أنا طالب بكلية التربية النوعية، وقد بدأت الدعوة لحملة التبرع بالدم للمستشفى الجامعى. أنا أقدر تماما الدوافع الإنسانية للتبرع بالدم، ولكن هل هى عملية آمنة أم أنه من الممكن أن ينتقل لى منها أمراض مثل فيروسات الكبد أو الإيدز؟ وإلى أى حد يمكننى التبرع حتى لا يصيبنى الهبوط أو الإغماء؟
فتح الله غريب ــ السنة النهائية
التبرع بالدم هدف نبيل، فأنت تمنح الحياة لمن قد يتعرض لفقدها إذا لم تتوافر له كمية الدم اللازمة لدعم الحياة فى شرايينه. لا يتوقف هذا على مصابى الحوادث فقط إنما أيضا على من يجرون عمليات جراحية دقيقة فيفقدون فيها كميات غالية من دمائهم. وهى عملية آمنة تماما إذا تمت فى ظل احتياطات معروفة ومعايير تضمن سلامة المتبرع والمتلقى فيما بعد.
هى أيضا عملية مفيدة للمتبرع إذ إن نقصان الدم فى شرايين المتبرع ينجم عنها زيادة فى نشاط خلايا النخاع وإنتاج كميات جديدة من الدم تندفع فى الشرايين لتجدد نشاط الدورة الدموية وتدعم مناعتها الأمر الذى يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين.
يخضع المتبرع بداية لفحص طبى دقيق لتحديد ما إذا كان يعانى من أى مرض أو عرض يمنعه من التبرع بدمه. الإنسان الذى يتمتع بصحة جيدة وتغيب عن دمه أى أمراض معدية يمكنه إعطاء ٤٥٠ ــ ٥٠٠ مليلتر من دمه كل أربعة شهور. ويتراوح عمره بين ١٧ و٦٠ سنة ويزيد وزنه على خمسين كيلوجراما ولا تقل نسبة هيمجلوبين الدم عنده عن ١٢٫٥.
يجب أيضا ألا يضم ملفه الصحى أى أمراض مزمنة وألا يكون فى تلك الفترة خاضعا لأى علاجات ولا يتعاطى بالطبع أى أنواع المخدرات.
تبدأ عملية سحب الدم من المتبرع بقياس درجة حرارته وضغط الدم والنبض للتأكد من أنه فى حالة عامة جيدة. ثم تسحب منه عينة من الدم لفحص مكوناتها والتأكد من غياب أى عدوى بفيروسات الكبد، الإيدز، الزهرى، أى طفيليات أخرى. كذلك لتقدير نسبة الهيمجلوبين وتحديد فصلية الدم.
سلامة وصحة العينة يتيحان الحصول على كمية لا تتجاوز نصف اللتر من المتبرع فى المرة الواحدة. تخضع بعدها لسلسلة من الفحوص المعملية ليتم فصل مكوناتها وحفظها بصورة تتيح استخدامها وقت الحاجة إليها.
التطوع للتبرع بالدم مسئولية إنسانية يسعى إليها إنسان نبيل وأراك كذلك فلا تخش شيئا لأنها بالفعل آمنة.