طارق عبد الفتاح يكتب: الأوبرا راعي السعادة في مصر - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 3:54 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

طارق عبد الفتاح يكتب: الأوبرا راعي السعادة في مصر


نشر في: الأحد 15 أكتوبر 2017 - 8:06 م | آخر تحديث: الأحد 15 أكتوبر 2017 - 8:11 م
تزينت العروس في عيد ميلادها الـ29، يوم 10 أكتوبر 2017، فقدم أكثر من 500 فنان وفنانة هم قوام فرق الأوبرا من أوركسترا سيمفوني إلى باليه أوبرا القاهرة وفرقة الموسيقى العربية وغيرها فنونهم المبدعة، واستمتع الحضور الغفير بأجمل النغمات والموسيقات المحلية والعربية والعالمية بقيادة المايسترو ناير ناجي.


ومع ديكورات وسينجرافيا مبهرة ولقطات أرشيفية تستعرض تاريخ دار الأوبرا وأهم عمالقة الفن الذين أفنوا حياتهم من أجل رسالة الفن والتنوير، بدأ الحفل الكبير بزهور مصر من أطفال كورال الأوبرا الذين استقبلوا الحاضرين في الفناء الداخلي للمسرح الكبير، وعلى سلالمه عزفوا وغنوا أعذب الألحان المصرية والعالمية، فأكدوا أن مستقبل الإبداع بخير، وانبهر الجمهور بفرقة باليه أوبرا القاهرة وهي تقدم مقتطفات من «زوربا» لصوليست الباليه هاني حسن وأحمد نبيل، وتجاوب الجمهور مع الباليه تصفيقا وتنغيما، كما استمتعوا بمقتطفات من أوبرا «التروفاتوري» للموسيقار الإيطالي العالمي جوزيبي فيردي، وبأغنية «لا أحد ينام» من أوبرا «توراندوت» للموسيقار العالمي بوتشيني، للصوليست إيمان مصطفي وعمرو مدحت ومصطفى محمد وإنجي محسن وهشام الجندي، صُمم الديكور على شكل مجسم الأوبرا للمهندس محمد الغرباوي وسينجرافيا مبهرة للمهندس ياسر شعلان والإخراج المتميز للفنان هشام الطلي.

عُرض فيلم وثائقي وصور أرشيفية عن أهم الشخصيات والفرق الفنية التي زارت دار الأوبرا المصرية خلال 29 عاما، أعده سامر ماضي وخالد منير، واستعاد الجمهور لحظات المجد من تاريخ مصر في أغنيات كـ(صوت الجماهير) بأصوات مطربي الأوبرا غادة آدم ونهاد فتحي وأحمد عفت وأحمد محسن ونهى عبد الحافظ، وهم يشدون بأغاني الوطنية المصرية والقومية العربية الأصيلة، وأكدت الأوبرا قبل كل شيء أنها منارة قادرة على أداء دورها التنويري في أصعب الظروف، وأنه رغم التخبط الفني الواضح في السينما والمسرح والمسلسلات إلا أن الأوبرا هي الصرح الباقي والقلعة القادرة على الصمود، وعلى الاستمرارية في ثبات المستوى الفني، وأن جمهور الفن الراقي ذواق وله مكان وسط الضخب والضجيج المحيط بنا، فالأوبرا تقدم كل ما هو جاد وراقي ومتنوع من فنون مصرية وعربية وعالمية، وهي لا تتوقف عن الإبداع طوال العام وهي تتقدم للأمام تحت قيادة الفنانة المبدعة عازفة الفلوت العالمية د. إيناس عبد الدايم، والتي تمثل نموذجا مشرفا ورائعا للمرأة المصرية كفنانة موهوبة، وكإدارية ناجحة تقود جيشا من المبدعين والإداريين والعاملين المخلصين في عملهم، السعادة الحقيقية تتحقق بمشاهدة عروض الأوبرا المتميزة التي لم تعد فنونا للنخبة وأصبحت في الآونة الأخيرة فنا شعبيا بامتياز، فليس غريبا أن تجد دور الأوبرا في دمنهور والإسكندرية والقاهرة كاملة العدد، حتى في كلاسيكيات الأوبرا الناطقة بالإيطالية والمصحوبة بترجمة إنجليزية وعربية.

يمكنك أن تدرك لماذا أراد الإخوان الإطاحة برئيسة الأوبرا، فليس غريبا إذن أن تبدأ ثورة 30 يونيو من مكتب رئيس دار الأوبرا د. إيناس عبد الدايم، لتمتد وتتصاعد في اعتصام المثقفين والفنانيين في مكتب وزير الثقافة، ثم يتطور الاعتصام ليصبح شرارة ثورة 30 يونيو التي أطاحت بالفاشية الدينية في مصر.

عندما يكون لديك ضيف كبير في مصر فإن أفضل وأصلح مكان يعبر عن مكانة مصر هو دار الأوبرا. وعندما تريد تمثيل مصر في الخارج بشكل مشرف، فالإجابة أيضا هي دار الأوبرا المصرية، التي تلعب بفنونها دورا واضحا في نقل صورة مشرفة عن مصر وتلعب دورا سياسيا في تدعيم علاقتنا بالعالم عن طريق الفن الراقي.

طارق عبد الفتاح - إعلامي 
Tarekart64@hotmail.com


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك