتمسك بالمركزية من خلال إقامة كل دورات المهرجان فى العاصمة.. بم ترد على ذلك.. وهل توجهون دعوات لأدباء الأقاليم للحضور أم لا؟
ــ أولا، نحن لا نعترف بكلمة أدباء الأقاليم. الأدباء الجيدون يعيشون فى أى مكان، وخذ مثلا الكاتب الكبير أحمد أبو خنيجر، والشاعر الكبير فتحى عبدالسميع. كلاهما متحقق أدبيا بغض النظر عن موقع سكنه. وأخيرا صعد عادل عصمت للبوكر وهو لا يزال فى طنطا وبالمناسبة، دعونا الأستاذ فتحى عبدالسميع للمشاركة معنا بإلقاء قصائده لكن ظروفه لم تسمح.
نعترف بمشكلة مركزية المهرجان فى العاصمة للأسف لأن القاهرة توفر معظم الإمكانيات التى نحتاج إليها، من أماكن مناسبة لإقامة فاعليات ثقافية وما إلى ذلك.
كما أن الفاعليات الثقافية فى مدن الأقاليم، تواجه عوائق مختلفة، ليس منها دعم المثقفين، فالمثقفون داعمون ومتحمسون، لكن هناك الموافقات الأمنية، وتوفير التمويل.


• كيف يمكن قياس نجاح أو إخفاق المهرجان؟
ــ نحاول قياس النجاح بمدى حضور الجماهير، والتغطية الإعلامية للفاعليات، فإذا امتلأت القاعات بالحاضرين، ووجدنا تغطيات صحفية جيدة، نرى أن ذلك خطوة فى اتجاه النجاح.
لا نشعر أبدا بالرضا الشديد ولا نقول إننا «كسرنا الدنيا»، لكن نتمنى أن تكون كل دورة نقلة للأمام. وحين نواجه أى عوائق فلا نجلد أنفسنا، وإنما نحاول أن نتعلم لنتفادى الأخطاء.


• ما أكثر المواقف طرافة التى واجهتكم فى الدورات السابقة للمهرجان؟
ــ انقطع التيار الكهرباء فى دورة المهرجان الأولى عام 2015، فى إحدى الندوات، وحاولنا الإضاءة بهواتفنا المحمولة. شعرنا بالتوتر الشديد وقتها، لكن نظرنا إلى الموقف بعد ذلك باعتباره طريفا.


• وما الأمور التى واجهتكم وتتمنون ألا تتكرر؟
ــ نتلقى موافقة وزارة الثقافة على دعمنا بشكل متأخر جدا، ونتمنى أن يتغير ذلك فى السنوات المقبلة.

فاعليات المهرجان
تنطلق فاعليات الدورة الـ5 من مهرجان القاهرة الأدبى، اليوم السبت، تحت شعار «نظرة إلى الشرق»، ويركز على الأعمال الإبداعية فى قارة آسيا، وتستمر حتى 21 فبراير الحالى.
والجلسة الافتتاحية فى بيت السحيمى وتشمل ندوة مع الكاتب المصرى عادل عصمتو الكاتبة السورية شهلا العجيلى، اللذين وصلا إلى القائمة القصيرة للبوكر 2019.
ويصل عدد ضيوف المهرجان إلى 15 كاتبا أجنبيا؛ أبرزهم: سفيان حكيم من سنغافورة، وبيرنس شاوى من ماليزيا، وكيم سونج هى من كوريا الجنوبية، ومارتن فيونيكا من التشيك، ويانا جيرانوفا من سلوفاكيا، وكريب ينسون من الفلبين، ومحمد الرحبى من عُمان، ومارى كالافل من إسبانيا، وحليم يوسف من سوريا، وكلير زوبالدى، والكس فيلا جير، وإيمانويل مفسود من مالطا.
يشترط المهرجان أن يكون الضيوف الأجانب صدرت الترجمة العربية لأعمالهم أو نماذج منها.
تنقسم فاعليات المهرجان إلى 3 أنواع؛ الأول هو قراءات الشعر والنصوص، والثانى مناقشات وحفلات توقيع الكتب، والأخير حفلات إطلاق الكتب على هامش المهرجان.
يضم برنامج المهرجان ندوات «أدب آسيا المكتوب بالإنجليزية»، و«جزر بعيدة.. كتابة قريبة» عن الكتابة المعاصرة فى سنغافورة والفلبين وماليزيا، و«نظرة على الأدب المعاصر فى كوريا»، و«أسئلة اللغة ومساءلات الواقع» عن الأدب الكردى المعاصر، فضلا عن مناقشة الروابط بين أدب مالطا والأدب العربى.
تقام ندوات ولقاءات المهرجان فى كلية الألسن بجامعة عين شمس، وبيت الست وسيلة فى حى الأزهر، والمعهد الهولندى ــ الفلمنكى بالقاهرة، ومكتبة القاهرة الكبرى وأتيليه القاهرة.
ويشمل البرنامج أمسية شعرية فى 18 فبراير يشارك فيها نحو 12 شاعرا من بينهم الفلسطينية زينات أبو شاويش والمصرية أمانى خليل والعمانى محمد الرحبى والماليزية برنيس تشاولى.
كما يشمل البرنامج إطلاق وتوقيع بعض الكتب الجديدة من بينها المجموعة القصصية (كواليس المدينة) للمصرية أسماء الشيخ وكتاب (الوحش الذى فى داخلى) للكردى ــ الألمانى حليم يوسف.
ويخصص المهرجان ندوة فى 20 فبراير بعنوان «نظرة على الأدب الكورى المعاصر» يتحدث فيها الأكاديمى والناقد المصرى محمود عبدالغفار والشاعرة الكورية الجنوبية كيم سونج هى.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك